السكري مرض شائع يصيب حوالي ثلاثين مليون إنسان في العالم وكثير منهم لا يعلمون أنهم مصابون به. ويكون جسم المريض بطيئا في استعمال الجلوكوز “السكر” وهكذا يزيد معدل الجلوكوز في الدم. وتطرح الكليتان جزءا من السكر الزائد في البول. وفي الحالات الحادة من الداء السكري لا يستفيد جسم المريض من الدهن والبروتين بصورة طبيعية. [c1]السكري نوعان [/c]النوع الأول معروف باسم “النموذج الأول للداء السكري” Insulin dependent أو ما يعرف بداء الفتيان أو الصبيان Juvenile onset ويعرف هذا النوع بالداء السكري المعتمد على الأنسولين. أما النوع الثاني فيطلق عليه اسم “النموذج الثاني للداء السكري” non-insulin dependent المعروف بالداء السكري غير المعتمد على الأنسولين أو ما يعرف بداء الكبار أو البالغين . إن مرضى السكري من النوع الأول Type I يعانون نقصا كبيرا في هرمون الأنسولين الذي تفرزه جزر لانجرهانز الموجودة في البنكرياس بسبب خلل فيها أو بسبب توقفها عن انتاج هذا الهرمون بسبب تلفها أو لأي سبب ولابد للمرضى من هذا النوع تعاطي حقن الأنسولين كبديل للأنسولين المفقود لديهم. أما النوع الثاني TypeII فإن المرضى المصابين به لا يعانون نقصا في إفراز الأنسولين من جزر لانجرهانز الموجودة في البنكرياس ولكن الخلايا المستقبلة للأنسولين في الجسم لا تستجيب له. ومرضى هذا النوع هم ممن تعدوا سن الثلاثين وممن يعانون من السمنة. وقد وجد ان 85% من حالات مرض السكر هم من فئة النوع الثاني. ويمكن السيطرة على هذا النوع باتباع الحمية والرياضة وتقليل الوزن واستعمال بعض الأدوية المشيدة أو الطبيعية عن طريق الفم ولكن المرضى الذين لا يستطيعون السيطرة على حالاتهم بالحمية فقط عليهم استعمال الأنسولين. يحتاج مرضى الداء السكري من النوع الأول إلى تناول جرعات يومية من الأنسولين، ويحتاج بعضهم أكثر من جرعة أنسولين يوميا. ويجب ان يمتص الأنسولين في مجرى الدم ليكون فعالا وعليه فلابد من إعطائه عن طريق الحقن تحت الجلد وقليل منهم يستعملون المضخات المحمولة لحقن الأنسولين. ولا يمكن إعطاء الأنسولين عن طريق الفم لاحتمال تلفه في الجهاز الهضمي. تعتمد كمية الأنسولين الموصوفة من الطبيب على حمية المريض والعادات التي يمارسها. فإذا توقف مريض الداء السكري عن تناول حاجته اليومية من الأنسولين فإن كمية السكر الموجودة في الدم تزيد على الحد وتتسبب في حدوث حالة الحماض الكيتوني السكري، وبالتالي يدخل المريض في حالة السبات السكري. يتبع أغلب مرضى الداء السكري من النوع الأول المعتمدين على الأنسولين حمية منظمة تحتوي على كميات معينة من السكريات والدهون والبروتينات ويفحص أغلبهم أيضا بولهم أو دمهم يوميا لمعرفة نسبة الجلوكوز في الدم والاسيتون في البول. والاسيتون هي مادة تتكون عندما يكون تأثير الأنسولين غير كاف ولا يخضع المريض لهذه الحمية بشكل صارم، إلا إذا كان لديه ارتكاس ضد الأنسولين أو صدمة أنسولينية. وتحدث هذه الحالة عندما يكون تأثير الأنسولين كبيرا إلى الدرجة التي ينخفض فيها معدل سكر الدم إلى حد كبير، ويمكن ان يعرق المريض بشدة ويصبح عصبيا، ضعيفا، واهنا أو فاقدا للوعي. ويمكن معالجة هذه الحالة سريعا بإعطاء المريض الطعام الغني بالسكر ويحمل كثير من مرضى السكر الشوكولاتة أو السكر معهم للاستعمال في حالة الارتكاس نحو الأنسولين. [c1]مضاعفات السكري[/c]يمكن ان يسبب الداء السكري مضاعفات في حالة عدم التزام مريض السكر بالحمية والعلاج ومتابعة حالته مع الطبيب المختص فقد تحدث مضاعفات مثل تغيرات في الأوعية الدموية الشبكية للعين، والتي تدعى “اعتلال الشبكية السكري” وقد يكون الطور المتقدم للمرض سببا رئيسيا في العمى. كذلك يؤدي الداء السكري إلى تغيرات مشابهة في الأوعية الدموية بالكليتين، وهذه الحالة تعرف بحالة “اعتلال الكلية السكري” ويمكن ان تؤدي إلى الفشل الكلوي وتستطيع المعالجات المختلفة ان تسيطر على حالات عديدة من اعتلال الشبكية السكري واعتلال الكلية السكري ويمكن ان تصاب الأعصاب أيضا نتيجة للداء السكري، وهذه المضاعفات معروفة باسم “اعتلال الأعصاب السكري” وقد يؤدي إلى فقدان الشعور أو إلى أحاسيس غير طبيعية في أنحاء عديدة من الجسم. كما يمكن ان يؤدي داء السكري أيضا إلى التصلب العصيدي، وهو نوع من تصلب الشرايين قد يؤدي إلى السكتة أو فشل القلب أو الغرغرينا. [c1]أعراض السكري المبكرة[/c]هناك عدة أعراض يجب الانتباه لها وهي كثرة التبول والعطش الزائد والضعف والفتور واستحكاك الشرج وأعضاء التناسل وبالذات أسفل الخصيتين وكثرة ظهور الدمامل والخراريج وضعف الميل الجنسي عند الذكور وضعف انتصاب العضو الذكري والتنميل في بعض الأطراف وجفاف الفم. [c1]الأدوية المستخدمة في علاج الداء السكري [/c]توجد أدوية طبيعية وأخرى مشيدة كيميائيا ومن أهم الأدوية الطبيعية هرمون الأنسولين الذي يعتبر أحد المشتقات الحيوانية حيث يستحصل عليه من بنكرياس الماشية وهذا الهرمون يعطى بجرعات مقننة من قبل المختص عن طريق الحقن للمرضى الذين يعانون من داء السكري من النوع الأول. كما يوجد من الأدوية الطبيعية كثير من الأعشاب الطبية والمعادن وبعض المشتقات الحيوانية الأخرى والتي تعطى عادة لمرضى داء السكري من النوع الثاني ويمكن ان يعطى بعض منها لمرضى داء السكري من النوع الأول. أما فيما يتعلق بالأدوية الكيميائية المشيدة فهي عبارة عن أقراص أو كبسولات لا يدخل في تحضيرها أيا من المشتقات الحيوانية أو العشبية أو المعدنية وتستعمل عادة لمرضى داء السكري من النوع الثاني ويمكن في حالات قليلة ان تعطى مع الأنسولين لمرضى داء السكري من النوع الأول.
السـكري
أخبار متعلقة