وسط اهتمام عربي ودولي بافتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتكنولوجيا
خادم الحرمين الشريفين يرعى حفل افتتاح جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية
الرياض / متابعات : افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز الأربعاء الماضي جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية في منطقة (ثُوَل) الواقعة على بعد ثمانين كيلومترا شمال جدة.وجرى افتتاح الجامعة بحضور عددٍ من رؤساء وممثلي الدول العربية والاجنبية.. ويتزامن الافتتاح مع احتفالات المملكة بالذكرى الـ 79 لليوم الوطني.وقال الملك عبدالله خلال كلمة له في حفل الافتتاح إن فكرة الجامعة راودته لأكثر من 25 عاماً، مشيرا إلى أن الحضارة الإسلامية ساهمت بصورة كبيرة في الحضارة العالمية. وأضاف أن “علماء المسلمين ساهموا بفاعلية في العلوم الطبية والاجتماعية”.وقال العاهل السعودي إن “المتطرفين يرفعون لغة الكراهية ويخشون الحوار ويسعون للهدم”، موضحا أن “العلم والدين لا يمكن أن يكونا خصمين إلا في النفوس المريضة”.وشدد الملك عبدالله على أن “الجامعة الجديدة استمرار لما تميزت به الحضارة الإسلامية”.[c1]أول جامعة مختلطة [/c] تقع الجامعة التي تبلغ مساحتها نحو 57 كيلومترا مربعا قرب قرية ثوال المطلة على البحر الاحمر واجتذبت علماء من الخارج لانها تتيح نمط حياة يختلف كثيرا عن نمط الحياة السائد في الدولة الاسلامية.وقال موقع الجامعة على الانترنت في حديثه عن المجتمع الجامعي « سوف يوفر الحي السكني في جامعة الملك عبد الله المطل على شاطئ البحر مكانا ينبض بالحياة لطلبة الجامعة والباحثين وهيئة التدريس والموظفين».وعلى عكس الجامعات السعودية سيكون بامكان الطلبة والطالبات حضور المحاضرات معا من دون حجاب والاختلاط في المقاهي، ولن يسمح لمطاوعة هيئة الأمر والنهي بدخول حرم الجامعة ، كما هو الحال في جميع الجامعات والمؤسسات العامة والخاصة .ومع وجود أكثر من 70 منطقة خضراء وصالة للالعاب الرياضية ومركز طبي ومناطق سكنية متسعة فليس هناك سبب يدعو لمغادرة الحرم الجامعي.وقال الهندي كولتارانسينغ هوغان وهو باحث كمبيوتر انتقل مؤخرا الى ثوال «من الدوافع (للحضور إلى هذا المكان) هو... أن أي شيء أحلم به موجود هنا».وتدير شركة ارامكو الحكومية للنفط الجامعة وهي تدير أيضا منطقة تتسم بنفس الدرجة من التحرر في مقرها بالظهران على ساحل الخليج. وهي لا تخضع لسيطرة وزارة التعليم وهيئة الأمر والنهي .[c1]3 سنوات فقط[/c]وفي غضون 3 سنوات فقط، انشأ السعوديون مباني متطورة جدا لتشكل حرم الجامعة على مساحة 36 كيلومترا مربعا، على بعد ثمانين كيلومترا شمال مدينة جدة على البحر الاحمر. كما ادخلوا الى الصرح الجديد مئات العلماء والطلاب من مختلف انحاء العالم.وفي مؤتمر صحافي قبيل الافتتاح، قال رئيس مجلس امناء الجامعة ووزير النفط السعودي علي النعيمي الذي قام بدور اساسي في انشاء الجامعة ان هذه الاخيرة “تمثل منعطفا بالنسبة لمستقبل المملكة”.واضاف ان بلاده، وبالرغم من كونها اغنى بلد بالنفط في العالم، عليها ان “تنوع اقتصادها المستقبلي”.وذكر النعيمي ان الجامعة تمثل واحدا من اكبر انجازات حياته المهنية معربا عن رغبته في ان “تساهم (الجامعة) في تحسين مستوى الحياة في العالم”.وردا على سؤال حول الابحاث التي ستجريها الجامعة في مجالات التكنولوجيا والطاقة، قال النعيمي ان “السعودية تنتج اليوم حوالى ثمانية ملايين برميل من الخام يوميا (..) وعلينا ان ننتج طاقة شمسية توازي” هذا الانتاج النفطي اليومي.[c1]برامج أبحاث مشتركة[/c]وسبق للجامعة ان اطلقت برامج مشتركة للابحاث مع مؤسسات عريقة مثل جامعة سنغافورة الوطنية والمعهد الفرنسي للنفط وجامعتي كامبريدج البريطانية وستانفورد الاميركية.كما انشأت الجامعة وحدات للابحاث خاصة بها وذلك في مجالات تكنولوجيا النانو والرياضيات التطبيقية والطاقة الشمسية وعلم الجينات.وقال رئيس الجامعة السنغافوري شون فونغ شيه “قبل سنتين، لم يكن هنا الا الرمال والبحر، واليوم لدينا واحدة من افضل البنى التحتية للابحاث في العالم”.وتعطى الدروس في الجامعة باللغة الانكليزية. وهي بدات في سبتمبر/ايلول الماضي مع 71 استاذا و374 طالبا يشكل السعوديون بينهم نسبة 15% بينما ياتي الباقون من ستين بلدا.واستعان السعوديون بعلماء واكاديميين رفيعي المستوى لاسيما من الولايات المتحدة لاطلاق عملية توظيف الاساتذة وقبول الطلاب.وستحظى الجامعة بوقف بقيمة عشرة مليارات دولار بهدف تمويل الابحاث، وقد سمح هذا الوقف للجامعة بدفع رواتب مرتفعة للعاملين فيها وبتقديم منح دراسية للطلاب.