إعداد/ أكرم رياضإن الناظر إلى الاقتصاد اليمني يدرك جيداً أن بلادنا إن لم تكن تمر اليوم فإنها ستمر في الفترات القريبة القادمة بأزمة اقتصادية يمكن وصفها بالخانقة.هذه الأزمة لها سببان رئيسيان أحدهما داخلي والآخر خارجي، السبب الداخلي يعود إلى تراجع كميات النفط المصدرة إلى الخارج وذلك لنضوب بعض آبار النفط أو انخفاض كمياته المستخرجة من آبار أخرى.أما السبب الخارجي فيتمثل في هبوط أسعار النفط عالمياً بسبب الأزمة الاقتصادية العالمية.هذا التدني في عائدات البلاد من النفط انعكس على احتياجات الدولة من العملة الصعبة وبدا ذلك واضحاً من خلال امتناع البنك المركزي اليمني في الفترة الأخيرة عن ضخ أي سيولة نقدية بالدولار إلى الأسواق رغبة منه في الحفاظ عليها لديه لمجابهة أي التزامات أخرى، كما ظهر أثر هذين السببين - انخفاض كميات النفط وتراجع أسعاره - جلياً في اتجاه الحكومة نحو تعديل وتخفيض موازنة عام 2009م.خلال الفترة القادمة لن يكون بمقدور الدولة الحصول على دعم خارجي وذلك بسبب الأزمات الاقتصادية التي يواجهها العالم إذ أن كل الدول الغنية ستحتاج إلى دعم اقتصادها وتخفيض معوناتها المقدمة للدول النامية. إن الأزمة الاقتصادية اليمنية ستظهر في القريب العاجل في ثلاث صور أساسية:1 - ارتفاع سعر الدولار الأمريكي مقابل الريال اليمني، ليس لقوة الدولار ولكن لانخفاض احتياطات البنك المركزي وشحه السيولة المعروضة منه في السوق مع استمرار الطلب عليه بنفس مستوياته السابقة وكذا تدهور القوة الشرائية للريال اليمني. 2 - انخفاض إيرادات الدولة كنتيجة لتدني الصادرات الخارجية وتراجع النشاط الاقتصادي في البلد.3 - عدم قدرة الدولة على تلبية بعض التزاماتها المادية خاصة الداخلية في مجالات خطة الدولة في المشروعات التنموية ورواتب الموظفين وتوفير السلع الأساسية.إنني هنا لست بصدد إيجاد الحلول لازمتنا الاقتصادية لأن هذه ليست مهمتي ولكني فقط أحاول التذكير بالداء لعلنا نسارع في إيجاد الدواء له.لقد تعالت سابقاً الأصوات الناصحة المطالبة حكومتنا بضرورة الاستفادة من فائض أسعار النفط في فترات ارتفاع الأسعار والآن ستدفع الحكومة ثمن عدم استجابتها لهذه الأصوات.إننا نمتلك كل شيء؛ ثروات تحت الأرض وفوقها، نمتلك الأيدي العاملة والعقول المفكرة، نمتلك تنوع المناخ واختلاف التضاريس، نمتلك كل مقومات النمو والازدهار في مجالات التجارة والزراعة والسياحة والاستثمار .... الخ. لكننا نفتقر إلى شيئين أساسيين الإرادة والإدارة.إرادة بها تصنع المعجزات وإدارة توجه لصنع المعجزات.
الأزمة المالية العالمية وأثرها على اليمن
أخبار متعلقة