الفضائية اليمنية بين الواقع و الطموح
استطلاع/ أحلام الحملي:في عصر تتسابق فيه الفضائيات لعرض أكبر زخم برامجي لترضي مشاهديها بل وتستقطب أكبر قدر ممكن من المشاهدين على اختلاف ما تقدمه من برامج .. تقف فضائيتنا اليمنية عاجزة حيال ما يحصل حولها من حراك متجاهلة مواكبة العصر ومستجداته حيث تفتقد إلى نوعية البرامج الحديثة وتعتمد على البرامج النمطية في عرضها البرامجي فما السبب وراء تأخر فضائيتنا اليمنية عن غيرها من الفضائيات ؟ هل يعود ذلك إلى عدم وجود كوادر إعلامية قادرة على القيام بمسئوليتها ام ان ذلك يعود إلى أسباب إدارية ومادية أخرى ؟ ولماذا لا تقوم الفضائية اليمنية باستغلال طموح الإعلاميين الشباب وخاصة المذيعين منهم وتأهيلهم للقيام ببرامج تؤدي دور الإعلام في خدمة المجتمع ؟.هل يعود تهميش دور المذيع وتحويله من مذيع محاور وله حضور عند الجمهور الى مذيع متلقي يقف بليدا أمام المشاهدين أثناء تقديم البرامج إلى عدم وجود مذيعين متمكنين قادرين على إدارة دفة الحوار في البرنامج ؟ أم يعود ذلك إلى السباب أخرى ؟!وهل هناك عوائق مادية وفنية كوضعية للاستوديوهات وغيرها تعيق الإعلاميين على الإبداع في إنتاج البرنامج ؟.أسئلة طرحناها على بعض العاملين في الفضائية اليمنية.[c1]1.يقال ان الفضائية اليمنية هي إحدى خمس فضائيات تشكل عامل طرد لمشاهديها في عرضها البرامجي فما رأيك ؟[/c]·خليل القاهري مذيع في الفضائية اليمنية بكالوريوس إعلام إذاعة وتلفزيون جامعة صنعاء :ـصحيح ان الفضائية اليمنية يوما عن يوم وذلك لعدم تلبيتها للرغبة الدنيا من مطالب مشاهديها سواء من الناحية البرامجية أم الإخبارية , فطبيعة العصر فرضت نمط جديد من التعاطي البرامجي آو الاختباري لم تحاول الفضائية اليمنية حتى الآن مجارات هذا التطور لكن هذا لا يلغي وجود حيز بسيط جدا من البرامج المتقطعة .·منى الطشي ـ مذيعة في الفضائية اليمنية بكالوريوس إعلام إذاعة وتلفزيون:نحن في الفضائية اليمنية نسعى جاهدين الى تقديم كل ما يرضي مشاهديها سواء داخل الوطن أم خارجه ونواجه العديد من المشاكل والعوائق سواء مادية او معنوية تجعلنا في بعض الأحيان نظهر بصورة غير لائقة وهذا خارج عن إرادتنا , لكن لو يعلم المشاهد مقدار الجهد والتعب الشديدين الذي يبذله كل العاملين في الفضائية من اجل عرض برنامج معين آو حتى نشرة إخبارية فسوف يعذروننا اذا قصرنا في بعض الجوانب وحقيقة نحن هدفنا الأول والأخير إرضاء المشاهد.·احمد عمر باد ويلان ـ مدير قطاع البرامج في الفضائية اليمنية :عندما نحكم على البرامج في الفضائية اليمنية ينبغي أن نحكم عليها من خلال معطيات واقعية بيننا وبين كثير من المحطات التي ترصد مبالغ ضخمة لإنتاج برامجي كبير في وقت تفتقر فيه الفضائية اليمنية لمثل هذه الامكانات , كما أن مستوى دخل الكادر الإعلامي الواحد مقابل الآخر لا مجال فيه للمقارنة حيث تستقطب الفضائيات اكبر المعدين واكبر الخبرات والمبدعين في المجال الإعلامي وتقدم المغريات المادية ليتميز الأداء , فالإعلام صناعه تحتاج إلى سبل الانتهاج لتجد لها رواج ولكن علينا ان نقدم أحسن ما لدينا ونسعى لتحسين الوضع القائم.[c1]2.