أمين عبدالله إبراهيمتعتبر البيئة البحرية والساحلية عنصراً حيوياً من عناصر الاتزان للنظام البيئي بشكل عام وذلك نظراً لما تشكله هذه البيئة من مواطن للتنوع البيولوجي ومصدراً رئيسياً للغذاء،حيث كانت الثروة السمكية قبل عدة عقود من الزمن تشكل المصدر الرئيسي لبروتين غالبية السكان في العالم وخصوصاً للفقراء منهم،إلا أن زيادة عدد السكان بهذه الوتيرة العالية والمتسارعة التي يشهدها العالم اليوم قد أسهمت في استنزاف الثروة السمكية،وذلك من خلال الإفراط في الصيد من أجل تلبية احتياجات الشعوب منها،ما أدى إلى انقراض العديد من أنواعها وتدمير مصائدها كما هو الحال بالنسبة للملوثات التي تعمل على تدمير المصائد السمكية كاستخدام البيئة البحرية كمكب للنفايات السامة الخطرة وكذلك عمليات التنقيب عن النفط والغاز والملوثات الصناعية والمنزلية التي تتدفق من اليابسة إلى البيئة الساحلية أو البحرية،كل ذلك ساهم في تدهور النظم الإيكولوجية البحرية مما أدى إلى زيادة أعداء وأنواع الكائنات البحرية التي أصبحت نادرة أو انقرضت،لذلك أصبح هذا التدهور المستمر في المصائد السمكية يعد من أكبر العوامل وأبرزها التي ساهمت في جعل العديد من أنواع الأسماك غذاءً خاصاً فقط للطبقة الغنية دون الفقيرة،ذلك لأن نقص الأسماك في ألأسواق أدى إلى وجود خلل واضح في العرض والطلب ما جعل أسعارها تصل إلى مستويات عالية جداً تفوق قدرة الطبقات الفقيرة على التكيف معها وتحملها أو حتى مجاراتها على الأقل.هذا ذلك من ناحية،ومن ناحية أخرى تعتبر زيادة عدد السكان في المناطق الساحلية بوتيرة متسارعة من المشكلات والتحديات الكبيرة التي تواجه جهود التنمية المستدامة في المناطق الساحلية لأهميتها في قطاع السياحة لما لهذا القطاع من أهمية حضارية واقتصادية كبيرة،إذ يعتبر أحد مكونات الناتج المحلي الإجمالي للعديد من اقتصاديات الدول،ولهذا فإن الحفاظ على البيئة الساحلية من التلوث الناتج عن تصريف مياه الصرف الصحي بشكل مباشر وكذلك الترسبات والمغذيات والمبيدات والقمامة والفضلات وغيرها من الملوثات الأخرى يتطلب بذل مزيد من الجهود للحد من الممارسات والسلوكيات الخاطئة والتي من شأنها أن تزيد من تلوث المياه الساحلية،كما تتطلب البيئة البحرية بذل مزيد من الجهود نحو تنمية واستدامة موارد هذه البيئة البحرية المتجددة وذلك من خلال العمل الجاد على وقف كل الممارسات غير المستدامة كالاصطياد الجائر والعشوائي والذي من شأنه تدمير التنوع البيولوجي في البيئة البحرية ومتابعة ذلك من خلال القيام بعمليات الرصد المستمر للنظم الايكولوجية البحرية والساحلية وحماية مصائد الأسماك من التلوث والتدهور بالحد من استخدام البيئة البحرية كمكب للنفايات النفطية والسامة وغيرها من أجل الإسهام في التخفيف من حدة التدهور للبيئة البحرية والساحلية لكي تنتفع بها الأجيال القادمة ويتحقق الرخاء والرفاه والتنمية الشاملة المستدامة للجميع.
الزيادة السكانية والثروة السمكية!
أخبار متعلقة