إحدى فعاليات حمعية الثقافة
استطلاع / حســــــــن عيـــــــــاشأدت ( عدن ) دورا مهما في دعم الإبداع بمختلف ألوانه وأشكاله ، كما احتضنت وساندت المبدعين ، من شعراء وفنانين وكتاب ومفكرين وعلماء في العلوم الدينية والدنيوية ، وعرفت بدورها التنويري إلى جانب كونها مهدا لثقافة التآخي بين الأجناس والأديان ، ناهيك عن كونها مدينة اليمنيين الذين نسجوا فيها وعلى ترابها وأديم بحرها أحلامهم سنوات بعد سنوات. وعلى الرغم من تبدل الظروف والتحولات الكثيرة والكبيرة التي ماكان لها أن تمضي دون ترك أثر إلا أن عدن بقيت على حالها، محبة لاتكره ، ومجمعة لا تستهويها لغة التفريق.عدن بروحها الوحدوية كانت ملاذا للباحثين عن السكينة ومأوى للحالمين بالأمن والأمان .. وكانت مرفأ للفكر والثقافة ولكل ما يرفع شأن الإنسان.نبتت على أرضها بذور الإبداع وتفرع منها المبدعون وأضحت بتقاليد إبداعية وثقافية وفكرية لايمكن تجاهلها.ومن أجل رسم صورة ( ثقافية ) لهذه المدينة الحاضنة لكل الثقافات قمنا بالتجوال في بعض ( الكيانات ) الثقافية التي قامت على المبادرة الذاتية واستفادت من المناخ الديمقراطي لتكون شريكة في الرأي والفكرة ومن ثم القرار إضافة إلى اشتغالها بالهم الإبداعي البحت.بمناسبة العيد الوحدوي الـ 20 للوحدة اليمنية المباركة كانت لنا جولة في منتديات عدن وبعض جمعياتها الإبداعية الأهلية لنتعرف على طبيعة النشاط القائم فيها ومدى ارتباطها بالهم الوطني العام ، وأيضا تحضيراتها لمعايشة أجواء احتفالات الوطن بالعيد الوطني العشرين، حاورنا القائمين على تلك المنتديات وعددا من الرواد والمهتمين وهاهي خلاصة ماحوته تساؤلاتنا وإجاباتهم في السطور التالية:[c1]من أجل بلورة ثقافة وطنية[/c]محمد مبارك حيدرة رئيس جمعية تنمية الثقافة والأدب ( عدن) تحدث عن دور الجمعية وإسهاماتها في النشاط الثقافي والوطني عموما بالقول: أنشئت الجمعية بهدف المساهمة مع بقية المنظمات الإبداعية ومنظمات المجتمع المدني في نشر الوعي وبلورة ثقافة وطنية تقوم على نبذ مظاهر التشرذم والانغلاق والعصبية والكراهية والاستعلاء.ومنذ قيامها في يونيو من عام 2002 على يد مجموعة من المثقفين في محافظة عدن تبنت الجمعية الكثير من الأنشطة الثقافية والفنية والندوات، كما حرصت على توثيق العديد من الأعمال المختلفة لمبدعين يمنيين مخضرمين ومواهب شابة وجدت في الجمعية عونا وسندا من اجل الظهور وتقديم نتاجاتها ، وعلى صعيد النشاط الثقافي العام على مستوى محافظة عدن فقد شاركت الجمعية في كافة المناشط جنبا إلى جنب مع المؤسسات والجمعيات والمنتديات الثقافية والإبداعية المختلفة.وإلى جانب الفعاليات التي تقيمها الجمعية في إطار نشاطها السنوي فإن المناسبات الوطنية دائما ماتحتل الأولوية لدى القائمين على جمعية تنمية الثقافة والأدب حيث تخصص الفعاليات المكرسة في مثل هذه المناسبات ، وعلى سبيل المثال وليس الحصر نذكر أن الجمعية تشارك في احتفالات العيد الـ 20 لقيام الجمهورية اليمنية من خلال اوبريت « الإيمان يمان والحكمة يمانية « الذي أسهم في كتابة كلماته عدد من شعراء الجمعية وصاغه لحنا الفنان فيصل الصلاحي، كما تشارك الجمعية في الندوة الثقافية « الثقافة ودورها في تعزيز قيم الوحدة بالتنسيق مع (جامعة عدن) و(صحيفة 26 سبتمبر).وكان للجمعية دور في الاحتفاء بعدد من القامات التي أثرت الحياة الثقافية بأعمال إبداعية لاتنسى على غرار الأساتذة احمد الوريث وإبراهيم صادق وإدريس حنبلة ومحمد سعيد جرادة و الزبيري والبردوني والجاوي والجابري وباكثير، جنبا إلى جنب مع إفساحها المجال لمبدعي الجيل الحالي لعرض نتاجاتهم على أعضاء الجمعية وزوارها من النقاد والمثقفين والمتخصصين.وبطبيعة الحال فإن كل هذا الزخم الذي تعيشه جمعية تنمية الثقافة وغيرها من الجمعيات المماثلة ما كان له أن يبرز ويؤتي أكله لولا المناخات الوطنية الداعمة للإبداع والمبدعين في ظل النهج الديمقراطي لليمن وفي ظل الوحدة اليمنية المباركة التي نحتفل اليوم بذكراها العشرين.وبهذه المناسبة العظيمة اسمحوا لنا أن نتوجه إلى قيادتنا السياسية وإلى الأخ الرئيس علي عبدالله صالح بالتهانئ والتبريكات متمنين للوطن كل الخير والتطور والنماء. [c1]مواجهة الأفكار الضالة[/c]محمد باهيصمي ـ رئيس منتدى باهيصمي الثقافي في مديرية المنصورة تحدث عن أنشطة المنتدى والدور الذي يضطلع به في إطار منظومة العمل الثقافي في المحافظة وفي الجمهورية بشكل عام فقال :أنشئ المنتدى في 13 أغسطس عام 2000 بهدف المساهمة مع المنتديات والجمعيات والأطر الثقافية الأخرى في بلورة وعي ثقافي وتنويري يقوم على أسس وطنية وحدوية.وإضافة إلى النشاط الثقافي اخذ المنتدى على عاتقه مهمة البحث عن المبدعين من شعراء وفنانين وأدباء وغيرهم ومساعدتهم في التغلب على بعض المصاعب التي تعترض سبلهم في مجال الإبداع وفي الحياة بشكل عام .ومن خلال التعاون بين المنتدى وقيادة محافظة عدن خلال فترة تولي الدكتور يحيى الشعيبي مسئولية المحافظة كمحافظ وتم التوصل إلى اتفاق تم بموجبه منح عدد من المبدعين مبالغ شهرية كإعانة في إطار التنسيق بين المنتدى وديوان المحافظة ، لكن هذه الإعانة توقفت الآن ، وهناك تنسيق بين المنتدى والدكتور عدنان الجفري لإعادتها باعتبار هذه الإعانة جزءا من التكريم لهؤلاء المبدعين الذين قدموا الكثير للوطن.وللمنتدى مشاركة فاعلة في إحياء المناسبات الوطنية حيث نقيم الفعاليات الاحتفالية المخصصة بمشاركة المثقفين والفنانين وأصحاب الشأن.وبالنسبة لاحتفالات العيد الوطني العشرين الذي يحل علينا هذه الأيام ، نحن في منتدى باهيصمي لدينا فعالية خاصة سوف نحتفي من خلالها بالمناسبة ، كما نخصص جزءا منها لاستعراض مسيرة صحيفة ( 22 مايو ) الصادرة في محافظة عدن وذلك لارتباطها بالحدث من حيث تاريخ صدورها ودلالات الاسم الذي تحمله.