لوس انجليس / 14اكتوبر / جيل سيرجنت : ينفذون معظم أعمالهم في الظلام وغالبا ما يعملون في الطرق السريعة ولكن أعمالهم التي يستخدمون فيها علب الطلاء لا تدوم أكثر من يوم في بعض الاحيان. يرى كثيرون أنهم مخربون تشوه كتاباتهم الاحياء وتكلف المدن ملايين الدولارات لتغطيتها بالطلاء. ولكن في العالم السري وغير القانوني للكتابات على الجدران هم “كتاب” لهم مفرداتهم وميثاق شرف واحترام متبادل واساليب مميزة. ويروي كتاب ستيف جرودي المصور (كتابات جدران لوس انجليس) قصص عشرات من هؤلاء الكتاب لاول مرة ويقول جرودي “طالما حقر العالم العلوي معظم كتابات الشوارع مع الاعتراف بان بعض أفضل اعمالهم لا يراها الجمهور.” ويضيف “لا يمكنك أن تقود سيارتك في لوس انجليس لمدة خمسة دقائق دون أن ترى هذه الكتابات” ويقصد الحروف الزاهية البارزة على جدران المدينة وعلامات الارشاد على الطرق السريعة والقطارات واعمدة الانارة. وتابع “ولكن العثور على الاعمال الاكثر عمقا وهي غير ظاهرة عادة مثل العثور على كنز مدفون.” ولوس انجليس من أكثر المراكز انتاجا لكتابات الجدران حيث تقطعها شبكات طرق سريعة تمد لمسافات طويلة وتشيد جدران من الاسمنت على ضفاف الانهار وتنتشر ضواحي المدن مما يتيح مساحة مغرية لابداع هذه الكتابات. ويقول جيمس بريجوف الذي شارك في كتاب “فن علب رش الطلاء” الذي نشر في عام 1987 “السؤال .. هل هو فن ام تخريب..” ويجيب بريجوف “انه الفن الوحيد الذي يبدعه الشباب” مشيرا إلى أن كتاب “كتابات جدران لوس انجليس” صدر في مايو ايار حيث انعقدت لجنة في متحف الفن المعاصر لمناقشته. ويتتبع جرودي كتابات الجدران الحديثة في لوس انجليس وصولا لثقافة العصابات في الثلاثينات في الشطر الشرقي العنيف في المدينة. وعلى عكس الاعتقاد السائد قال جرودي ان قلة من كتابات الجدران من صنع عصابات سيئة السمعة ولكن معظم مبدعي هذه الكتابات ممن التقاهم يرونها تعبيرا عن اراء اجتماعية وسياسية. وينقل كتاب جرودي عن احد هؤلاء الكتاب يطلق علي نفسه اسم توونز قوله “اذ اردت ان تعرف ما يحدث في المدينة انظر للكتابات على الجدران تنبئك بمستوى المهارة والمشاكل الاجتماعية الموجودة وبحال الشباب.” ويرى البعض الاخر إن تصميماتهم البارزة زاهية الالوان تضفي جمالا على اماكن ينظر إليها عادة علي أنها افة حضرية. ويقول ريفوك وهو كاتب جدران مخضرم بدأ عمله قبل 17 عاما في كتاب جرودي “ نحن نحب لوس انجليس ولم نأت لنشوهها.” ويضيف “في كثير من الاحيان نضفى شكلا لائقا على اماكن متهدمة ومبان مهجورة. اري اللونين البيج (لون الصوف الخام) والرمادي قبيحين” ويضيف ان عمله يعطي مثل هذه الاماكن شكلا اكثر جاذبية واغراء من لوحات الاعلان التي تحمل صورا مثيرة. ويبدأ معظمهم العمل وحيدا مزودا بعلبة لرش الطلاء هي يمثابة فرشاة للرسم ويعتبرون الجدران اللوح الذي يرسمون عليه حروفا بسيطة بسرعة كبيرة. وينظر معظم الكتاب لثقافتهم على أنها غير قابلة للترويض ولكنهم يضعون حدودا لانفسهم. ومن اكثر الموضوعات اثارة للجدل الكتابات على اللوحات الجدارية العامة. يقول بيسك احد الكتاب على الجدران “نكافح حتى يدرك الناس انه نوع من الفن. حين نقوم بالطلاء على رسم جداري لشخص اخر كيف يمكن لاي فرد ان يقبلنا حين نشوه فنا..” ويقول اخرون مثل انجر إن السلوك غير الاخلاقي موجود دائما ويضيف “لا نطلب اذنا لما نفعله.”
|
رياضة
الرسم على جدران الشوارع .. فن المغامرين
أخبار متعلقة