أجرى اللقاءات/ بشير الحزمي لقد كان ومايزال فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح صمام أمان الوطن وحارس وحدته الأمين، فخلال مسيرة عطائه طوال الثلاثين سنة الماضية استطاع فخامته أن يقود بكل بسالة واقتدار دفة سفينة الوطن اليمني ويمضي بها قدماً إلى بر الأمان متجاوزاً بصبره وحنكته وخبرته وسعة صدره وقيادته الحكيمة كل المخاطر والمصاعب والتحديات التي واجهته واعترضت مسيرته وهذا ما شهد به وأكده كل السياسيين والمراقبين والعقلاء المتابعين من داخل الوطن وخارجه.إن ثلاثة عقود مرت من تاريخ وطننا الحبيب وما تحمله طيات صفحاتها من المكاسب والانجازات العظيمة التي تحققت في ربوع السعيد منذ تولي فخامة الرئيس/ علي عبدالله صالح سدة الحكم في 17 يوليو 1978م في شتى المجالات وعلى كافة الأصعدة لا تكفي مجلدات كبيرة لحصرها واستعراض تفاصيلها .. غير أننا وفي هذه المناسبة الغالية على قلوب كل الشرفاء المخلصين من ابناء هذا الوطن العزيز نتناول ومن خلال العديد من اللقاءات التي أجرتها الصحيفة مع عدد من أعضاء مجلس الشورى بعض الصفحات المشرقة في جانب هام من حياة وانجازات فخامة الرئيس علي عبدالله صالح على صعيد البناء الداخلي وخصوصاً الدور الذي لعبه في ترسيخ دعائم الأمن والاستقرار الوطني وفي حل المشاكل والأزمات الداخلية ومواجهة مختلف التحديات التي مثلت تهديداً حقيقياً للأمن والاستقرار والسيادة الوطنية طوال الفترة الماضية .. فإلى التفاصيل:الأستاذ/ عبدالسلام العنسي ـ عضو مجلس الشورى قال: إن الرئيس علي عبدالله صالح قائد وطني كبير فذ وفي تاريخ اليمن المليء والتكتلات وعدم وجود دولة طوال فترة الحكم الأمامي لم يتمكن رجل من حكم البلاد لمدة ثلاثين عاماً فبقاؤه في الحكم وصموده في قيادة المسيرة لمدة ثلاثين عاماً دليل على أن الرجل يتمتع بعزيمة قوية وذكاء حاد وفهم للمسيرة اليمنية وقدرة على التوازنات وفهمها والتعاطي معها وقد تعرض خلال هذه الفترة الطويلة إلى كثير من التحديات وجابهها بكل قوة وشجاعة وتمكن من الانتصارعليها، هذا من ناحية ومن ناحية أخرى الرجل عاصر خلال الثلاثين عاماً آلاف الشخصيات من قيادات البلد من علماء ومثقفين ومشايخ وضباط وسياسيين، تعلم منهم وتعلموا منه، واستفادوا وأفاد وبات يملك هذه الثروة الكبيرة من المعرفة بالأشخاص ومن العلاقات الشخصية القوية التي تربطه بكل هذه الشخصيات على مدار سنوات حكمه الثلاثين التي مرت، رجل مثل هذا لابد أن يكون شخصاً متميزاً وقادراً على أن يفاجئ الناس دائماً بمسكه زمام المبادرة اقتصادياً أو سياسياً أو غيرها وأنا مازلت أؤمن بأن الرجل في جعبته المزيد من المفاجآت وأنه قادر على أن يتخطى كل الأزمات.[c1]تحول في حياتنا الديمقراطية والتنموية[/c]من جانبه هنأ الدكتور/ أحمد محمد الأصبحي عضو مجلس الشورى شعبنا اليمني وهنأ نفسه بهذه المناسبة العظيمة وقال: إن هذه المناسبة العظيمة أحدثت تحولاً في حياتنا الديمقراطية والتنموية، لأنها تأسست بمجيء أول رئيس من خلال انتخاب تم في مجلس الشعب التأسيسي، فعملية الانتخاب هذه هي التي أعطت الانتقال الجديد والتحول الكبير نحو آفاق أوسع في بناء الدولة اليمنية المؤسسية الحديثة وفي البناء والتنمية والتطور وفي ممارسة الديمقراطية في حياتنا العامة، وطبعاً إذا نظرنا أو إذا عدنا إلى ذلك اليوم الذي اعتبره ويشاركني الكثيرون أنه اللحظة التاريخية القدرية، نلاحظ أن ذلك اليوم ما كان من السهولة أن يقبل أحد المجيء إلى سدة الحكم ولا أن يأتي بطريقة انتخابية لأن الأجواء التي كان عليها وضع اليمن شمالاً وجنوباً كان وضعاً كئيباً وكان مؤلماً لأنه سادته دماء اغتيل فيها ثلاثة من الزعماء في حدود عشرة أشهر، وهذه العملية الكئيبة التي سادت أجواء الوطن اليمني في الوقت الذي أشعرت المواطن بالخوف من المستقبل أيضاً أعطت انطباعاً مع الأسف الشديد سيئاً لدى الرأي العام العربي والدولي أن اليمن دخلت في أتون فتن ومصائب ومعارك واغتيالات للزعماء نادراً ما تحدث في المحيط الأقليمي، لهذا بقدر تلك الكآبة وتلك اللحظات أو الفترة المؤلمة والمخيفة التي لم يستطع الناس أن يتنبؤوا بمستقبل مشرق تأتي الاشراقة وتأتي الانفراجة وتتحقق الآية الكريمة: “ فإن مع العسر يسراً إن مع العسر يسر”، فعسر تلك الفترة أدى إلى أن تأتي الانفراجة بمجيء فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح عن طريق الانتخاب في مجلس الشعب التأسيسي، وهو واحد من أبناء الشعب الذين عاشوا حياة مخضرمة .. حياة ما قبل الثورة وحياة ما بعد انفجار الثورة، فما قبل الثورة بمعنى أنه عانى الكثير كما عانى معظم أبناء شعبنا اليمني فهو يحس بهذه المعاناة وبالتالي لابد أن يستحضر هذه المعاناة للبحث عن الحلول وتجاوز تلك المعاناة، وأما كونه عاش في الثورة فقد شارك فيها بدرجات بحسب موقعه العسكري، وأيضاً شارك في الدفاع عن النظام الجمهوري، وعندما تعرضت صنعاء الحبيبة إلى الحصار الذي ضرب عليها سبعين يوماً كان واحداً من أولئك الذين شاركوا وببسالة وبطولة نادرة في فك ذلك الحصار المفروض على العاصمة فبالتالي هو عاش الثورة بدمه وروحه وافكاره وكان عليه أن يستحضر أهداف الثورة في حياته العامة، ومن موقعه كرئيس فأول ما جاء إلى سدة الحكم أولى العناية والاهتمام بأهداف الثورة ووجه بقوة كل أجهزة الإعلام المقروءة والمسموعة والمرئية إلى أن تعمل على التذكير بهذه الأهداف ومناقشتها وتجسيدها في الحياة العامة.أما بالنسبة للصحف فقد كانت تطالعنا وما زالت ـ الصحف الرسمية ـ إلى جوار الترويسة في الزاوية اليمنى بأهداف ومبادئ الثورة اليمنية هذا أولاً أي أول لفتة منه، أما ثانياً فهو عاش في مدينة تعز فترة النضج العقلي.[c1]فترة النضج العقلي[/c]وفي تلك الفترة كان الحديث في المنتديات العامة وفي مختلف الأوساط السياسية والفكرية بنخبها الثقافية عن ما هو المخرج من المأزق الذي نعيشه، مأزق الدماء ومأزق عدم التحرك بتسارع نحو إعادة تحقيق الوحدة ومأزق الفراغ السياسي الذي يعيشه الشطر الشمالي من الوطن ويكفينا حروب واحترابات شمالاً وجنوباً ولمصلحة من .. هذه الأمور اعتملت في ذهنه وكان يرتاد تلك المجالس وكان يشارك فيها، بل ويفتح ديوانه ليكون أحد تلك المجالس والمنتديات، فتبلورت لديه فكرة كانت مطروحة بطريقة أو بأخرى لم تأخذ جديتها الكافية من قبل وهي عملية الحوار الوطني، الذي خرج من خلاله بملء الفراغ السياسي وخرج من خلاله بالاتفاق على نظرية عمل وطني وهو الميثاق الوطني وخرج من خلاله بإقرار هذا الميثاق من قبل المؤتمر الشعبي العام، وقيام المؤتمر الشعبي العام شكل الانفراجة الكبيرة في اطلاق سراح لجان الوحدة تلك التي لم تتحرك الحركة الكافية لأنها بانتظار تشكيل لجنة التنظيم السياسي، فبقيام المؤتمر الشعبي العام تشكلت لجنة التنظيم السياسي شمالاً وجنوباً من الحزب الاشتراكي اليمني