وعن دور المنتديات والجمعيات الثقافية والإبداعية في المحافظة في مواجهة الأفكار الضالة التي يطلقها بعض الخارجين على القانون نستطيع القول إن المنتديات تحتضن العديد من المثقفين القادرين على فعل الكثير في مواجهة هذه الأفكار وأصحابها غير أنها ـ المنتديات ـ تحتاج إلى الدعم لتنفيذ برامجها في ظل اعتمادها على الإمكانيات الذاتية البسيطة.[c1]قرنان من تاريخ اليمن في مركز حنبلة[/c]احمد السعيد من مركز الفقيد إدريس حنبلة بمديرية الشيخ عثمان أكد في البداية الدور المتعدد الأوجه الذي يقوم به المركز قبل أن يضيف : المركز الذي تأسس في أكتوبر عام 1951 على يد المربي والشاعر والقائد النقابي إدريس حنبلة ويدار من قبل مجلس أمناء جاء بموجب وصية مكتوبة وموثقة من قبل المحكمة يحتوي مكتبة تضم ( 2750 ) كتابا وما يزيد على ( 775 ) ملفا موضوعيا بالإضافة إلى أرشيف المركز من الكتب الصادرة في ستينيات القرن الماضي والخاصة بمؤلفين يمنيين ونماذج من الصحف الصادرة في عدن في الفترة ذاتها.ويستفيد من خدمات المركز وتسهيلاته بشكل أساسي طلاب اللغة العربية والتاريخ وبعض التخصصات الأخرى في جامعة عدن ، بالإضافة إلى طلاب الدراسات العليا والباحثين والزوار العرب والأجانب.ويخصص المركز أيام السبت والثلاثاء والأربعاء لإقامة النشاط الثقافي ، حيث يقيم المركز الفعاليات الثقافية والندوات.ويعد التوثيق من أهم الأعمال التي يقوم بها المركز إذ يوثق لأكثر من قرنين من تاريخ اليمن ، ويرتبط بعلاقات عملية مع العديد من مراكز البحوث في اليمن ، وفي مقدمتها مركز الدراسات والبحوث اليمنية ، ومركز البحوث في جامعة عدن ، بالإضافة إلى المركز الوطني للوثائق ومؤسسة السعيد وغيرها من المؤسسات والمنتديات الفاعلة في محافظة عدن.ولايختلف المركز عن غيره من الأطر الثقافية إذ يحتفل بالعديد من المناسبات الوطنية من خلال إقامة الفعاليات الخاصة ، كما هو الحال في ذكرى ( الوحدة ) وقيام الجمهورية اليمنية .[c1]وسام رئاسي على صدر الشهيد الحجيري[/c]في منتدى الشهيد الشاعر سالم علي حجيري كان لنا لقاء مع رئيس المنتدى جمال الحجيري الذي قال : تأسس المنتدى في ستينيات القرن الماضي بوجود كوكبة من الأدباء والمثقفين والفنانين اليمنيين الذين اثروا الساحة اليمنية.وكان من ابرز مؤسسي المنتدى ورواده في تلك الفترة مهدي حمدون واحمد سيف ثابت ومحمود السلامي وعبده علي ياقوت ومحمد نعمان الشرجبي وسيف صلوح وغيرهم.كما ارتبط بالمنتدى عدد من ابرز المطربين اليمنيين من أبرزهم فقيد الأغنية اليمنية فيصل علوي الذي عرف عنه الارتباط فنيا ووجدانيا بالمنتدى ومؤسسه الشاعر سالم علي حجيري.