دائما ما ترتبط الروائح لديك بالذكريات والمشاعر والعواطف ، ومع الروائح لا تكون محايدا أبدا .. فأنت تحب هذه الرائحة أو تكرهها .. ومؤخرا قرر العلماء أن شخصية الانسان قد ترتبط بالمذاق والنكهات المفضلة لديك فكيف يحدث هذا ؟ الشم والتذوق حاستان مهمتان تنتميان الى جهاز الاستشعار الكيميائي للجسم ، وتبدأ العمليات المعقدة للشم والتذوق عندما تنبعث جزئيات من المواد المتوافرة حولنا فتثير خلايا عصبية خاصة في الأنف والفم أو الزور . وتنقل هذه الخلايا رسائل الى المخ حيث يتم التمييز بين الروائح والمذاقات المختلفة . والعصب الشمي يتأثر بالروائح من حولنا مثل عبير الورود أو رائحة الخبز الطازج ، وتوجد هذه الخلايا العصبية في جزء نسيجي صغير موجود في سقف التجويف الأنفي متصل مباشرة بالمخ . بينما يستجيب عصب التذوق للطعام والشراب عندما يختلطا باللعاب فتستشعرهما براعم التذوق في اللسان والفم ، وترسل هذه الخلايا معلومات التذوق الى الأعصاب القريبة التي ترسلها بدورها الى المخ . والاحساس الكيميائي المشترك ، وهو ميكانيزم كيماوي آخر ، يساهم الى جوار حاستى الشم والتذوق في نقل المعلومات الحسية حيث تقوم آلاف من نهايات الأعصاب الحرة في الأسطح الرطبة للعيون والأنف والفم بالتعرف على الأحاسيس المختلفة مثل لسعة النشادر أو برودة المنتول أو حرارة قرون الفلفل الملتهبة.ونستطيع عادة التعرف على أربعة أحاسيس أساسية هي الحلو والحامض والمرّ والمالح . وبعض التداخلات بين هذه الأحاسيس بالاضافة لملمسها وحرارتها ورائحتها وأحاسيس كيماوية عامة تنتج ما يعرف بالنكهة ، ومن خلال هذه النكهة يمكننا التعرف على ما نأكله اذا كان كافيارا أو حبات من البندق . وبعض النكهات يمكن التعرف عليها بصورة كبيرة من خلال حاسة الشم ، فاذا أنت أغلقت أنفك وأنت تأكل الشوكولاتة مثلا فقد تعاني من صعوبة في معرفة نكهة هذه الشوكولاتة ، حتى وأنت متأكد من حلاوة الطعام أو مرارته ، ذلك لأن نكهة الشوكولاتة يتم التعرف عليها بصورة كبيرة عن طريق رائحتها ، وينطبق نفس الشيء على القهوة . ومن هنا يقوم خبراء الطهي باخراج الهواء من أنوفهم بعد تذوقهم للطعام استجلابا لمزيد من الادراك لنكهة ما تذوقوه . وخلايا التذوق والشم هي الخلايا الوحيدة في الجهاز العصبي التي يتم إستبدالها في حالة تلفها أو تقدمها في السن ، وهي ظاهرة يعكف العلماء على دراستها للاستفادة منها في محاولة علاج الخلايا العصبية التالفة .ووجد العلماء أن حاسة الشم تكون في أحسن صورها بين عمر 30-60 سنة ، ثم تبدأ في التراجع بعد الستين ، ويفقد الكثير من المتقدمين في السن القدرة على الشم ، ولكن النساء من كل الأعمار يكونون أكثر دقة من الرجال بصورة عامة في التعرف على الروائح . ويولد بعض الناس بحاستي شم وتذوق ضعيفتين ، كما أن التهابات الجهاز التنفسي العلوي يمكن أن تؤدي الى بعض التدهور في هاتين الحاستين . واصابة الرأس يمكن أن تؤدي أيضا الى مشاكل في الشم والتذوق . وقد تؤدي الاصابة بالزوائد اللحمية في الأنف وتجاويف الجيوب الأنفية وأيضا اضطرابات الهورمونات أو مشاكل الأسنان إلى تدهور حاستي الشم والتذوق . والتعرض الطويل لبعض الكيماويات مثل المبيدات الحشرية وبعض الأدوية يمكن أن يضر بهاتين الحاستين الهامتين .