والمؤتمر الشعبي العام وتم الاتفاق على وضع التصور الذي ينبغي أن تكون عليه الحياة السياسية في ظل دولة الوحدة والمتمثل بالنهج الديمقراطي التعددي الذي نعيشه اليوم، وعندما التفت الأخ الرئيس خلال تلك الفترة إلى جانب مهم جداً وهو أن المجلس التشريعي كانت أعداده محدودة فرأى ضرورة التوسع فيه حتى يكون للتشريعات قوتها، فصدر قرار رئيس الجمهورية بتوسيع عضوية مجلس الشعب التأسيسي، بالمقابل أيضاً التفت إلى منظمات المجتمع المدني الذي كنا نسميها المنظمات الشعبية والنقابات، فوجه بضرورة رعايتها وتوسيع قاعدتها، طبعاً كان عندنا المجالس والتعاونيات، والاتحاد العام للتعاون الأهلي للتطوير عمل على تطويره وعلى توسيع قاعدته أيضاً، في تلك الفترة أيضاً التفت إلى أن سيادة الوطن ينبغي أن تكون بتحقيق الوحدة وبمعاملة مناطق الأطراف كمعاملة المركز حيث لم تكن وقتها مناطق الأطراف تحظى بالاهتمام نظراً لانشغال القادة بتثبيت النظام الجمهوري ودعم الثورة لأنها واجهت العنت في مناطق عديدة، وبالتالي حرمت تلك المناطق في الأطراف من الاهتمام الكافي.[c1]رئيس لكل الوطن [/c]عندما جاء فخامة الأخ الرئيس إلى سدة الحكم وقال إن وجودي كرئيس ممثل للجمهورية بكاملها ولا أمثل مدن المثلث وبالتالي لابد أن نعطي نفس الاهتمام لمناطق الأطراف، وكانت صعدة وحجة والجوف وكانت مأرب وكانت البيضاء وكل المناطق خارج المثلث، لأن مدن المثلث وما بينها كانت تحت رعاية الدولة واهتمامها وبقية المحافظات كانت بعيدة جغرافياً والتي كانت بعيدة عن رعاية واهتمام الدولة .. فقال لا هي في قلبي وليست بعيدة وإنما هي قريبة ومحلها القلب وينبغي أن نعطيها اهتماماً وأن تكون السيادة متحققة بوجود المشاريع التنموية وبوجود الخدمات المختلفة في هذه المناطق، فكان علي عبدالله صالح أول رئيس جمهورية يزور صعدة وزيارته لصعدة كانت مسبوقة بقيام العديد من المشاريع الحيوية والهامة التي تؤكد سيادة الجمهورية في تلك المنطقة، فذهب الوزراء إلى تلك المنطقة وقاموا بهذه المشاريع في مجال الزراعة وفي مجال التربية وفي مجال الصحة وفي مجال الطرقات وفي مجال المياه وفي مجالات متعددة وشعر المواطنون أنه عندما جاء فخامة الأخ الرئيس جاءت الدولة وجاءت الجمهورية وفعلاً حل الأمن والسلام والاستقرار في تلك المناطق وبدأت الناس ترتبط بدولتها وتغير العملة التي لم تكن عملة يمنية وارتفع علم الجمهورية في تلك المناطق وحس الناس بالانتماء إلى الوطن، لأن الانتماء إلى الوطن هو انتماء بالمشاريع و بالخدمات وبالوجود الحيوي للدولة المفيد للمواطن، أنا أقول هذا الكلام لأنه قطع دابر أولئك الذين يحنون إلى الماضي الذي أذاق شعبنا ويلات التخلف ويؤسفني أن الذين عاشوا في ظل الثورة ونعموا بخيراتها وأدركوا حياة النور ولم يعرفوا الظلام الذي كانت عليه البلاد قبل الثورة، أنهم حاولوا أن يفهموا الأمور بطريقتهم الخاطئة في حين أن الدولة أعطتهم الحرية الكاملة في التعبير عن مطالبهم بممارسة حريتهم السياسية والتنظيمية إلى آخره، بل إن الدولة ومن خلال المؤتمر الشعبي العام فتحت الآفاق في العضوية ودخلوا في الانتخابات ووصلوا إلى مجلس النواب، وهذا شيء طبيعي أن الدولة معنية بشعبها إلا أنه رمى بهذه الأمور كلها وبإيجابياتها عرض الحائط، لا لشيء سوى أن البعض مع الأسف الشديد ارادوا مكراً بالأمن وبالاستقرار وهم يضرون أنفسهم ولن يستطيعوا أن ينالوا من نظام