إسلام أباد/14 أكتوبر/ رويترز :قال مسؤولون ان السلطات الباكستانية أغلقت طريق إمدادات حيويا لقوات حلف شمال الأطلسي التي تقاتل في أفغانستان يوم أمس الخميس بعد أن ثار غضبها بسبب غارة جوية قامت بها قوات حلف شمال الأطلسي عبر الحدود وأسفرت عن مقتل ثلاثة جنود باكستانيين.وتم ايقاف الشاحنات وصهاريج الوقود المتوجهة للقوات الاجنبية في أفغانستان بموقع تورخام الحدودي في منطقة خيبر القبلية قرب مدينة بيشاور بعد ساعات من الغارة الرابعة التي أبلغت عنها السلطات الباكستانية في الايام الاخيرة.وقال مسؤول أمني كبير طلب عدم نشر اسمه لرويترز «نعم تم ايقاف امدادات حلف شمال الاطلسي. تم هذا محليا».غير أن متحدثة باسم قوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) التي يقودها الحلف قالت ان ايا من طائراتها الهليكوبتر لم تعبر الى المجال الجوي لباكستان وان الواقعة قيد التحقيق.وباكستان حليف وثيق للولايات المتحدة في جهودها لتحقيق الاستقرار لافغانستان لكن محللين قالوا ان خطوة تعطيل طريق الامدادات تبرز التوترات في العلاقة.وتمر معظم الامدادات العسكرية لقوات حلف الاطلسي في أفغانستان عبر باكستان.وقال المسؤول الامني الباكستاني انه في وقت مبكر يوم أمس هاجمت طائرتا هليكوبتر تابعتان لحلف الاطلسي من أفغانستان قرية حدودية في منطقة كورام بباكستان.وأضاف «قصفت طائرتا الهليكوبتر المنطقة لمدة نحو 25 دقيقة. قتل ثلاثة من جنودنا الذين كانوا يحرسون نقطة حدودية وأصيب ثلاثة.»لكن المتحدثة باسم قوات حلف الاطلسي الميجر صانسيت بلينسكي قالت ان طائرتي الهليكوبتر استهدفتا متشددين في اقليم بكتيا بشرق افغانستان قبالة كورام ولم تعبرا الى باكستان.وأضافت في بيان أن المسؤولين العسكريين الباكستانيين أبلغوا (ايساف) بأن قواتهم الحدودية ضربت في الهجوم.ومضت تقول «/ايساف/ تعمل مع باكستان للتأكد مما اذا كانت الواقعتان مرتبطتين.لا تزال المسألة رهن التحقيق.غير ان بيانا لحلف شمال الاطلسي صدر في وقت لاحق قال ان طائرات تابعة لقوة المعاونة الامنية الدولية (ايساف) التي يقودها الحلف عبرت الحدود في بادئ الامر لفترة قصيرة اثناء استهدافها لاشخاص يشتبه بانهم متمردون كانوا يطلقون النار على قاعدة للتحالف من موقع داخل افغانستان.واضاف ان الطائرات تعرضت لاطلاق النار من مجموعة اشخاص داخل باكستان فعبرت الحدود ثانية لاستهدافهم.وتابع البيان «دفاعا عن النفس دخلت طائرات ايساف المجال الجوي الباكستاني وقتلت عدة افراد مسلحين.ولم يذكر البيان ما اذا كانت القوة تعتقد ان من قتلوا كانوا من حرس الحدود وعندما طلب من متحدثة باسم القوة توضيح ذلك قالت ان الجانبين ما زالا يحققان في الحادث.ويأتي الخلاف الحدودي فيما بدأ رئيس وكالة المخابرات المركزية الامريكية (سي.اي. ايه) ليون بانيتا زيارة مقررة مسبقا لباكستان لاجراء محادثات مع كبار الشخصيات العسكرية والسياسية.وقال مسؤولون ان بانيتا اجتمع مع رئيس المخابرات العسكرية الباكستانية اللفتنانت جنرال احمد شجاع باشا ورئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني. ومن المتوقع أن يلتقي بقائد الجيش الباكستاني الجنرال أشفق كياني في وقت لاحق يوم أمس الخميس .وصعدت الولايات المتحدة من هجماتها الصاروخية بالطائرات بلا طيار في شمال غرب باكستان ونفذت نحو 20 غارة في سبتمبر وحده وهو أكبر عدد تنفذه في شهر واحد منذ بدأت الهجمات من هذا النوع عام 2008 .وتعتبر واشنطن المنطقة الحدودية الوعرة بين أفغانستان وباكستان ساحة معركة مهمة في قتالها ضد القاعدة وطالبان.ويقول محللون انه في حين أن الغارات بطائرات أمريكية بلا طيار تتم بموافقة ضمنية من باكستان فان أي انتهاكات حدودية من قبل القوات الاجنبية خط احمر وضعه الجيش الباكستاني.وقال انه سيبحث «خيارات الرد» اذا واصلت قوات حلف الاطلسي انتهاك سيادتها.وفي عام 2008 أطلقت القوات الباكستانية النيران على طائرتي هليكوبتر امريكيتين وأجبرتهما على العودة الى أفغانستان بعد أن قال الجنرال كياني ان باكستان لن تسمح بوجود قوات اجنبية على أراضيها.وبدأت أحدث سلسلة من الغارات الجمعة الماضي حين قتلت طائرتا اباتشي تابعتان لحلف الاطلسي 30 متمردا على أراضي باكستان بعد ملاحقة نادرة بطائرتين مأهولتين عبر الحدود من شرق أفغانستان. وقال حلف الاطلسي ان هذا جرى بعد هجوم شنه متشددون على موقع أمني أفغاني ناء في اقليم خوست.ويوم السبت الماضي عادت طائرتا هليكوبتر من طراز كيوا الى المنطقة وقتلت أربعة آخرين. وشهد يوم الاثنين الماضي انتهاكا حدوديا محتملا آخر حيث قتل ستة متشددين في كورام وفقا لما ذكره مراسل لرويترز بالمنطقة. لكن متحدثا باسم (ايساف) قال أن الهجوم كان «قرب الحدود» وليس في باكستان.
باكستان توقف الإمدادات لحلف الأطلسي بعد غارة حدودية
أخبار متعلقة