بغداد/14 أكتوبر/خالد الانصاري: قضت محكمة عراقية أمس الأربعاء بسجن طارق عزيز نائب رئيس الوزراء العراقي السابق الذي كان من رموز حكم الرئيس العراقي الراحل صدام حسين لمدة 15 عاما لدوره في إعدام عشرات التجار لخرقهم قواعد الأسعار المعمول بها عام 1992. كما قضت المحكمة الجنائية العليا بإعدام وطبان وسبعاوي الحسن أخوي صدام شنقا لدورهما في نفس القضية.وأعدم التجار لاتهامهم برفع أسعار السلع الأساسية في خرق لقواعد ضبط الأسعار المعمول بها حين كان العراق يواجه عقوبات فرضتها عليه الأمم المتحدة لغزوه الكويت عام 1990 . وقال القاضي رؤوف عبد الرحمن أن المحكمة قضت بإعدام وطبان إبراهيم الحسن وسبعاوي إبراهيم الحسن شنقا لإدانتهما بالقتل مع سبق الإصرار وهي جريمة ضد الإنسانية. وكان سبعاوي رئيسا لجهاز الأمن العام في ذلك الوقت بينما كان وطبان وزيرا للداخلية. وأثناء تلاوة الحكم وقف سبعاوي وهتف بصوت عال «الله أكبر» و»يسقط المحتل» قائلا انه فخور بأن يكون شهيدا. وطلب منه القاضي الجلوس. وجاء الحكم بعد أقل من أسبوعين من تبرئة نفس المحكمة عزيز من قيامه بأي دور في قتل وتشريد مسلمين شيعة في قضية أحداث صلاة الجمعة لعام 1999 في محاكمة شهدت صدور ثالث حكم بالإعدام ضد علي حسن المجيد ابن عم صدام. ويمثل هذا الحكم المرة الأولى التي تتم فيها إدانة عزيز (72 عاما) منذ أن سلم نفسه للقوات الأمريكية في ابريل عام 2003 . وشغل عزيز أيضا منصب وزير الخارجية في عهد صدام. كما حكم على المجيد المعروف أيضا باسم «علي الكيماوي» لدوره في استخدام الغازات السامة لقتل قرويين أكراد في الثمانينات بالسجن 15 عاما في قضية التجار. وتأجل إعدامه نتيجة لنزاعات سياسية. وقضت المحكمة أيضا بالسجن مدى الحياة على عبد حميد محمود سكرتير صدام الذي صدر عليه من قبل حكم مماثل في قضية أخرى. أما مزبان خضر هادي عضو مجلس قيادة الثورة السابق والعضو البارز في حزب البعث لصدام فقد حكم عليه بالسجن 15 عاما كما حكمت المحكمة على احمد حسين خضير المدير السابق لمكتب صدام بالسجن ست سنوات بينما برأت المحكمة عصام رشيد محافظ البنك المركزي السابق. وأفاد محامو عزيز انه مازال ينتظر محاكمتين. وعزيز هو المسيحي الوحيد في الدائرة المقربة من صدام وصعد نجمه في وقت غزو العراق للكويت وحرب الخليج عام 1991 عندما كان وزيرا للخارجية وأظهر إتقانه للغة الانجليزية وأعصابه القوية ومهاراته في التفاوض. كما كان من الشخصيات البارزة أثناء الحرب مع إيران التي دارت في الفترة من عام 1980 إلى عام 1988 . وتشكلت المحكمة الجنائية العليا بعد الغزو الأمريكي للعراق لمحاكمة الرئيس العراقي الراحل وأعضاء حكومته. وأشارت منظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيومان رايتس وتش) أن 290 ألف شخص اختفوا خلال حكم صدام كثيرون منهم عثر على جثثهم في مجموعات داخل حفر. وأعدم صدام في ديسمبر عام 2006 . وسبق للقاضي عبد الرحمن أن أصدر حكم الإعدام على صدام لإدانته بارتكاب جرائم ضد الإنسانية في قضية الدجيل عن مقتل 148 شيعيا بعد محاولة لاغتياله عام 1982 .
أخبار متعلقة