مقديشو/وكالات:سقط عشرات الأشخاص ما بين قتلى وجرحى في أحدث اشتباكات بين قوات الحكومة الصومالية مدعومة بقوات الاتحاد الأفريقي، ومسلحي المعارضة.ونقل عن مسعفين أن 23 شخصا غالبيتهم من المدنيين لقوا مصرعهم كما أصيب أكثر من خمسين في العاصمة مقديشو أمس الأول، وهو ما يرفع عدد القتلى إلى سبعين منذ بدأت القوات الحكومية الأربعاء حملة تهدف لطرد المعارضة من المناطق التي سيطرت عليها في العاصمة.ودخلت القوات التابعة للاتحاد الأفريقي في الصراع بقوة حيث أنذرت المسلحين الذين يتقدمون صوب مواقع الحكومة الصومالية بالتراجع أو مواجهة إجراءات انتقامية.وقتلت هذه القوات التي يبلغ عددها 4300 جندي من أوغندا وبوروندي تسعة أشخاص السبت الماضي عندما شنت قصفا -وصفه شهود عيان بالعشوائي- على سوق بكارا في العاصمة، علما بأنها تنتشر بكثافة في محيط القصر الجمهوري حيث تدور معارك عنيفة.ويفترض ألا تعمل قوات الاتحاد الأفريقي خارج قواعدها حيث إن مهمتها مقصورة على حماية المواقع الرئيسية مثل القصر الرئاسي والمطار والميناء، كما أن القادة الأفارقة الذين اختتموا قمتهم في ليبيا قبل يومين لم يتخذوا قرارا بتوسيع مهمة هذه القوات.لكن رئيس الوزراء الصومالي عمر عبد الرشيد قال أمس إن قوات الاتحاد الأفريقي ستشارك في القتال مباشرة إلى جانب القوات الحكومية، فيما اعتبر مراقبون أن التطورات الحالية تشير إلى أن الصراع في الصومال قد يتعقد ويتحول إلى صراع إقليمي ودولي.وكان الرئيس شريف شيخ أحمد طالب بدعم أفريقي إضافي لكن القادة الأفارقة اكتفوا بإدانة هجمات “المتمردين” كما اتهموا إريتريا المجاورة بدعم المعارضة الصومالية.في المقابل حذرت جماعة الشباب المجاهدين من أن توسيع تفويض قوات حفظ السلام الأفريقية كان سيزيد الموقف سوءا، علما بأن الجماعة ومعها قوات الحزب الإسلامي الذين يتهمهم الغرب بالارتباط بتنظيم القاعدة نجحوا في السيطرة على جانب كبير من جنوب ووسط الصومال فضلا عن معظم أنحاء العاصمة.في الوقت نفسه ذكرت مصادر في مدينة بلدوين أن أكثر من أربعين عنصرا من قوات المحاكم الإسلامية الموالية للحكومة بينهم قيادات عسكرية انضموا إلى الحزب الإسلامي المعارض.وأشارت المصادر ذاتها إلى أنه تم الترحيب بالمنشقين كما أشار أحدهم إلى أن الأسباب وراء ما أقدموا عليه يكمن في رفضهم للتدخل الإثيوبي، وأنهم فضلوا الانضمام إلى الحزب الإسلامي كونه يعارض هذا التدخل.وأورد سكان في عدة مناطق صومالية تقارير عن مشاهدة جنود إثيوبيين في الشهرين الماضيين، ونفت أديس أبابا ذلك في بادئ الأمر لكنها اعترفت فيما بعد بالقيام بمهام “استطلاع”، ولا تزال تصر على عدم وجود قوات مقاتلة لها في الصومال.وكان جوني كارسون مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأفريقية قال إنه سيحث إثيوبيا على عدم العودة إلى الصومال “نظرا للعداء القائم منذ زمن بعيد بين الجانبين”، لكن مراقباً ذكر من جهة أخرى أن الحكومة الصومالية قد تطلب تدخلا عسكريا أميركيا إذا شعرت بتزايد الخطر عليها.وخلال لقاء مع الرئيس الصومالي على هامش القمة الأفريقية بسرت، أبدى كارسون استعداد بلاده لتقديم دعم لوجستي ومالي للحكومة الصومالية، علما بأن واشنطن أكدت قبل أيام أنها قدمت دعما عسكريا لهذه الحكومة.