ومن المعروف أن تدخين التبغ هو أكثر الملوثات تركيزا حيث يتم استنشاقه مباشرة في الممرات التنفسية للانسان ، فيؤدي الى تلف القدرة على التعرف على الروائح وعلى التذوق ، ولكن الامتناع عن التدخين يحسن من وظيفة حاسة الشم . ويقرر بعض المرضي الذين تعرضوا للعلاج بالاشعاع في منطقتي الرأس والرقبة أنهم يفقدون حاستي الشم والتذوق ، كما يحدث ذلك أيضا مع الاصابة بالأمراض التي تؤثر في الجهاز العصبي .كذلك يعاني المرضي الذي تعرضوا لعمليات في الحنجرة من ضعف القدرة على الشم والتذوق .وحاسة الشم لها وظائف هامة ، فهي تحذرك من المخاطر مثل رائحة الدخان ، ورائحة غاز البوتاجاز ، وهي أقوي من حاسة التذوق بمقدار عشرة ألاف مرة . والجزء الذي يتعامل مع حاسة الشم في المخ يستقر في منطقة محددة تحتوى أيضا على مراكز للعواطف والذاكرة وهذا ما يربط بين الروائح والذكريات والمشاعر . وعندما تستثار هذه المستقبلات فانها ترسل نبضات عصبية الى المخ ، الى نفس المنطقة تقريبا التي تتعامل مع المشاعر ، لذا فأن ردود أفعالنا نحو الروائح نادرا ما تكون محايدة فنحن نحبها أو نكرهها . وتترك الروائح انطباعات طويلة المدى بحيث أنها ترتبط بشدة مع ذكرياتنا . فرائحة النجيلة الخضراء مثلا قد تذكرك بأجازة قضيتها في طفولتك في مزرعة ، كما أن رائحة كحك العيد قد تذكرك بجدتك .شخصيتك من طعامك :وفي بحث طريف مرتبط بحاسة التذوق يحاول العلماء الربط بين شخصية المرء ونوع ونكهة الطعام الذي يفضله في الوجبات الخفيفة :فالشخص الذي يفضل المكسرات إنسان سهل التعامل معه ، عاطفي ومتفهم وهاديء . ومحبو المكسرات يمكن أن يظلوا هادئين حتى في وسط حالة ارتباك عام ، كما أن صراخ شريك الحياة أو تسلط رئيس العمل لا يهز هؤلاء الأشخاص . وهم متوازنون لذا فهم ناجحون في الوظائف التي تتعامل مع الجمهور . وقد لا يكون هؤلاء من القادة المبرزين ولكن هدوئهم ورغبتهم في مد يد المساعدة يساهم في صنع بيتا يتمتع بالسلام ووظيفة فعالة .والشخص الذي يفضل الأجبان عنده ضمير حي ، وهو شخص ذو مباديء ويلتزم دائما بالحق ويتوقع من الآخرين نفس الشيء . ويعلي دائما من شأن القيم بين زملائه وأسرته . وبهذه الحاسة الدقيقة في التمييز بين الخير والشر يعامل كل واحد بنفس الطريقة من العدل والحق . ويقول عنه معظم عارفيه أنه أقرب للكمال . وقد يبدو متصلبا بعض الشيء بالنسبة للبعض ، ولكنه في الحقيقة يتميز بضمير حي، وعنده معلومات كافية للتخطيط المستقبلي . وفي المنزل يحفظ كل شيء في مكان محدد مثل بطاريات الراديو وأربطة الاسعافات الأولية ، كما أن مكتبه منظم دائما . وهكذا اذا كنت تتعامل في حياتك مع شخص محب للأجبان فكن حذرا وأرجع كل شيء الى مكانه لأنهم يحبون النظام بقوة . واذا كنت في زيارة لبيت شخص ما ورأيت كل شيء يلمع ونظيف ومرتب فاعلم أنك في حضرة محب للأجبان .