الحديدة .. بين عهدين
لقاءات /أحمد الكافيستعد شعبنا الأبي بفرحة عامرة للاحتفال بالعيد السادس والأربعين للثورة السبتمبرية الخالدة.. هذه الثورة التي جاءت لتدك معاقل الإمامة الكهنوتية وتخرج شعبنا من أسوار العزلة ومن الظلمات إلى النور وهنا لابد لنا من وقفة بين الماضي والحاضر لتتعرف أجيالنا من خلالها على مدى ما كان يعانيه شعبنا من فقر وجوع وتخلف في العهد الإمامي البائد.. وكيف أصبح الشعب في ظل ثورته الخالدة ينعم بِأعظم المنجزات في كافة مجالات الحياة وذلك من خلال هذه اللقاءات أجرتها (14 أكتوبر) مع عدد ممن عاصروا العهدين من مواطني ومواطنات محافظة الحديدة الذين تحدثوا عن أوضاع المحافظة في العهد الإمامي البائد، وفي ظل الثورة السبتمبرية الخالدة وهاكم الحصيلة: تحدث في البداية الحاج/ محمد عبدالناصر حسن فقال: (كانت الحديدة في العهد الإمامي الكهنوتي كغيرها من مناطق اليمن تعيش الحرمان والعزلة والجهل والفقر المفروض عليها إلى جانب التسلط والاستبداد والظلم الذي كان حقيقة وصبغة أسرة بيت حميد الدين ومراكز قوتهم من المتنفذين والجلادين كانت الحديدة لاتمتلك مدرسة ابتدائية عدا بعض الكاتيب في التجمعات السكانية الكبرى مثل مدينة الحديدة وزبيد وباجل والمراوعة وكانت هذه المدارس شعبية أي من يقوم بالتدريس فيها هم من الفقهاء ، كما كانوا لايجيدون غير تعليم القرآن الكريم ومبادئ الكتابة وكان أولياء الأمور هم من يدفع للمعلم مقابل القراءة والتعليم. وتابع العم/ حسن سالم مرزون الحديث بالقول : كانت هذه الكتاتيب لاتتعدى الفصل الواحد والطلاب يفترشون الأرض لا كتاب ولا كراسي ولا طاولة وكان عدد الأولاد فيها قليلاً جداً وبعض الأسر الميسورة كانت تبعث أولادها للدراسة في صنعاء في مدرستي الأيتام والمدرسة العلمية وهما الوحيدتان حينها في صنعاء وهؤلاء على ما أعتقد هم من ساهموا إلى جانب الرعيل الأول من المنخرطين في صفوف ضباط الثورة وجيش الدفاع عنها في الستينات. وقالت الحاجة أم عبدالخالق المستور إنه لم يوجد في الحديدة عيادة أو مراكز صحية سوى مستشفى العلفي الذي كان يفتقد للكثير من الاحتياجات الضرورية والكوادر الطبية المؤهلة والأدوية والمستلزمات الأخرى ولايوجد طرقات ولا اتصالات ولاشيء يخدم أو يستفيد منه المجتمع غير بعض المقرات وهي من مهام ضبط المواطن وإجباره على دفع نصيب بيت المال من زكاة وغرامات وكلها كانت تجمع للإمام لقد كانت حياة بؤس وشقاء وحرمان هذا الواقع في الحديدة وكل المحافظات وهذا أوجب على الشرفاء تفجير الثورة بأهدافها الستة المباركة التي تحققت شيئاً فشيئاً لاسيما ما تحقق منها في عهد فخامة الأخ الرئيس/ علي عبدالله صالح الذي أوصل الثورة إلى ذروتها وغايتها وطموح أبطالها من الشهداء والأحياء الذين صنعوها.