مندوب بلادنا في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن الدولي
الأمم المتحدة / متابعات :أكد الأخ عبدالله محمد الصايدي، مندوب بلادنا الدائم لدى الأمم المتحدة، أن المجازر التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي في "بيت حانون" جرائم حرب بشعة ليس بحق الفلسطينيين وحسب، بل في حق الإنسانية جمعاء.وقال الصايدي في الجلسة الطارئة لمجلس الأمن، التي عقدت مساء أمس لبحث بند (الحالة في الشرق الأوسط، بما في ذلك القضية الفلسطينية): "إن العالم فوجئ فجر الأربعاء ومعه من بقي من أهالي بيت حانون وقرية اليامون المنكوبتين في فلسطين بمناظر لأشلاء متناثرة ومنازل تحولت إلى أطلال وساحات مليئة بالدماء تسبح فيها بقايا أجسام آدمية ممزقة لأطفال ومسنين ونساء.. في لوحة مقززة ومفجعة ومؤلمة، يمقتها ويرفضها كل إنسان سوي، رسمتها عملية (غيوم الخريف ) التي أمطرت القريتين بقذائف أطلقتها مدفعية قوات الاحتلال الإسرائيلية على المناطق السكنية المأهولة بالسكان المدنيين".واعتبر مندوب بلادنا في الأمم المتحدة تلك العملية الصهيونية "جريمة حرب بشعة ليس في حق الفلسطينيين وحسب، ولكنها في حق الإنسانية جمعاء، وعملا بربريا لا يتسق بأي حال من الأحوال مع أي مبرر منطقي معقول، أو مسوغ قانوني، سوى الرغبة في استمرار إسرائيل الدولة القائمة بالاحتلال لى مواصلة حرب إبادة منظمة".. مؤكداً أن هذه الحرب تستهدف البشر والشجر، وكل ما يتصل بالحياة.. متسائلاً: "هل سيقف المجتمع الدولي أمام هذه المجازر الوحشية موقف المتفرج؟".وتابع: "إن الجمهورية اليمنية إذ تعرب عن قلقها العميق وإدانتها الشديدة لهذه الأعمال الوحشية، لتدعو كافة أعضاء الأسرة الدولية، ومجلس الأمن الدولي إلى الوقوف بحزم ضد إرهاب الدولة الذي تمارسه سلطات الاحتلال الإسرائيلي، ووقف الانتهاكات المستمرة الصادرة عنها ضد الشعب الفلسطيني الذي يعاني ويتعرض لكل أنواع التعسف والجور والظلم والقهر والتنكيل على مدى أكثر من نصف قرن من الزمن".وقال: "إن الجمهورية اليمنية ترى أن عدم قيام المجلس باتخاذ تدابير عملية رادعة تحول دون تكرار العدوان؛ من شأنه أن يؤدي إلى تأجيج الأوضاع الملتهبة في المنطقة، ويعمل على توسيع دائرة العنف فيها".وأضاف "إن المقاومة الفلسطينية حق مشروع كفلته وتكفله كل المواثيق الدولية, وذلك للتحرر من الاحتلال الإسرائيلي، كما كانت مشروعة لكافة الشعوب التي ناضلت من اجل التخلص من ربقة الاستعمار سواء في إفريقيا أو آسيا, أو الأمريكتين .. ويتعين على جميع الدول التي كانت شعوبها إبان الحقبة الاستعمارية البغيضة في مختلف القارات الوقوف الى جانب هذا الحق ومساندته بشتى الوسائل والسبل المتاحة, ليتمكن الشعب الفلسطيني من نيل حريته كغيره من الشعوب التي حققت استقلالاً ناجزاً مكنها من التمتع بحريتها واستقلاليتها، في ظل حدود معلومة المعالم تستطيع معها العيش بأمان وسلام".وأكد الصايدي أن استمرار تردي الأوضاع وبقاءها على نحو ما هي عليه الآن من شأنه أن يوفر بيئة خصبة للتطرف والإرهاب, ويضعف صوت الحكمة والتعقل والاعتدال ويدفع باتجاه الفوضى وعدم الاستقرار وينذر بعواقب وخيمة, الأمر الذي يفرض على مجلس الأمن تحمل مسؤوليته وفقاً لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.وقال: "إن الجمهورية اليمنية ترى أنه بات من الأهمية بمكان قيام المجلس الموقر، المناط إليه واجب الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين, باتخاذ قرار ملزم يدعو الى وقف فوري للاعتداءات وإرسال قوات مراقبة دولية للتأكد من سريانه, وحماية المدنيين الفلسطينيين والقيام بجهد سياسي جاد يعيد الأطراف الى مائدة التفاوض, وفقاً للقرارات الدولية والاتفاقات الثنائية التي تم التوصل إليها، والمبادرة العربية للسلام حتى تنعم المنطقة والعالم بالأمان والسلام وتعود للفلسطينيين حقوقهم الكاملة".