قصة مسلسلة ..
[c1]* الحلقة الثالثة والاخيرة [/c]دخلت الغولة ورأت ما صنعت ياسمين ، فأعجبت بها وقالت :- يا ياسمين قفي أمام تلك البئر ، فان رأيت الموجات الثلاث البيض ، فناديني .وقفت ياسمين على حافة البئر ، ترقب سطح الماء ، فمرت الموجات السود ، ثم الموجات الحمر ، ثم مرت الموجات البيض الثلاث ، فنادتها :- تعالي يا ستنا الغولة .. ظهرت الموجات البيض .اقبلت الغولة عليها ، وامسكت برأسها وحنته فوق البئر وهي تقول :يا بئر يا بئر من تلبين كل طلب عسيرالبسي ياسمين فستاناً من ذهب وحريركلما انقطعت واحدة تصير اربعين وللحال بدت ياسمين بثوب جميل مزين بقطع ذهبية براقة.واخذت الغولة المنخل وغرفت به من البئر ، فأمتلأ ماءً ، وناولته لياسمين ، وقالت :- خذي هذا المنخل الى خالتك ، زوجة أبيك ، ايتها الصبية الجميلة الطيبة ، حقق اللَّه لك الأماني .وعادت ياسمين حاملة المنخل والماء ، عادت وهي تكاد لا تصدق انها نجت ، عادت سعيدة بجمالها وثوبها الرائع ، فلما رأتها خالتها ، زوجة أبيها ، تعود سالمة ، اسودت الدنيا في عينيها ، وقالت لها في حقدٍ :- ما هذا كله يا عفريتة ؟فقصت عليها ياسمين ما جرى لها ، واخذت الخالة تشد القطع الذهبية عن ثوبها ، فكلما قطعت واحدة ، ظهر بدلاً منها اربعون .ونادت الخالة ابنتها عثمانة ، وقالت لها :- اذهبي الآن الى الغولة وافعلي ما فعلت ياسمين ، وعودي الي كما عادت ..وناولتها المنخل ، فمضت عثمانه الى التلة ، ومرت في طريقها على الوردة الحمراء الذابلة ، فالتمست من عثمانه شربة ماء ، فداستها ، وهي تقول :- أنت لا تستحقين الحياة ، ايتها الوردة الذابلة ، يسعدني ان تموتي .فدعت عليها الوردة الحمراء .- يارب ! أجعل عينيها حمراوين بلوني ، وجلدها اخضر بلون أوراقي .وللحال ، اصبحت عينا عثمانه حمراوين ، وجلدها أخضر ، ومضت في طريقها ، ومرت بالفرس وهي تعاني آلام الولادة ، فأخذت تضربها وتعذبها ، وتقول لها :- أنت فرس وتعرفين الولادة ؟ .. أنت فرس وتعرفين الألم ؟ الموت أكثر راحة لك ؟فدعت الفرس عليها قائلة :- يارب .. ! أجعل بطنها منفوخاً مثل بطني ، وأجعل لها حافرين مثل حوافري .وللحال ، انتفخ بطن عثمانه ، وظهر لها حافران مكان قدميها .ومضت في طريقها ، فمرت بالغزالة المصابة بسهم الصياد ، فأخذت تدخله في خاصرتها أكثر ، والغزالة تتوجع وتصيح ، ودمها ينزف ، فدعت الغزالة عليها قائلة :- يارب ! أجعل لها في رأسها قرنين مثل قرني ، وفي جسدها جروحاً مثل جرحي .وللحال ، نبت لعثمانه قرنان في رأسها ، وظهرت جروح في جسدها .ومضت في طريقها ، حتى بلغت بيت الغولة فوق التلة ، فوجدتها تتشمس ، فأقتربت منها ، وقالت دون ان تلقي عليها السلام :- يا غولة ! تقول لك أمي : أملئي هذا المنخل بالماء ، وأفعلي لي ما فعلت لياسمين .تأملتها الغولة ، وقالت في سرها :- ما أقبح جسدها وروحها !ثم قالت لها :سقط سلامك من كلامك .من شر فعلك اسودت أيامك .وأضافت :- ما اسمك يا فتاة ؟- اسمي عثمانه .- حدثيني عما فعلت في الطريق .فقصت عليها عثمانه ما فعلته بالوردة الحمراء، والفرس والغزالة ، وطلبت الغولة منها ما طلبت من ياسمين .دخلت عثمانه ، فضربت الطفل الصغير بالعصاء ، وشدت شعره حتى علا صوته بالبكاء والصياح ، وجاءت الى أكوام القمح فنثرتها في ساحة الدار ، وفتحت الخزانة فمزقت الثياب وبعثرتها في كل مكان ، ثم خرجت الى الغولة وقالت :- لقد انتهيت .. يا غولة !ودخلت الغولة ورأت ما صنعت عثمانة ، فغضبت غضباً شديداً وقالت لها :- يا عثمانه .. قفي أمام تلك البئر ، فاذا رأيت الموجات الثلاث .. فناديني .وقفت عثمانه على حافة البئر ، تنظر فيه ، فمرت الموجات الحمر ، ثم الموجات البيض ، ثم مرت الموجات السود ، فنادتها :- تعالي .. يا غولة .. ظهرت الموجات السود .فجاءت اليها وامسكتها وحنت رأسها على البئر وقالت :يا بئر يا بئر يا من تعسرين كل أمر يسيرالبسي عثمانه فستاناً من شعر الحميركلما انقطعت شعرة نبت شعر كثيروللحال ، بدت عثمانة بثوب قبيح المنظر ، وقد كساهُ شعر الحمير .وأخذت الغولة المنخل ، وغرفت به من البئر ، فأمتلأ قطراناً ، وناولته لعثمانه ، وقالت :- خذي هذا المنخل الى أمك ، وانصرفي ! وعادت عثمانه في اقبح ثوب ، وأسوأ منظر ، عادت وقلبها كسير ، عادت وهي تبكي بألم وحرقة ، فلما شاهدتها أمها على تلك الحال طار صوابها ، وأخذت تقلع عن ثوبها شعر الحمير ، وكلما قلعت شعره نبت مكانها اربعون .ومن يومها لازمت الخالة فراش المرض ، ولم يهنأ لها بال من الحسد والغيرة .ولكم ان تتصوروا كيف عاشت الجميلة الطيبة ياسمين ، ومن تزوجت ، وأنتم تعلمون ان الطيبات للطيبين ، أطال اللَّه عمركم يا مستمعين ، وسلم اللَّه السامعين .* " ماما رجاء "