جمهوري ليس مسؤول عنه فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله وإنما مسؤول عنه كل مناضل بتاريخية النضال الوطني منذ وطئت أقدام الاستعمار الشطر الجنوبي من الوطن كان الاستبداد في الشمال منذ الثلاثينيات، فكان هذا النضال العظيم الذي تجسد بعد ذلك بقيام الثورة وانتصار إرداة الشعب وما ترتب عنه من إعادة تحقيق الوحدة وبالتالي من الصعب جداً أن يأتي أحد ليتآمر على الثورة وعلى الوحدة وعلى الأمن وعلى الاستقرار تحت أي مبرر، وإن أراد أن يستقوي بالخارج فالخارج ليس من صالحه أيضاً أن يأتي ليقف في وجه شعب وفي وجه تاريخ حضاري ونضالي غير عادي.[c1]منجزات وأولويات[/c]ومن الأعمال العظيمة التي قام بها فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح على مستوى الجمهورية أنه وجد أن اليمن أصلاً كانت حضارتها مبنية تاريخياً على الزراعة، صحيح أن الأرض الزراعية محدودة قياساً بتكاثر السكان ونموه غير العادي، لكن لايعني هذا أن لانعطي للزراعة أهميتها بل أن نندفع إلى الزراعة بنفس الإرادة التي كان عليها الآباء والأجداد وأصحاب المدرجات والسدود، فكان أول عمل التفت إليه هو إعادة بناء سد مأرب، ذلك السد الذي حاول الزعماء من قبله أن يعيدوا بناءه ولكن لم يتم ذلك ربما لأسباب عدم استقرار البلاد والعلاقات التي تربطنا بأشقائنا في الخليج لم تكن بالمستوى الأقوى والأمتن وأصبحت الآن بصورة أفضل في عهد فخامة الأخ الرئيس الذي استطاع أن يعيد بناء سد مأرب من خلال دعم ومساندة الشيخ/ زايد بن سلطان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، طبعاً إعادة بناء السد هو عملية رمزية وهذه العملية الرمزية أولاً أعطت الاستقرار لأهلنا في داخل محافظة مأرب وارتباطهم بالزراعة وعادت أرض الجنتين إلى زراعة الفواكه والخضروات وتمتلئ حالياً الأسواق بمنتجاتهم الزراعية، الجانب الآخر أن العملية الرمزية كيف تعمم على عموم اليمن وبالتالي كان هناك اهتمام ببناء السدود وانتشرت بناء السدود بشكل غير عادي حيث تجاوز عددها الأربعة آلاف إن لم يكن خمسة آلاف سد ومازالت العملية متواصلة والدراسات مستمرة، والتفت فخامة الأخ الرئيس إلى جانب آخر كان قد خامر اليأس كل من سبقه وخامر الشعب أيضاً وهو كيف يستخرج النفط من اليمن فقد يئس الجميع من عملية خروج البترول في اليمن، لكن علي عبدالله صالح قال لا أبداً، ربنا أعطانا عقلاً .. كيف يخرج في الربع الخالي بجانبنا بترول وعندنا واستطاع بإرادته وعزيمته المعهودة أن يأتي بشركة صغيرة تريد أن تقف على قدميها فاستطاع أن يستخرج البترول وفعلاً خرج البترول، وعندما خرج البترول في منطقة مأرب كان ذلك سبيلاً لأن تأتي بقية الشركات وفي ظل دولة الوحدة استكشفت كل المناطق ليخرج البترول وما زال الأمل في اكتشاف البترول بمناطق أخرى إذاًَ عندنا الاستقرار السياسي من خلال قيام المؤتمر الشعبي العام والاستقرار السيادي من خلال إيلائه الاهتمام بمناطق الأطراف تماماً مثل مناطق الوسط والثالثة البناء التنموي لأن التنمية دائماً مرتبطة بالأمن والاستقرار.