نهر البارد (لبنان)/14 أكتوبر/نزيه صديق: بدأ يوم أمس الاثنين رسميا إعادة بناء مخيم للاجئين الفلسطينيين في شمال لبنان بعد 18 شهرا من هجوم للجيش على متشددين حول منازل كانت تأوي 30 ألف ساكن إلى أنقاض.ووضع حجر الأساس لبناء مخيم جديد في نهر البارد في احتفال نظمته الحكومة اللبنانية ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا) التي ترعى اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط.وكان التأخر في جمع المال وإزالة ذخيرة لم تنفجر وحطام المنازل قد عطل وضع حجر الأساس مما أثار شكوك بين اللاجئين في أن المخيم لن يعاد بنائه.وقال سالفاتور لومباردو مدير الاونروا في بيروت بعد مراسم وضع حجر الأساس «هذا رمز على تصميمنا على إعادة بناء هذا المخيم.»وأضاف «انه رد كذلك على خمسة آلاف شخص ستتاح لهم الفرصة في غضون ما بين 12و 16 شهرا لاستعادة منازلهم.»لكن اللاجئين قد يضطرون للانتظار لمدة شهر واحد على الأقل قبل أن يبدأ البناء الفعلي. وقال لومباردو انه يتعين تفتيش الأرض مرة أخرى بحثا عن ذخيرة لم تنفجر والحكومة اللبنانية التي كانت قد صادرت الأرض يجب أن تقدم تصريح بناء.وأضاف «نأمل ألا تستغرق هذه المسائل القانونية أكثر من 30 يوما. وبعد ذلك سنوقع عقدا مع شركة بناء يتم اختيارها.»وكان أفراد لبنانيون يملوكون الأرض التي أقيم عليها مخيم نهر البارد ليضم 770 ألف فلسطيني أخرجوا من ديارهم عندما تأسست دولة إسرائيل عام 1948.وقدم مانحون أو تعهدوا للاونروا بنحو 52 مليون دولار لإعادة بناء نهر البارد وهو ما يكفي فقط لبناء قطاع واحد أو اثنين من ثمانية قطاعات من المخيم الذي كان مكدسا والذي يقع في بلدة قرب طرابلس في شمال لبنان.وقتل أكثر من 400 شخص في قتال استمر 15 أسبوعا اندلع في مايو عام 2007 بين الجيش ومنظمة فتح الإسلام المتأثرة بتنظيم القاعدة.ودمر القصف المعسكر تماما ويقيم سكانه الآن في مراكز إيواء مؤقتة وفرتها لهم اونروا وفي مواقف سيارات أو مع أقارب لهم.وذكر لومباردو ان الاونروا تتوقع أن تتحقق بسرعة تعهدات من جانب دول الخليج العربية لتساعد في تغطية التكلفة المقدرة لبناء المخيم وهي 200 مليون دولار.وتدعو خطط إعادة البناء إلى توفير مساحة أكبر وأكثر صحية للاجئين لتخفيف التكدس وتقديم خدمات أفضل.وستبقي الحكومة اللبنانية كذلك على سيطرتها لضمان عدم تسلل متشددين عائدين إلى المخيم الذي كان الأمن فيه من قبل موكل لفصائل فلسطينية مسلحة كما هو الحال حتى الآن في 11 مخيما فلسطينيا أخر في لبنان.وأوضح خليل مكاوي رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني الشهر الماضي أن لبنان يريد الآن استعادة سلطته وسيادته على كل شبر من أرضه. وأضاف أن المخيم بعد إعادة بنائه سيكون تحت السيطرة الكاملة للحكومة اللبنانية.ويشكو العديد من اللاجئين من نهر البارد ومنطقة ملاصقة هي امتداد له يطلق عليها المخيم الجديد حيث يحاول السكان إنعاش النشاط الاقتصادي من أن نقاط التفتيش التابعة للجيش تعطل النشاط في مكان كان من قبل مركزا تجاريا.وأفاد لومباردو أن رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة أبدى اعتزامه تحسين الوضع في اجتماع في الفترة الأخيرة مع مندوبين من المخيم حضره كذلك مسئولون من الشرطة والجيش.وأضاف «لكن ذلك لم يترجم بعد إلى تغير ملموس على الأرض.»