في اللقاء الموسع المنعقد أمس في صنعاء والمخصص لمسؤولي التربية والصحة العامة في المحافظات، أكد معالي وزير التربية والتعليم أن هناك ا هتماماً كبيراً يتمثل في تجنيب التلاميذ والطلاب مضاعفات مرض “«H1N1 الذي يفتك بالتجمعات البشرية، والمدارس هي المرشحة لهذا الوباء “الجائحة” قبل غيرها.* وهذا اللقاء بالفعل يمثل اهتماماً فريداً ويدعو إلى تشمير السواعد لمواجهة المرض، كل في موقعه وما يمكن أن يقدمه.. وقد أكد الوزير الجوفي أنه يمكن البدء بفتح المدارس الثانوية أولاً، ثم تليها المدارس الأساسية ورياض الأطفال..الخ.. وهذا يؤكد خطورة المرض فعلاً، وأنه قد غزانا بسرعة فائقة.. ومعنى فتح المدارس الثانوية إنما هو لقدرة تحمل الكبار دون الصغار، نسأل الله أن يجنبنا خطورة ومضاعفات هذا المرض.. كما ندعو المسؤولين إلى ضرورة عدم التهاون، لأن أموراً كهذه سوف تؤدي إلى عواقب وخيمة! ومع تقديرنا لاهتمام قيادتي التربية والصحة، ودعوتهم إلى مثل هذا اللقاء السريع، وثقتنا بأنهم سيوكلون المهام لممثليهم في المحافظات إلا أننا ننبه إلى أن الموضوع خطير ولا يحتاج إلى توجيهات ولقاءات فقط، بل يتطلب توفير إمكانيات في الميدان العملي لتكون هذه الوسائل عامل دحر للمرض أولاً، وسلوكاً يسري في كافة منشآتنا التعليمية والتربوية، وبقية المرافق أيضاً.* أقترح بدل أن تصدر الجهات المعنية أدلة ومطويات للتوعية فقط، أن يصاحب ذلك ضخ الأموال والإمكانيات الداعية إلى خلق أوضاع صحية نظيفة وأن يرسخ مبدأ التشجير والنظافة وخاصة “الحمامات” التي تحتاج إلى ثورة تجتث ما بها من أوبئة ـ وأعتقد أن ذلك سيساعد على تلافي الخطر.. ولننظر إلى اليابان التي أتحفنا بها الإعلامي الشهير “محمد الشقيري” في رمضان الكريم في برنامج خواطر ورأينا كيف كان التركيز على التربية ومدارسها، ورأينا أن التلاميذ والمعلمين هم من يقوم بنظافة الصفوف والساحة والمبنى حتى الحمامات أيضاً.. إن المعلم في اليابان يحمل أداة التنظيف وينظف الصف قبل بدء الحصة الدراسية، والآخرون يقوم كل واحد بواجبه ولا تجد أي شيء غير سليم البتة.. فهل نرتقي بسلوكياتنا مثلهم ولو على مدى سنوات قادمة.. وهل نجعل من هذا المرض “بداية” لترسيخ واقع نظيف وآمن.. أم أننا نقيم الدنيا على حدث كهذا ونترك قادمات الأيام لما هو أسوأ، ثم نأتي لنحمل الآخرين أخطاءنا؟! نأمل أن لا يمر الموضوع بسهولة وإهمال.. عافاكم الله.. فالخطر قادم.. فهل استعددنا له؟! نأمل!