[c1]تحقيق الوحدة اليمنية[/c]وقد كان الهم الأكبر بعد ذلك كيف يتم التحرك بتسارع صوب إعادة تحقيق الوحدة، والحمد لله بهمة وإرادة فخامة الأخ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية والارداة الشعبية وبوجود الآليات التي عجلت بإعادة تحقيق الوحدة، وأقصد بالآليات أنه تم ملء الفراغ السياسي بقيام المؤتمر الشعبي العام ثم ما تفرع عن المؤتمر من لجنة اسمها لجنة التنظيم السياسي وأيضاً الأوضاع المستقرة والمستتبة تم إعادة تحقيق الوحدة وكان هذا الانتصار العظيم لنا جميعاً، وتلازم تلازماً شرطياً وعضوياً مع اتخاذ النهج الديمقراطي التعددي ليكون هو الصورة المشرقة لدولة الوحدة ولهذا بني على أساسه إقرار مشروع دستور دولة الوحدة الذي كان للجنة الدستورية الفضل الكبير وكان قد وقف إلى جانب هذه اللجنة الدستورية أخوتنا الذين مثلوا الوحدة قبل قيامها تمثيلاً رائعاً وهم اتحاد الأدباء والكتاب اليمنيين، فبعد إعلان قيام دولة الوحدة تم الاستفتاء على مشروع دستور دولة الوحدة ليكون هو الدستور الذي تنبثق منه القوانين وانبثق منه قانون الانتخابات العامة ثم عدل هذا القانون مرتين ليأخذ صيغته النهائية “قانون الانتخابات والاستفتاء العام” وصدر أيضاً قانون الأحزاب والتنظيمات السياسية وقانون الصحافة والمطبوعات والذي أيضاً الآن يجري تعديله في اتجاه تعزيز الحريات وقواعد النشر المطلوبة اتفاقاً مع روح العصر ومتغيراته، عندما شرعت هذه القوانين كان لابد من العمل بهذه القوانين على أرض الواقع فجرت انتخابات مجلس النواب في دوراته الثلاث والانتخابات الرئاسية في دورتيها الأولى والثانية وانتخابات المجالس المحلية وأيضاً أعقب ذلك في الفترة الأخيرة عقد انتخابات المحافظين من قبل الهيئات الناخبة كما تم توسيع صلاحيات المجلس الاستشاري بعد قيام دولة الوحدة ثم أيضاً تحويله إلى مجلس شورى والآن هناك تعديلات دستورية ترتقي بصلاحيات مجلس الشورى إلى نظام الغرفتين وطبعاً مع توسيع صلاحيات الحكم المحلي وهذه الأعمال كلها حقيقة هو ما تريده دولة الوحدة وتريد أن يكون على أرض الواقع فاعلاً والمسؤولية على الجميع في إحداث ثقافة دستورية وثقافة وطنية مسؤولة تجعل من كل الأحزاب حاكمة وموالية ومعارضة لاتتحدث عن ذاتها ولا عن مصالحها الخاصة وانما تعمل على تعميق المصلحة الوطنية العليا، فذلك هو ما تنشده دولة الوحدة.[c1]حل ومعالجة المشكلات والأزمات الداخلية [/c]وعن دور فخامة الرئيس في رأب الصدع الداخلي وحل ومعالجة المشكلات والأزمات الداخلية وتعاطيه مع الأزمات قال الأصبحي: أنه ما من شك دولة الوحدة كان هناك تعمد غير عادي في الحفاظ على التشطير فترة طويلة لا أقول فقط من النظام الإمامي الاستبدادي الذي وقع على معاهدة التشطير مع السلطات البريطانية أبان الاحتلال في عام 1934م وأنما أيضاً هناك قوى في الداخل وفي الخارج كانت تحرص كل الحرص على الا يكون هناك إعادة لتحقيق الوحدة، ولكن شعبنا بمناضليه وبأحراره وبوطنييه برصيدهم الوطني هؤلاء أيضاً كانوا القوة الكابحة لاؤلئك الذين يريدون أن يعطلوا مسيرة الوحدة ولا أدل على ذلك من تجاوب هؤلاء العظام من شمال وجنوب الوطن في فك حصار صنعاء بمعنى أننا نريد أن نفك هذا الحصار حتى لايتعمق التشطير لأن سقوط النظام الجمهوري معناه عدم وجود نظامين سياسيين وطنيين يتحاوران لإعادة تحقيق الوحدة لهذا شكل فك الحصار أيضاً فك الطريق أمام القوى الوطنية المخلصة للإندفاع نحو طريق إعادة تحقيق الوحدة وهذه نقطة مهمة جداً، عندما جاء فخامة الأخ الرئيس إلى سدة الحكم أندفع نحو إعادة تحقيق الوحدة، وما أن تحققت الوحدة ورسمت الفترة الانتقالية، وهي شيء طبيعي حتى يندمج النظامان اندماجاً متكاملاً متكافئاً، حتى تحركت القوى غير الطبيعية