ويفخر المنتدى بإخراجه الكثير من الأعمال الفنية والكتب المجمعة لمؤسسه وأعضائه ، إذ صدر لشاعره الأول الشهيد سالم حجيري عدد من الدواوين والمخطوطات منها ديوان ( قد نلتقي بكرة ) وديوان ( الود المفقود ) وكتاب التوثيق الغنائي ( مائة شاعر وستمائة أغنية ) الذي وضعه بالاشتراك مع زميله احمد سيف ثابت ، كما نشرت لمؤسس المنتدى العديد من القصص القصيرة في صحف محلية مختلفة.ويكفي منتدى ( الحجيري ) فخرا أن مؤسسه الشهيد الشاعر سالم علي حجيري نال وسام الاستقلال ( 30 نوفمبر) من لدن فخامة الرئيس علي عبدالله صالح في عام 1990 نظير دوره النضالي والإبداعي.[c1]أدوار سياسية وإنسانية[/c] وفي منتدى الحجيري أيضا تحدث إلينا الزميل شوقي عوض وهو من الشعراء الذين ارتبطوا بالمنتدى ووجدوا فيه المناخ المناسب لتفجير طاقاتهم في شتى صنوف الإبداع حيث قال: منذ تأسيسه على يد مجموعة من الرواد عمل المنتدى على تأصيل العملية الثقافية والإبداعية وتبنى نشر إبداعات منتسبيه ، كما أن للمنتدى دورا لايقل أهمية في المجالات السياسية والاجتماعية والإنسانية باعتبار أن الهم الوطني أو السياسي كان ولايزال ملازما للهم الثقافي في مجمل الفعاليات التي تحتضنها هذه الكيانات الإبداعية.وطوال الفترة الماضية كان المنتدى ملاذا للمبدعين وكنوز التراث الشعبي واحتضن مناسبات خاصة بشعرائه ومنتسبيه ، وأخرى احتفي فيها بالمناسبات الوطنية.وبمناسبة العيد الوطني العشرين لقيام الجمهورية اليمنية يستعد المنتدى بالتنسيق مع الأطر الثقافية الأخرى للاحتفاء بهذه المناسبة من خلال فعاليات تسعى قيادته إلى أن تكون بحجم الفرحة وبوزن الحدث العظيم.[c1]امتداد لحركة التنوير[/c]بدوره تحدث إلينا ( رائد مسرح الطفل ) المسرحي المعروف أبو بكر القيسي فأكد أهمية وجود المنتديات الثقافية والملتقيات الفكرية في محافظة عدن الرائدة في مجال التنوير.وقال إن هذه المنتديات تشكل امتدادا للحركة الثقافية التي ميزت المحافظة منذ أزمنة بعيدة ، وهي (المنتديات ) تمثل متنفسا لمثقفي عدن ومبدعيها في مختلف المجالات .وأكد أن ما يحدث في هذه المنتديات من قبل النخبة المثقفة وبحضور المتخصصين والباحثين عن المعرفة يشكل ظاهرة صحية ومسلكا حضاريا عالي القيمة ، خصوصا ان المواضيع المطروحة لاتخرج على الهموم العامة للإنسان البسيط ويجتهد القائمون على تلك المنتديات لإيجاد المخارج للإشكاليات المطروحة سواء أكان الهم المطروح ثقافيا فكريا أو اجتماعيا أو سياسيا في ظل ترابط موضوعي بين كل هذه الهموم.[c1]واحات لتلاقح الأفكار[/c]الشاعر المعروف محمود السلامي أكد الدور الثقافي والتربوي الذي تؤديه المنتديات والملتقيات والجمعيات الإبداعية في عدن معتبرا إياها احد المتنفسات المهمة للمبدعين وواحة لتبادل وتلاقح الأفكار والآراء.وقال جميعنا استفدنا من المنتديات وتأثرنا بها وبعضنا اثر فيها ودائما ما يكون التواجد في المنتديات بين المتخصصين والمتلقين له فوائد جمة.في المنتديات نجد المرآة لأعمالنا وفيها نتعرف على بعضنا كمبدعين وتنشأ بيننا علاقات عمل وشراكة غالبا ماتكون لمصلحة العمل.