أما الشخص الذي يفضل تناول اللحوم في وجباته الخفيفة ، فهو يفضل أن يكون دائما في وسط جماعة ، ويكون في أفضل حالاته في صحبة آخرين فهو اجتماعي للغاية ، وكريم حتى النخاع . وهو صديق مخلص ، يمكن الوثوق فيه ودائما وفي ، ويضحي من أجل أصدقائه وأسرته بطريقة غير عادية . وهو يثق جدا بالآخرين مما يجعله عرضة للتمزق النفسي . وهذا الشخص يصعب عليه تقبل إنفصال حبيب أو صديق ، وعليه أن يحذر المغامرات العاطفية .والشخص الذي يفضل تناول رقائق البطاطس "الشيبس" هو شخص طموح وناجح ومتفوق . ويتمتع بمكافآت نجاحاته في العمل والمنزل أيضا . وهو غير أناني ويستمتع أيضا بنجاح شريك حياته وأطفاله ، ولا يقبل الا الأفضل دائما ، وتضايقه صغائر الحياة مثل زحمة المرور التي تجعله يفقد عقله ، كما أن الانتظار في طابور يكون عبئا ثقيلا عليه . وعلى ذلك يجب على من يشارك محب الشيبس في عمل أو من ينافسه في أي موضع أن يكون مستعدا بأحسن ما عنده .الذين يحبون الفشار يعرفون كيف يسيطرون على الوضع جيدا ، وهم سريعو المبادرة الى بذل جهدا أكبر اذا ما استدعت الحالة ذلك سواء في العمل أو المنزل أو أي وضع اجتماعي آخر . ولديهم ثقة قوية بالنفس ولكنهم مع ذلك متواضعون وغير محبين للظهور . وقد يخفي محبو الفشار نجاحهم بطريقة فعالة مما يجعلهم يبدون كأشخاص بدون انجازات بينما تكون كنوزهم مخبأة داخلهم . فإذا ورثت فجأة ثروة كبيرة من قريب كان يبدو فقيرا معدما فاعلم أنه كان – رحمه الله – محبا للفشار !أما الشخص الذي يحب تناول المقرمشات في وجباته الخفيفة فهو غالبا ما يستخدم المنطق والعقل في التفكير في المشاكل . وهو يفكر كثيرا ويتأمل كثرا ، ويميل الى الخجل كما يتفادى المجادلات لأنه لا يحب أن يجرح مشاعر الآخرين . وهناك احتمال أن يفكر في عدة مشاريع في نفس الوقت ، وكلها تتنافس على اهتمامه . لذا فانه من الطبيعي أن يميل في اتجاهات عدة لأن عنده اهتمامات متنوعة . وهو يفضل الأوقات الخاصة ويقيم لها وزنا كبيرا ففيها يستطيع أن يسترخي بدون مسئوليات أو مقاطعة من آخرين . ومثل هذا الشخص لديه استعدادا خاصا لاقامة علاقات عاطفية عن طريق الانترنت .اذن فالنكهة التي تفضلها لها علاقة بشخصيتك ومنها يمكن قراءتك والتعامل معك ، كما أن الرائحة التي تحبها تقيم طويلا في تلافيف مخك في ارتباط تام مع ذكريات حميمة قد تنام طويلا ولكنها لا تموت أبدا ، وقد تنبعث هذه الذكريات من جديد مع أول "شمة" لهذه الرائحة المستقرة في سراديب الذاكرة فتشعل ذكريات ومشاعر اعتقدت طويلا أنها قد انتهت من حياتك !
إعرف شخصيتك .. من نكهة طعامك المفضل
أخبار متعلقة