أضواء
مجلس التعاون لدول الخليج العربي من أكثر التكتلات العربية صموداً، ودول الخليج من أقدر الدول العربية على حل المشكلات والأزمات بكل هدوء ورويّة. لكن ثناءنا على المجلس لا يعني أننا لا نطمح إلى تقليل السنوات التي تخصص للمشاريع. مشروع الربط الكهربائي يقول العطية إنه سينضج ويتصل مع أوروبا بعد عشرين سنة! ذلك أننا في المنطقة نحتاج في الصيف لأخذ كهرباء من أوروبا وهم -أي الأوروبيون- محتاجون للكهرباء في الشتاء ونحن لدينا كمية كبيرة من الكهرباء في الشتاء غير مستهلكة وسيؤدي ذلك الى توازن في تجارة الكهرباء مستقبلاً. لكن هذه الفكرة الأنيقة تحتاج إلى عشرين سنة بالتمام والكمال!نفس الشيء نقوله عن مشروع السكة الحديدية بين دول الخليج عبر إقامة شركة مشتركة لمد خط سكك حديدية يكلف أكثر من 14 مليار دولار يربط بينها خط حديدي يمتد لمسافة 1940 كيلومترا عبر كل من السعودية والبحرين والكويت وعمان وقطر والامارات التي تساهم كل منها في رأس مال انشاء الشركة. هذه الفكرة أيضاً يسيل لها لعاب كل خليجي، لكن المشكلة أن كثافة السنوات التي تعتمد لمشروعات مجلس التعاون الخليجي طويلة جداً، مثل مشروع الوحدة النقدية الذي يدرس منذ عشرين سنة ولم يقرر بعد. كل المتابعين الخليجيين يشعرون بحميمية تجاه المجلس، لكنها حميمية مشربة بالعتب، نريد أن نشاهد هذه المشاريع ونحن على قيد الحياة. متى سنرى -على سبيل المثال- هذه السكة الحديدية، التي تربط بين دول الخليج؟ هل سنراها حينما يشتعل الرأس شيباً؟ نريد مشاريع معقولة، والمال الخليجي متوفر، والشركات الملتزمة والسريعة كثيرة، فلماذا نؤخر هذه المشاريع؟ هل هو مجلس ليستفيد منه الأحفاد؟!قال أبو عبد الله غفر الله له: نقترح أن تشكل تشكيلات شبابية داخل مجلس التعاون، ترصد عبر احتكاكها بالشباب والفتيات - الذين يشكلون أغلبية في الخليج- طموحاتهم وآمالهم، وتتصل تلك التشكيلات الشبابية بالأمين العام لدول مجلس التعاون، ليكون المجلس أقرب إلى الواقع، وبخاصة أن منطقة الخليج مستقبلها أمامها لا خلفها، والخليج جسد بكر لم تطمثه اللوثات الأيديولوجية بشكل كبير.لا نريد من مجلس التعاون أن يرسم خططاً للأجيال القادمة، بل نريده أن يرسم خططاً للأجيال اللاحقة، ثم تبقى هذه الخطط مفيدة وتجدد للأجيال القادمة، فهو مجلس للشعوب الحية، لا الشعوب التي ستولد بعد ستة عقود. [c1] صحيفة (الوطن) السعودية[/c]