بعض من قتلى حركة «بوكو حرام» النيجيرية
نيجيريا / متابعات :تمرد المتطرفين الإسلاميين في شمال نيجيريا الذي انتهى مؤخرا مع إعدام زعيمه محمد يوسف، ليس حدثا غريبا في نيجيريا رغم أن أغلبية سكانها من المعتدلين، حيث يعود تاريخ حركات التمرد التي تقودها عناصر إسلامية إلى مطلع القرن التاسع عشر الميلادي، نقلا عن تقرير إخباري نشرته الوكالة الفرنسية أمس السبت.وقد تجمع هؤلاء المتطرفون في حركة أطلق عليها اسم “طالبان” الذي قد يوحي بوجود علاقة مباشرة لها مع حركتي طالبان في أفغانستان وباكستان. لكن العديد من المحللين النيجيريين والغربيين يرون أن هذه العلاقة غير محتملة، وفي ذات الوقت يقرون بوجود شبكات ونشاطات دعوية إسلامية في نيجيريا البلد المنتج للنفط والأكثر كثافة سكانية في إفريقيا (140 مليون ساكن نصفهم يدين بالإسلام).وتتكون حركة “طالبان” التي يعني اسمها بلغة الحوسة “بوكو حرام” أي “التربية الغربية حرام”، بالخصوص من طلاب تخلوا عن دراساتهم.ظهرت تلك الحركة بهذا الاسم سنة 2002 في مايدوغوري عاصمة ولاية بورنو لكن السلطات قالت إنها تأسست منذ 1995.وفي 2004 أقام “طالبان” نيجيريا الذين كان عددهم مائتين بمن فيهم النساء، قاعدتهم في قرية كاناما (يوبي). ويبدو أن محمد يوسف كان له آلاف الأنصار.وقد شنت المجموعة التي تشكلت أساسا من الطلاب الذين تركوا مدارسهم، هجمات في السابق على مراكز الشرطة.ويهدف عناصر طالبان في نيجيريا التي تعتبر اكبر دولة افريقية من حيث عدد السكان، إذ يبلغ عدد سكانها 140 مليون نسمة. وتقطنها في الشمال غالبية مسلمة فيما غالبية سكانها في الجنوب من المسيحيين إلى تأسيس دولة “إسلامية طاهرة” شمال البلاد.ووقعت اعنف المواجهات الدامية خلال الأيام الأخيرة في مايدوغوري عاصمة بورنو معقل “طالبان”.واحتضنت بورنو لفترة طويلة مركز التعليم الإسلامي في نيجيريا. وكانت بورنو مهد امبراطورية كانم بورنو التي تأسست على ضفاف بحيرة تشاد سنة 850 ميلادية، في الموقع الذي شهد دخول الإسلام إلى نيجيريا.وفي 1086 اعتنق حاكم كانم بورنو في تلك الحقبة ماي ابن عبد الجليل الإسلام وأقام مركزا للدراسات إسلامية.وكانت اكبر ولايات شمال البلاد مثل كانو وزاريا تدين بالإحيائية حتى القرن الرابع عشر عندما انتشر الإسلام مع دعاة فولاني.وفي 1804 قاد طالب إسلامي من فولاني يدعى عثمان دان فوديو حركة تمرد أدت سنة 1808 إلى إقامة خلافة إسلامية عاصمتها سوكوتو في شمال شرق البلاد. وقد سيطرت هذه الخلافة على اكبر جزء من شمال البلاد حتى تمت الإطاحة بآخر خليفة قتله البريطانيون سنة 1903.وخلال حكمهم في شمال نيجيريا أبقى البريطانيون على العديد من قوانين الشريعة في قانون العقوبات المحلي.وخلال انتخابات 1999 فاز رجل سياسي في الشمال يدعى احمد ساني بحملة ركز فيها على ضرورة تطبيق الشريعة الإسلامية في النظام القضائي.ومنذ 1960 شهدت نيجيريا عدة انتفاضات إسلامية سحقها الجيش النيجيري.