إن جريمة اغتصاب الأطفال جريمة تحدث في جميع بقاع العالم ولا تقتصر على شعب من الشعوب أو لون أو لغة أو مستوى علمي أو اجتماعي أو اقتصادي، كما أن الاغتصاب بات يدق ناقوس خطر انهيار الحضارة المعاصرة..فالمغتصب غالباً ما يكون شخصاً غريباً عن الضحية أما الجريمة الأبشع أن يمارس المغتصب السفاح أو الجنس مع المحرمات ،أي أن يكون الأب أو الأخ أو العم أو القريب ويغتصب الطفل ذكراً كان أم أنثى تماماً كمن يأكل من لحمه ويشرب من دمه .إن المغتصب إنسان ضعيف وجبان وخوفه من مواجهة المرأة والحصول على الإشباع الجنسي السوي منها، يودي به ذلك إلى استسهال الوصول إلى غايته الجنسية عبر الأطفال ويصنف ضمن خانة الانحراف.لكن قد نجد أناسا وأشخاصاً يمكنهم الحصول على الإشباع السوي مع امرأة ومع ذلك يختارون الطفل موضوعاً لرغباتهم ، بعض من هؤلاء الأشخاص تعرضوا في طفولتهم للتغرير فيبدو وكأنهم يعيدون ماحدث لهم في الماضي وهذا التنوع والغربلة في العلاقة مجهول التفسير حتى الآن : لماذا الأطفال ؟أما عن الآباء المعتدين فهم هنا ليسوا مرضى بل منحرفين نفسياً ودينياً وأخلاقيا وهم عبيد لنزواتهم الجنسية مفرطة في غياب الروابط الذاتية والدينية إذ أنه يوجد فيهم خلل في تربيتهم وتكوينهم الأخلاقي خصوصاً فيما يتعلق بالمحرم يؤدي إلى حاجة جنسية مفرطة،وتغيب الروادع الأخلاقية ،فيتم عندها استضعاف للطفل داخل الأسرة سعيا إلى التنوع .أن من المفروض أن يكتسب الطفل القيم والعادات الرادعة للجنس غير الحلال من الوالدين ،وأول مشكلة يعانيها الطفل الذي يتعرض للاغتصاب هو غياب الرادع الأخلاقي ، لذا سيلجأ فيما بعد إلى الجنس الممنوع .ونفسياً سيشعر الطفل بأنه معتدى عليه وبالتالي لا يستطيع منع هذا الاعتداء لأنه نابع من سلطة أقوى منه أي الوالد ما يؤدي به إلى كره والده ،هذه الازدواجية بالحب والكره ستوصله إلى المرض النفسي ، أما التغرير بالطفل بعمر مبكر يؤجج غريزة الطفل الحسية ويعوده على لذة مبكرة وتجعله يشعر بالذنب بدخله في المرض النفسي ، قد يصبح المغتصبون فيما بعد منحرفين جنسياً ونقطة ضعفهم الجنس. لذلك يجب على كل أسرة حماية أطفالها من إمكانية التعرض للاعتداء بالتقرب من الطفل والتحدث بصراحة معه لان الخوف قد يعرضه للتغرير فيضطر إلى إخفاء الأمر عن أهله خوفا منهم مع ضرورة مراقبة سلوك الطفل ، ويجب الحذر من علاقة الطفل مع الكبار غير الموثوقين ويبقى الطفل بحاجة إلى علاج نفسي .[c1]* داليا عدنان الصادق[/c]