يميل إلى مشاهدة العالم باللونين الأبيض والأسود وليس من خلال ظلال الرمادي
واشنطن /14 أكتوبر / تبسم زكريا: لا يعرف عن الرئيس جورج بوش انه غير رأيه. ولم يتأثر بالرأي الجماعي لأجهزة المخابرات الأمريكية ومازال يصر على ان إيران تمثل تهديدا حتى لو كانت بالفعل تخلت عن برنامج أسلحتها النووية منذ أربع سنوات. يقول خبراء ان بوش رئيس يميل إلى مشاهدة العالم باللونين الأبيض والأسود وليس من خلال ظلال اللون الرمادي. وقالت كاثرين دان تينباس خبيرة العلوم السياسية بجامعة بنسلفانيا "عرف عنه على الدوام انه حازم ويتمسك بأسلحته."، وأضافت "لست مندهشة لأنه يتمسك بسياسة يوافق عليها لأنه ليس بالشخص الذي يمكن إقناعه بسهولة لتغيير رأيه." وبعد عدة أشهر من انتقاد إيران بشأن برنامجها النووي وزيادة مخاطر نشوب حرب عالمية ثالثة فان بوش لا يبدو تزحزح عن موقفه نتيجة لتقرير المخابرات القومية الذي ذكر ان إيران أوقفت نشاط الأسلحة النووية في عام 2003 . ويتناقض تقرير المخابرات القومية الذي يمثل رأي 16 وكالة مخابرات أمريكية بصورة مباشرة مع التصريحات المتشددة لبوش بشأن إيران وتصريحات نائب الرئيس ديك تشيني. وأعلن بوش في مؤتمر صحفي الثلاثاء انه لن يتراجع. وقال "أعتقد ان تقرير المخابرات القومية يوضح ان هناك حاجة لأخذ إيران مأخذ الجد على أنها تهديد للسلام. ورأيي لم يتغير." وتسعى الولايات المتحدة الى فرض مزيد من عقوبات الأمم المتحدة على إيران بشأن برنامجها النووي وقال بوش ان التقييم الجديد دليل على ان الضغوط الدبلوماسية تحقق نجاحا. ويفخر بوش بقراراته وتمسكه بها. وربما يخدم هذا الأمر الديمقراطيين في سباق الرئاسة عام 2008 . وشبه بعضهم بالفعل موقف بوش الذي لا يلين بشأن إيران بموقفه من العراق حيث لم يعثر على أسلحة دمار شامل وهو ما قوض المبرر الرئيسي للغزو في عام 2003 . وقال السناتور جوزيف بيدن رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ وهو ديمقراطي عن ولاية ديلاوير ويخوض انتخابات الرئاسة القادمة "انه تماما ما فعله في الفترة التي سبقت حرب العراق من المبالغة باستمرار في معلومات المخابرات التي تشير إلى ان العراق لديه أسلحة دمار شامل بينما تقاعس عن إبلاغ الشعب الأمريكي بمعلومات مخابرات تشير إلى ان العراق ليس لديه هذه الأسلحة." وقال تقرير المخابرات ان هناك "ثقة كبيرة" في انه بعد عدة أشهر من الغزو الأمريكي للعراق أوقفت ايران برنامج أسلحتها النووية. وقال التقرير ان قرار طهران يشير إلى أنها كانت أقل إصرارا على تطوير أسلحة نووية مما أشار تقرير المخابرات في عام 2005 . والصعوبة الآن ستكون في إقناع الرأي العام الأمريكي الذي يشعر باستياء متزايد بشأن حرب العراق ورأي عام أوروبي يعارضها من البداية بأن العالم يحتاج إلى زيادة الضغط على إيران. وقال مايكل ليفي زميل مجلس العلاقات الخارجية ومؤلف كتاب "الإرهاب النووي" انه "سيحدث تغير لدى الرأي العام على اتساعه أكثر منه في واشنطن. الناس شعروا بالارتياح من ان الحرب العالمية الثالثة أصبحت مجمدة." وتوقع عدد صغير من المحللين ان يغير بوش سياسته بشأن إيران. وقال ليفي "أسلوب الإدارة إزاء العراق لم يتغير مع تغير معلومات المخابرات وأسلوبها إزاء كوريا الشمالية لم يتغير مع تغير معلومات المخابرات. ولن يكون سببا للدهشة ان أسلوبها إزاء إيران لن يتغير مع تغير معلومات المخابرات."