الحاقدة على الوحدة ونظرت إلى الوحدة اليمنية بشيء من المراهنة التي قارنتها بقيام دولة الجمهورية العربية المتحدة التي لم تطل عامين ونصف العام وكأن الفترة الانتقالية صممت بعامين ونصف من أجل تزرع البلاوي والمصائب ونسوا أنه عندنا تختلف العملية فهي إعادة تحقيق الوحدة لأن الوحدة قائمة بين أبناء الشعب وهي فقط عملية دمج نظامين بينما بالنسبة للموضوع الآخر فالمقارنة بعيدة كل البعد بين مصر وسوريا رغم أننا شعب عربي واحد وأمة واحدة لكن أيضاً هناك خصوصيات، لذلك في هذه الفترة الانتقالية زرعت كثير من المشاكل وكان أيضاًُ للحوارات الوطنية ولمختلف القوى الوطنية دور في امتصاص المشكلات هذه كلها وجرى أول انتخاب للبرلمان في عام 1993م خلال الفترة الانتقالية التي مددت لكن بعد ذلك كانت هناك مراهنات داخلية وخارجية، والمفاهيم المغلوطة المتبادلة مع الاسف الشديد تدعو بطريقة أو بأخرى إلى أن تحدث تلك الاشكالات التي حدثت في حرب صيف 1994م إلا أن تلك الحرب أمكن احتواؤها وصدر العفو العام وتغلب الأخ الرئيس والقيادة اليمنية الفذة على تلك الأزمة التي كانت خانقة وانتقلنا من تلك الأزمة إلى الحفاظ على الوحدة، لكن جاءت أيضاً فتن أخرى فواكبتها عملية الاغتيال والتي استمرت إلى حين وبعدها أيضاًُ عمليات الارهاب والاختطافات وقطع الطرقات وكانت هذه المراهنات أنه كيف يخلقون إذا لم يسقطوا الوحدة فعليهم أن يفرغوا الوحدة من مضمونها، وافراغ الوحدة من مضمونها أيضاً رهان آخر حتى يقول الناس أيش استفدنا من الوحدة وهؤلاء طلعوا بزعانفهم وبمصائبهم وبمشاكلهم ويشاركهم في هذا المتنفذون الذين يعطون الفرصة يمتلكون حقوق غيرهم ويأكلون حقوق غيرهم ويعبثون كما يعبث الآخرون وهم يهللون ويكبرون أنه شوفوا ما عملت لكم الوحدة جابت لكم مجموعة من المخربين من الداخل وهذا موضوع أيضاً لا ينبغي السكوت عليه وان استمراريته ليست من صالح دولة الوحدة على الاطلاق، والثانية أنه جاءت الأزمة الأخيرة هذه التعيسة الغبية المتخلفة لمجموعة التمرد في منطقة ضيقة ومحصورة إلا أنها اتسعت واتسعت رقعة الإيذاء، وأخيراً رأت الدولة بضرورة الحسم والآن عملية الحسم هي التضييق على تلك الدائرة في اضيق صورها وآخر العلاج الكي كما يقال وقد كان لمجلس النواب ومجلس الشورى ومؤسسات الدولة قرارها في هذا الاتجاه إلى جانب المجلس الوطني الأعلى للدفاع، فصارت عملية الاحتواء لهذه الأزمة، ففخامة الأخ الرئيس عنده القدرة على الخروج من أي أزمة من الأزمات وقد واجهنا الكثير من الأزمات وبالتالي على اولئك الذين يبذلون الجهد لتصيد الأخطاء ولزراعة الالغام في طريق الأمن والاستقرار ولمحاولة اثارة الفتنة هنا وهناك ولتكلف الأزمات عليهم أن يستعرضوا هذا التاريخ الصغير البسيط في حياة فخامة الأخ الرئيس وهو في سدة الحكم وأنه مهما اشتدت الأزمة تنفرج، فبالتالي عليهم أن يوفروا على أنفسهم ويجففوا ماء وجههم لأنهم أيضاً في النهاية ابناء هذا الوطن والتسامح من قبل الدولة على أوسع نطاق مع الجميع، ولن يغير أحداً ولن ينقص من حقه وكرامته فرداً أو جماعة أو حزباً أو تنظيماً، إذا ما استطعنا أن نلتقي مع بعضنا في أسرة يمنية واحدة، خير لنا من أن نتحاور على مصلحة الوطن وبناء الوطن، أما التخندق والتعسكر والبحث عن الأخطاء والتصنيفات الخاطئة المتبادلة فهي ليست من مصلحة هذا ولا ذاك ولا من مصلحة الوطن.