هل وجدت في الفضائية اليمنية اشبعا لرغبة مشاهديها من برامج وتحقيق طموحك كإعلامي ؟[/c]·خليل القاهري : الفضائية اليمنية إلى الآن لم تشبع رغبة مشاهديها في الداخل أو في الخارج من الناحية البرامجية لأنها تعتمد على العطاء الموسمي المقصور على برامج رمضان والعيد , وتختزل الفضائية كل جهودها لتقديم زخم برامجي كبير في رمضان تحديدا مع أن المشاهد بحاجة غالى عطاء برامجي مستديم والمشكلة تتمكن في عدم دراية الفضائية بحاجة مشاهديها , فيفترض أن تنظم الفضائية استقراءات مستمرة عم يريده المشاهد وان تقترب من حاجاته , ومشكلتنا أيضا التقليدية في التناول البرامجي دون تخطيط كافٍ.[c1]3.نلاحظ أن كثير من البرامج في الفضائية تبدأ بداية قوية في عرضها ثم لا تلبث ان تفتقد هذه القوة وتتحول بالى برامج روتينية مملة فما السبب من وجهة نظرك ؟[/c]·خليل القاهري : إذا فاخر المرء عامة والإعلامي خاصة بنجاح مبهر حققه يوما ما فان ذلك سبيل بالضرورة إلى التراجع في ذلك النجاح معنى هذا أن كثير من برامجنا تلجأ طواقمها إلى التعامل مع برامجها الناجحة فيما بعد من باب تعبئة الفراغ وتغطية مساحة بث فقط دون النظر إلى النوعية .·منى الطشي : هناك أسباب كثيرة لذلك منها لسباب إدارية متعلقة بإنتاج البرنامج وتكاليف البرنامج وعدد افراد الطاقم وغيرها , وأسباب أخرى عملية متعلقة بطاقم البرنامج فناك بعض البرامج التي بدأت بقوة ولكنها للآسف ضعفت ثم توقفت نهائياً ويعود ذلك إلى أن القائمين عليه تحدث لهم ظروف معينة تؤثر على تفكيرهم الإبداعي فتولد لديهم الإحباط وعدم الرغبة في تطوير وتحسين البرنامج وبالتالي يفقد البرنامج أهميته وجاذبيته ويصبح ممل ثم يتوقف.[c1]4.ما سبب ندرة البرامج الشبابية التي تعني بمشاكل الشباب وهمومهم وغياب كاميرا التلفزيون عن الشارع ؟[/c]·الطشي : نحن كمذيعين شباب نسعى دائما إلى إعداد وتقديم برامج تلامس همومنا ونتمنى من المعنيين بالأمر في القطاع إلى دعمنا وتشجيعنا لتقديم هذه النوعية من البرامج , وفي الدورة البرامجية السابقة فقد لاحظت نواة لهذه البرامج مثل محطات شبابية والذي ناقش العديد من الهموم والقضايا الشبابية .[c1]5.المذيع في أي برنامج يمثل الشكل الظاهري لأداء ونجاح البرنامج فما هي الصلاحيات التي تعطى للمذيع في إعداد وتقديم وإدارة دفة الحوار في البرنامج ؟[/c]·القاهري: المفترض أن لا يتدخل في عمل المذيع احد وان لا يدار حواره من قبل الكنترول إلا فيما يخص إعانته على التواصل الجماهيري والتذكير بزمن الحلقات مثلا ولكن للآسف عندنا هنا تدخل كبير بين عمل المعدين والمحررين وعمل المذيع , حيث يعتمد المذيع على ما يعد له حرفيا لدرجة يبدو معها المذيع بليدا , إذ ليس صحيح أبدا أن يحضر المذيع الدارة حوار قبل الموعد بساعة على الكثر واستلام الاوارق والدخول إلى الاستديو , فيجد المذيع نفسه مملا غير قادر على فرض نفسه على المشاهد وخاصة ونحن في عصر يعج فيه الفضاء بالفضائيات .·بادويلان : هذه مسالة خاضعة لفكرة ومسار كل برنامج وفكره كل حلقة وللمذيع مطلق الحرية أن يحاور ضيوفه في إطار موضوعي يتناسب مع فكرة البرنامج ومساره ولا توجد أي قيود إدارية .[c1]6.