واشنطن/14 أكتوبر/ سوزان كورنويل: قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن الولايات المتحدة تجاوزت الحد الأقصى الذي حددته بقبول 12 ألف لاجئ عراقي هذا العام وتتوقع استقبال المزيد وربما عشرات الآلاف في العام القادم. وقال كبير منسقي شؤون اللاجئين في الوزارة إن الولايات المتحدة تتوقع السماح بدخول 17 ألف لاجئ عراقي كحد أدنى في السنة المالية 2009 التي تبدأ في أول أكتوبر. وقد يصل آلاف آخرون من العراقيين وأفراد عائلاتهم من خلال برنامج خاص لمنح تأشيرات للأشخاص الذين عملوا لصالح الولايات المتحدة أو المتعاقدين معها. وقال المنسق جيمس فولي للصحفيين أمس «اعتقد أنكم سترون الحكومة الأمريكية تقبل خلال السنة المالية 2009 دخول عشرات آلاف العراقيين إلى الولايات المتحدة.»، وتابع قائلا إن ما يصل إلى ثلاثة آلاف قد يأتون من بغداد حيث بدأت الولايات المتحدة في إجراء مقابلات هذا العام. وأضاف فولي أن 12118 لاجئا عراقيا وصلوا هذا العام حتى الآن وأن ألفا آخرين حجزوا تذاكر للسفر إلى الولايات المتحدة بحلول نهاية الشهر الحالي مع انتهاء السنة المالية في الولايات المتحدة. ويمثل هذا الرقم قفزة كبيرة مقارنة مع عدد اللاجئين العراقيين الذين قبلتهم الولايات المتحدة في العام الماضي والذي بلغ 1600 وهو رقم أثار انتقادات واسعة النطاق من الجماعات المعنية باللاجئين التي قالت إنه يتعين على واشنطن بذل المزيد للمساعدة في حل أزمة تؤثر على ملايين العراقيين منذ الغزو الذي قادته للعراق في مارس عام 2003. لكن الرقم يظل أقل مما استوعبت بعض الدول الأخرى. فالسويد وهي دولة يبلغ عدد سكانها تسعة ملايين قبلت أكثر من 40 ألف عراقي منذ عام 2003. ويقدر المفوض السامي للاجئين بالأمم المتحدة أن مليوني عراقي يعيشون في الخارج معظمهم في الأردن وسوريا المجاورتين. وهناك أكثر من 2.5 مليون نازح داخل العراق. وقالت (هيومن رايتس فيرست) وهي إحدى الجماعات المدافعة عن اللاجئين أنها رحبت بالأنباء التي قالت إن واشنطن نفذت ما استهدفته من عدد العراقيين الذين تقبلهم على أراضيها في 2008 ولكن لابد من زيادة هذا الهدف «المتدني» المتعلق بتوطين 17 ألف لاجئ في السنة المالية 2009 إلى 30 ألفا على الأقل. وقالت اميليا تيمبليتون عضو تلك الجماعة التي تتخذ من نيويورك مقرا لها إن«عدد اللاجئين العراقيين الذين استقبلناهم على شواطئنا مازال يعد جزءا بسيطا من المحتاجين .» وأضافت أن وكالة الأمم المتحدة للاجئين قدرت أن 85 ألف لاجئ عراقي من أكثر الجماعات ضعفا يحتاجون إلى إعادة توطين العام المقبل. ودعا فولي الحكومة العراقية إلى بذل المزيد لمساعدة اللاجئين العراقيين في الخارج وأن تضع خططا للعراقيين العائدين من خلال تلبية احتياجاتهم للأمن والخدمات الاجتماعية وتعويضهم عن ممتلكاتهم. وقال إن العراق الغني بالنفط لم ينفق حتى الآن أكثر من 25 مليون دولار لمساعدة لاجئيه في الخارج. وأضاف أن العراق قدم حوالي 200 مليون دولار مبادرة لمساعدة اللاجئين العائدين. ويظل المبلغ الأخير «صغيرا» مقارنة مع عدد اللاجئين العراقيين وتحسن الوضع الأمني داخل العراق. واستطرد قائلا: «لا يمكن للمرء في هذه الظروف أن يستبعد إمكانية أن يقرر اللاجئون أنفسهم وبأعداد كبيرة أن الوقت حان للعودة.. لكن هل الحكومة العراقية مستعدة لذلك.. اعتقد أن ذلك هو ما يتعين أن نستعد له.» وقال فولي إن الولايات المتحدة أنفقت أكثر من 318 مليون دولار كمساعدات إنسانية للاجئين العراقيين هذا العام. وطلبت واشنطن دعما من مانحين آخرين «خاصة من المنطقة إلى جانب الحكومة العراقية ذاتها.» واستطرد قائلا إنه ممتن لأن سوريا وهي دولة علاقاتها متوترة مع الولايات المتحدة وافقت على فتح منشأة جديدة للتعامل مع اللاجئين والتي ستمكن واشنطن من التعامل مع أعداد أكبر من اللاجئين.