[c1]إنجازات كبيرة على كل الأصعدة[/c]أما الأستاذ/ علي حميد شرف عضو مجلس الشورى فقد تحدث حول هذه المناسبة قال:كل الشعب اليمني يعرف ما أنجزه الأخ الرئيس علي عبدالله صالح خلال الثلاثة العقود الماضية منذ توليه في 17 يوليو 1978م فقد تحققت لليمن انجازات كبيرة على كل الأصعدة ومن أهمها تحقيق الوحدة اليمنية والسعي لإزدهار اليمن ورقيه من خلال خطة تنموية شاملة وتوجيهاته المستمرة لكافة الأجهزة المسؤولة عن التنمية بوضع أولويات للتنمية وخاصة في مجال الموانئ والمطارات واستخراج النفط وبفضل الجهود الجبارة لفخامة الأخ الرئيس والتفاف الشعب اليمني حوله، تحققت إنجازات كثيرة ولكن من أهمها إيمانها بالتعددية السياسية والمشاركة الشعبية ونشر الأمن والاستقرار في ربوع اليمن، ومن المعروف أن فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح يبذل قصارى جهده مع أولئك الاشخاص الذين يهمهم استقرار البلد ووحدته وازدهاره ويسهم الأخ الرئيس في حل النزاعات الاقليمية وقد بذل جهوداً كبيرة في مسألة حل النزاع بين منظمتي فتح وحماس الفلسطينيين وكذلك بذل جهوداً كبيرة في الجانب الصومالي والاريتري ومساعيه كبيرة وخيرة ونرجوا له التوفيق إن شاء الله.[c1]ألأقدر على مواجهة التحديات [/c]بدوره قال المهندس/ محمد الطيب عضو مجلس الشورى إنه عندما انتخب فخامة الرئيس علي عبدالله صالح وترأس اليمن في 17 يوليو 1978م كانت أوضاع اليمن معروفة وقد تحققت أشياء خلال الثلاثة العقود لايمكن حصرها لانها كثيرة وعديدة ولكن أبرزها تحقيق الأمن والاستقرار للوطن واستخراج الثروة النفطية والاهتمام بالتنمية والخدمات الصحية والتعليمية وشبكات الطرق والاتصالات واعظمها تحقيق الوحدة اليمنية وترسيخ دعائم الديمقراطية والتطور الاجتماعي والاقتصادي الذي حصل ويكفي أن المجتمع اليمني مقارنة بما كان يعيشه قبل 17 يوليو 1978م قد أصبح مجتمعاً آخر، طبعاً هناك تحديات كثيرة مازالت قائمة ولكن هذه التحديات هو أقدر طبعاً على مواجهتها بحكم الخبرة الطويلة التي أكتسبها بالحكم، وبحكم أن المؤسسات في أغلبها اصبحت بنفسها نفساً سياسياً متماشياً مع فلسفة الرجل باكثر بكثير مما حصل في الماضي وان كانت التحديات طبعاً أكثر والآمال المعقودة كبيرة جداً، يمكن القول أن الوعود التي وردت في البرنامج الانتخابي كفخامة الأخ الرئيس هي كثيرة جداً منها الحكم المحلي، توسيع المشاركة السياسية، مزيد من الصلاحيات للمستويات الإدارية المختلفة في الدولة وهذه كلها تنقلنا نقلة نوعية أخرى إضافية، ونحن هنا في مجلس الشورى كما تعلمون بدأنا بمناقشة جزء مهم جداً من هذه الوعود وهو التعديل الدستوري يتركز في قضيتين جوهريتين هما توسيع صلاحيات الحكم المحلي وتوسيع صلاحيات المؤسسة التشريعية وتحويلها إلى نظام الغرفتين، فهذه نقلة نوعية، وطبعاً تحققت لبلادنا منجزات هائلة جداً وأمامنا آمال كثيرة لتحقيق المزيد، وفخامة الرئيس علي عبدالله صالح هو أقدر على إدارة دفة هذه السفينة والمعني بها قدماً إلى بر الأمان.