هناك أسس ومعايير معينة تؤدي إلى إعجاب المشاهدين بالمذيع المقدم للبرنامج منها ثقافته ومواكبته للعصر وقدرته على الحوار , فهل يقوم المذيع في الفضائية بتأهيل نفسه ؟[/c]·القاهري : للأسف مذيعونا في الغالب يجعلون من أنفسهم مذيعين مؤدين ليس إلا ويبتعدون عن صفات المذيع الحقيقية وهي القدرة على الحوار واستقراء الأحداث والتعاطي مع مستجدات العصر , ومذيعونا للأسف يهمشون أنفسهم ويبتعدون عن مصادر المعرفة والتثقيف وهم يلجئون ان لجئوا الى مصادر الثقافات الهشة او ثقافات ( السفري) التي تمكنهم فقط من التعاطي الآتي وفق الحاجة [c1]7.هل تعنى الجهات المسئولة بتطوير كوادرها الإعلامية في الفضائية بتوفير دورات تدريبية وتأهيلية لجميع الكوادر الإعلامية بحيث تؤهلهم للإبداع في أنتاج البرامج ؟[/c]·القاهري: الدورات غير موجودة بالشكل المطلوب وان وجدت فأنها خفيفة المضمون غير مجدية وبالتالي عدم وجودها بالشكل المطلوب يترك المذيعين غير قادرين على التعاطي مع العمل الإعلامي والمشاهدين كما يجب والتقصير هنا سببه الجهات المعنية التي لا تحاول التوظيف المناسب لهذه الدورات كلا في مجال تخصصه .·بادويلان : توجد العديد من الدورات التدريبية والتاهيلية لمختلف التخصصات في الفضائية فتشمل كل العناصر وهناك ادراة خاصة تتولى مهمة التوزيع وفق معايير مهنية وإداريه خاصة .[c1]8. على أي أساس تقوم إدارة القناة باختيار المذيع لتقديم البرنامج ؟.[/c]·القاهري :إلى الآن فالغالب في الفضائية هي مسالة العلاقات الشخصية التي للآسف تتحكم في مسالة اختيار الكوادر للبرامج وقد لا يراعى ابدأ مسالة وضع فلان من المذيعين في برنامج بحسب المعايير التي تسود كل قنوات العالم .· بادويلان : في بعض البرامج يقوم المذيع بتقديم الفكرة والإعداد للبرنامج لذلك فهو يقدمه والبعض الآخر فيتم اختيار المذيع المناسب في المكان المناسب .[c1]9. لماذا لا يوجد مبدأ التخصص لدى المذيعين في الفضائية اليمنية ؟[/c]· بادويلان : في الفترة الأخيرة تسعى أدارة القناة إلى إيجاد مبدأ التخصص في المجالات المختلفة .[c1]10. هل وضعية الاستديوهات في الفضائية تساعد كادر الإنتاج على تحقيق اكبر قدر من النجاح في عرض البرنامج ؟[/c]· خليل : الإمكانيات الفنية والتجهيزات في الفضائية معدة بشكل يوازي إمكانية في فضائية اخرى بل قد يفوقها لكن الأهم هو الكادر البشري الذي يتعامل مع هذه التجهيزات .· منى : الاستديوهات تعاني من مشكلتين أساسيتين الأولى التقنية فاغلب الاستديوهات ذات تقنية قديمه , أما الثانية فتعود الى قلة الاستديوهات فلا يوجد لدينا الا ثلاثة استديوهات مما يسبب لنا ربكه في العمل .[c1]11.كعامل ومشاهد في الفضائية ما هي الايجابيات التي تميزها عن غيرها من الفضائيات الأخرى ؟[/c]· القاهري : ما يميز الفضائية اليمنية فقط هو احترامها مشاهديها من حيث عدم استفزازهم بما تبثه الفضائيات الأخرى من غث وسمين دون احترام لذوق ولا لمشاعر .·الطشي : فضائيتنا تسعى إلى المحافظة على الالتزام بقواعد ديننا وتقاليد المجتمع كما تسعى الفضائية جاهدة بالى عرض كل ما تتميز به اليمن من تراث وأصالة ويظهر ذلك جليا من خلال الفلاشات السياحية والبرامج السياحية وأهمها البرنامج اليومي (بلدة طيبة )