* قيم المجتمع اليمني التي يلتزم بها في سلوكه - وهذا ما نتمناه وندعو إليه- ويراعيها عند تنشئة صغاره هي المثل العليا المستمدة من دينه وتاريخه وتراثه الثقافي والاجتماعي والسياسي كالمساواة والتسامح والديمقراطية والتضامن والاهتمام بالآخرين واحترام الكبار والصدق والعطف والسلوك المستقيم والأمانة والإنصاف واحترام الحياة ونبذ العنف .. وغيرها من المثل العليا.. .. فضلاً عن قيم وافدة محترمة جراء الاحتكاك الحضاري مع الغير أو الآخرين من غير المسلمين والتي اتفق عليها المجتمع الدولي وصاغها في العهود والمواثيق الدولية .. وإذا كان مجتمعنا يستمد قيمه من تلك المصادر فإن الوهابية التي لا تتضمن مثلاً عليا لا يمكن أن تكون مصدراً لقيم محترمة بدليل أن الوهابية - ولكونها دخيلة - أوجدت في البلاد حالة صراعية وأنتجت إرهاباً وتزمتاًً وفرقة ، وأكثرت من أعداد الانتحاريين الذين يقتلون الناس بالمجان.* تلك الجماعة الوهابية التي تسوق نفسها باسم “ علماء اليمن “ والتي تباكت أمام رئيس الجمهورية عن “ القيم “ عن أي قيم تتحدث ؟ عن قيم التخلف التي ماتت ويحاولون إحياءها .. ومنها مفاخذة الرضيعة .. ولماذا يتهمون المجتمع بارتكاب الفواحش والمنكرات وتحقير الإسلام بينما قيم المجتمع لا تزال بخير وعافية .. إلا إذا كانت لهم عيون كعيني زرقاء اليمامة يرون بها ما لا نرى فذلك شأن آخر على أن وجود رذيلة هنا أو خطيئة هناك فذلك لا يبرر اتهام المجتمع بأنه قبل بشيوع الفاحشة والمنكرات بما يستدعي تدخل الرئيس أو “ راعي الرعية” كما قالوا .. فالخطايا الفردية أو المنكرات والفواحش ومصادمة القيم تقع في أي مجتمع إنساني وقد وقعت في مكة والمدينة والقرآن ينزل .. وهذا ما يفسر نزول وتقرير الحدود والعقوبات الأخرى.* إن الجماعة تتحدث عن الأخلاق وعن حماية الأخلاق وفي بالها الاختلاط بين الجنسين وبار هنا وسياح هناك ومحاولة لتحديد سن الزواج يعتبرونها غير أخلاقية وغير شرعية ، أما الصدق ونبذ العنف والأمانة في القول والنقل وغيرها من المثل العليا فليس من مطالبهم.. تستفزهم صورة ممثلة أو مذيعة ولا يستفزهم مظهر شاب تناثرت أشلاؤه وطار رأسه بعيداً في صنعاء قبل أيام محاولاً اغتيال سفير بريطانيا ، ففشل إلا من إصابة ثلاثة مواطنين يمنيين ..هل ما قام به ذلك الانتحاري لا علاقة له بالأخلاق المنحرفة وليس من المنكرات والفواحش .. يا جماعة؟.* صبراً آل الشاميإلى أخي وصديقي طارق الشامي .. تقبلوا مني ومن أسرتي تعازينا ومواساتنا بوفاة والدكم .. نبتهل إلى الله أن يتغمده بالرحمة والغفران ويسكنه جنته.
