هناك ناس نذر حين نحاول الكتابة عنهم تتقزم الكلمات، اذ لايمكن لمفردات قاموس لغتنا ان توفي وصفهم .. لا ولايمكننا اختزالهم في تدبيج خطابي أو برطانات بلاغية سمجة.هم بسطاء من عامة هذا الشعب البسيط وعظماء بما قدموه خلال مسيرة حياتهم الزاخرة التي لانستطيع اكتناف ابعادها وعوالمها المتعدد الاطياف.عجينة مسك هم من تربة هذا الوطن الحبيب الذي اعطوه كل مالديهم وما لديهم كان كثيراً يصعب اختزاله في سطور فاعمالهم نسجت ملاحم كبيرة ومشرفة.ولا أدري لماذا أشعر بالخجل وأنا أسطر كلماتي عن عملاق كالأستاذ الكبير الأديب والفنان عبدالله هادي سبيت واضف اليهم الكاتب والمؤسس لحركة انعطافية في حياتنا الموسيقية. إ كان ومن معه من المبدعين الامتداد الفني لمرحلة ما بعد رحيل القمندان وأسس ندوة ابناء الجنوب 57م وخلق فناً متميزاً تفرد به. وله عدد من القصائد التي لم تنحصر في الغزل والحماسة والوطنية بل وامتد إلى ابعد من ذلك انطلاقة من عروبته القومية باقامة الحفلات لدعم ثورتي الجزائر وفدائيي بورسعيد.وهنا لا أريد ان اطيل عما قدمه سبيت في هذه العجالة المختصرة. ولكنني أشعر بحزن تجاه الرجل الذي ينام الآن في مستشفى السعيدة وحيداً وبصمت بعد ان ملأت اعماله الفنية والأدبية الساحة اليمنية وعلت في آفاقها .اتمنى ان ينال سبيت اهتمام الدولة ورعايتها وهو يقضي ربما أيامه الاخيرة مهملاً.سيلعننا التاريخ وكذا الاجيال فلا خير في أمة لاتكبر مبدعيها وادباءها .
بسطاء لكن عظماء
أخبار متعلقة