[c1]رجل عظيم وصاحب قلب واسع ورحب [/c]من جهته قال الأستاذ/ الحباري عضو مجلس الشورى أن يوم 17 يوليو 1978م اعتبره أنا شخصياً من أهم الأيام في الجمهورية اليمنية والتي جاءت بمتغيرات لايستطيع أي انسان أن يقارنها بين 17 يوليو 1978م و17 يوليو 2008م، فالمتغيرات واضحة وملموسة كانت على مستوى المشاريع التنموية والمشاريع الخدمية ومشاريع البنية التحتية أو الصناعية أو الزراعية، وفي المجال الذي اشتغل فيه أنا كرجل أعمال لو لاحظت أنه كان الصوامع التي تملكها الدولة ومن المخزون الاستراتيجي للجمهورية من القمح كان يساوي ثلاثة آلاف طن بينما اليوم المخزون الاستراتيجي للجمهورية اليمنية من القمح وصل إلى مليون طن وصوامع ومخازن أخرى تصل إلى مليون وخمسمائة ألف طن، فالتغيرات واسعة جداًُ، والرئيس علي عبدالله صالح أتاه الله بهدية لهذا الشعب فحقق الوحدة، وانتصر لها والوحدة عمقت الإخاء الصادق بين الشعب اليمني الواحد في شماله وجنوبه وغربه وشرقه فالمطلوب من كافة الأحزاب والقوى السياسية والشخصيات الاجتماعية الاصطفاف الوطني اصطفافاً كاملاً مع رئيس الدولة والخروج من المهاترات غير المسؤولة، فالرئيس بحاجة إلى وقفة صادقة من تلك الأحزاب والشخصيات الاجتماعية كون الشعب بأكمله ملتفاً حول الرئيس القائد ويؤيده لما يلاحظ من تقدم وتطور وإصلاح في أوضاع الشعب، لكن للأمانة الآن الوقت مطلوب التعاون مع الأخ الرئيس، من كل الجهات كانت حزبية أو منظمات غير حكومية أو قطاع خاص أو مواطنين فالتعاون في هذه المرحلة مهم جداً ومطلوب لأنه اصبحت الآن عند بعض الاشخاص ضمائر متدنية نحو المصالح الذاتية والشخصية، فأهنئ الاخ الرئيس القائد بهذا اليوم العظيم واهنئ الشعب اليمني واتمنى التعاون مع الشعب ومع الرئيس القائد وللمزيد من التقدم والتطور، وحقيقة أن الرئيس القائد صاحب قلب واسع ورحب وقد تجاوز بتسامحه وحكمته ظروف لا يمكن ان نتوقعها، فقد كانت البلاد مهددة قبل العراق كانت البلاد مهددة قبل أية دولة اخرى وكان الأمريكان ينظرون إلى اليمن وكأنها دولة تخريب فاستطاع ان يخرج البلاد من عنق الزجاجة وقد دخل في محك حرب الانفصال واستطاع أن يخرج منها ودخل في قضية حنيش والتي انتصر لها بالعقل السياسي الحكيم، وهناك مواقف كثيرة جدا جداً وأيضاً قدم العفو العام لمن أجرم بحق الوحدة والوطن وبذل مساع كبيرة لاعادتهم إلى جادة الصواب، فهذا رجل عظيم وصاحب قلب عظيم ويحب الوطن ويحب الخير لشعبه فعلينا جميعاً أن نلتف حوله.[c1]استقرار سياسي واجتماعي ومشاريع تنموية كثيرة[/c]الدكتور/ أحمد محمد مكي عضو مجلس الشورى تحدث هو الآخر عن هذه المناسبة وقال: في الواقع انتخاب فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح في فترة عصيبة، عندما كنت أنا عضواً في مجلس الشعب التأسيسي وتم من قبل المجلس إقرار انتخاب الرئيس عن طريق المجلس وقد جاء بعد مقتل أثنين من الرؤساء فلذلك كانت فترة توتر وقلق في البلاد ومنذ توليه قيادة البلاد حصل نوع من الاستقرار السياسي والاجتماعي وتحققت الكثير من المشاريع التنموية من خلال ثلاثين سنة من فترة رئاسته وطبعاً هناك محطات كثيرة في مسيرة عطائه التنموية خلال الفترة الماضية أهمها استخراج النفط وتحقيق الاستقرار وأكبر منجز يعتبر لفخامة الأخ الرئيس هو تحقيق الوحدة اليمنية ولذلك وجب علينا جميعاً أن نتعاون كمواطنين وكمسؤولين وبرلمانيين مع فخامته وأن نلتف حوله من أجل تثبيت دعائم الأمن والاستقرار والاهتمام بالتنمية، أنا اعتبرها مسؤولية جماعية على كل المواطنين اليمنيين لأن العمل الجماعي هو الذي يحقق النجاح ولايمكن أن للدولة وحدها ولا للرئيس وحده أن يحقق التنمية في البلاد إلا بتضافر وتكاتف جميع الجهود وتحقيق الأمن والاستقرار والتنمية.
عدد من أعضاء مجلس الشورى يستعرضون صفحات متفرقة عن مسيرة الرئيس القائد
أخبار متعلقة