بغداد /14 أكتوبر(رويترز) :أعلنت مفوضية الانتخابات المستقلة العراقية أنها تسلمت يوم أمس السبت بشكل رسمي الرد النهائي للجنة التمييز التي تنظر في الطعون التي قدمها مرشحون ضد قرار استبعادهم من المشاركة في الانتخابات البرلمانية القادمة.وقالت اللجنة ان من بين ابرز الاسماء التي يشملها قانون الحظر صالح المطلك وظافر العاني.وكانت هيئة المساءلة والعدالة وهي مفوضية مستقلة تم تشكيلها لتحل محل لجنة اجتثاث البعث قد اصدرت قرارا اعلنت فيه حظر مشاركة اكثر من خمسمئة مرشح من الانتخابات البرلمانية المقبلة بحجة الانتماء او الترويج لحزب البعث المنحل.وأحدث القرار ردود فعل غاضبة عصفت بالعملية السياسية قبيل الانتخابات المقبلة التي يؤمل اجراؤها بداية الشهر المقبل. وعلى اثر القرار شكل مجلس النواب العراقي لجنة تمييزية من سبعة قضاة للنظر في الطعونات التي قدمها من يشملهم قرار الحظر. ومن بين اكثر من خمسمئة مرشح قدم اكثر من مائة وسبعين مرشحا طلبات تطعن على قرار الحظر.ومن أبرز الذين تم شمولهم بقرار الحظر السياسيان المطلك الذي يرأس الكتلة البرلمانية لجبهة الحوار الوطني والعاني الذي يرأس كتلة جبهة التوافق البرلمانية السنية وهما من السنة العرب.وقال اسامة العاني نائب رئيس مفوضية الانتخابات العراقية لرويترز ان مفوضية الانتخابات تسلمت الرد الرسمي للجنة التمييز وان “عدد طلبات الطعون التي تم رفضها من قبل اللجنة هي مئة وخمسة واربعون طلبا... وتم شمولهم باجراءات المساءلة والعدالة. بينما تم قبول طلبات الطعن لستة وعشرين مرشحا سيحق لاصحابها المشاركة بالانتخابات المقبلة.”واضاف “من بين ابرز الاسماء التي تم رفض طلباتهم وشمولهم بقرار الحظر هم صالح المطلك وظافر العاني.”كانت لجنة المساءلة والعدالة قد اتهمت المطلك والعاني بالترويج لافكار حزب البعث الذي حل بقرار من رئيس الادارة المدنية الامريكية في العراق بول بريمر الذي حكم العراق بعد الغزو الامريكي في العام 2003. وهي اتهامات يرفضها كل من المطلك والعاني.ويحظر الدستور العراقي مشاركة “البعث الصدامي” في العملية السياسية.ويخشى ان تؤدي عملية حظر سياسيين - امثال المطلك والعاني ومايقترن بها من تداعيات سياسية وتبادل اتهامات بين المؤيدين لقرار الحظر والمعارضين له - الى اعادة مشهد مقاطعة السنة العرب للانتخابات الماضية التي جرت في عام 2005 وهو امر قد يؤدي الى احياء الصراع الطائفي الدموي في العراق الذي تسبب بمقتل عشرات الآلاف من العراقيين قبل ان تخمد جذوته في السنتين الماضيتين.كان المطلك قد وصف عملية استبعاده وحظر مشاركته من الانتخابات المقبلة يوم الجمعة في مقابلة مع رويترز بانها “انتحار سياسي للعملية السياسية في العراق”. وقال المطلك امس في تجمع لمئات من انصاره للتنديد بقرار الحظر “هذه العملية السياسية اذا استمرت بهذا النهج سوف تفشل وتنتهي قريبا.”واضاف “لن تهمنا القرارات نحن سائرون في خدمة العراق سواء من داخل العملية السياسية او من خارجها.”واتهم العاني ايران بالتدخل في عملية الاستبعاد وقال لرويترز ان عملية الاستبعاد “ليست قرارا قضائيا بل هي قرار سياسي بتاثرات سياسية واضحة وبنكهة ايرانية اوضح.”واعلنت القائمة الانتخابية العراقية التي يتراسها رئيس الوزراء العراقي السابق اياد علاوي والتي تضم كلا من المطلك والعاني انها قررت تعليق حملتها الانتخابية بسبب قرار الحظر وبسبب مقتل إحدى مرشحاتها في مدينة الموصل الشمالية قبل ايام.