أما الأخ/ حسن محمد عثمان أحد الكتاب والأدباء في المحافظة فيقول: الثورة إنجاز تاريخي وعمل عظيم ، كان لابد من أن تواجه الصعوبات والتحديات والعوائق التي أدت مجتمعة إلى تأخر وصول خيرها وعطائها إلى كثير من مناطق اليمن طوال أعوام من عمرها من بين هذه المناطق الحديدة حيث لم تشهد الثورة بمفرداتها المنشودة الا في عهد فخامة الأخ/ علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية عقب تسلمه الحكم في السابع عشر من يوليو عام 1978م وحتى الوقت الحاضر حيث شهدت المحافظة أعظم الإنجازات الوطنية في ظل الثورة والوحدة ففي التعليم شهدت المديريات إنشاء أكثر من خمسة آلاف مدرسة وبلغ عدد الطلاب الدارسين فيها حسب علمي وإطلاعي على بعض الصحف ومن تصاريحات بعض المسؤولين القائمين عليها أكثر من نصف مليون طالب وطالبة ناهيك عن الملتحقين في الكليات المختلفة في جامعة الحديدة والجامعات الخاصة. وبما يتعلق بالتعليم الفني والمهني لدينا في المحافظة 6 معاهد فنية ومهنية وزراعية والسعي متواصل لإنشاء معهدين في باجل وسردود. وتحدث الأخ/ هاني حسن جياش بالقول :يطيب لنا أن نرفع أسمى آيات التهانى والمباركات لفخامة الأخ الرئيس القائد/ علي عبدالله صالح وللحكومة وشعبنا اليمني الأبي بمناسبة احتفالات الوطن بالعيدالـ (46) لثورة 26من سبتمبر الخالدة وعن أوضاع المحافظة على ما أتذكر إبان العهد الإمامي البائد، فالحديدة كانت تحيا كبقية المحافظات الأخرى في ظل نظام استبدادي متخلف أحكم سيطرته على اليمن أرضاً وإنساناً وكرس من خلاله وبصور شتى ثقافة التخلف والحرمان والانغلاق التام على العالم الخارجي حتى أصبح شعبنا اليمني سجين وطنه يتجرع صفوف العذاب ومرارة الحياة.. حياة العصور الوسطى وبالتحديد ما قبل الستينات عنوانها البؤس والحرمان والفقر والجهل والمرض ومن عاش هذه الفترة - أي مرحلة ما قبل ثورة سبتمبر - سيقول وبمرارة شديدة أن اليمن كانت خالية تماماً من أي عوامل تحديث ، ونمت وازدهرت مع بدايات القرن العشرين في كافة مجالات الحياة بينما شعبنا اليمني لا يعلم شيئاً عن قهرو ظلم النظام الأمامي وأساليبه في امتهان الإنسان وكرامته وحريته بعيداً عن مبادئ ديننا الإسلامي الحنيف الذي يدعو إلى السمو بحياة الأمة من خلال العلم والتعليم وفتح الآفاق للشباب والأجيال لتتشبع بالعلوم الدنية والدنيوية. وقال الأخ/ مرزوق محسن، أحد أدباء المحافظة : كان واقع محافظة الحديدة إبان العهد الأمامي مؤلماً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى فلا يوجد بها مدارس بمفهوم الواقع التعليمي المتعارف عليه آنذاك خارج حدود اليمن سوى كتاتيب فقط ولا وجود أيضاً للخدمات الصحية من مستشفيات ووحدات صحية في الوقت الذي كانت الأمراض تفتك بالأشخاص يومياً ولا وجود للخدمات الأخرى أيضاً مثل الكهرباء والمياه والاتصالات والطرقات حيث كانت القرى معزولة عن بعضها البعض. وتحدث الفقيه/ حسن محمد علي بالقول : الفرق شاسع بين عهد الإمامة وعهد الثورة ولا يعلم بمقدرات ذلك الفرق إلا من عايش تلك الفترة وتكبد أيامها فلا حرية ولا خدمات ولا تعليم ، وعانى الشعب أبشع صور الظلم والقهر والحرمان ولكن بفضل من الله تعالى وبفضل الأبطال الأحرار من أبناء الوطن تمكنا من دحر فلول الإمامة وتحقق للوطن الازدهار والتقدم والتطور والديمقراطية والوحدة اليمنية المباركة التي تكفينا فخراً واعتزازاً وحفظ الله الوطن والقائد من كل مكروه. وكل عام وأنتم بخير