غضون
- المصححون اللغويون في الصحف مكلفون بمطابقة النص الأصلي للكاتب أو المحرر مع النص بعد طباعته على آلة الطباعة ومهتمون بالجار والمجرور والمنصوب والمرفوع وهمزة القطع وهمزة الوصل وغير ذلك من أمور اللغة والنحو والصرف، ومع ذلك تعتبر الصحف اليمنية أكبر لوحة لأكثر الأخطاء اللغوية و النحوية .. ولكن هذا يحتمل لأنه يعنى بالجمال ، أما الذي لا يحتمل فهو أخطاء الكتاب والمحررين التي تحمل إلى الجمهور أو القراء معلومات خاطئة .. وهي أكثر من أخطاء وأغلاط اللغويين وأهل اللغة. أرسلت إحدى الصحف محرراً نبيهاً إلى الحبيلين بردفان يغطي خبر تشييع شهداء المنصة، فكتب يصف موكب المشيعين ويقول إنه وقف على تلة يشاهد طابوراً من الناس والسيارات أوله في الحبيلين وآخره في كرش بالقبيطة ! ولو كان المحرر أحد بصراً من صاحبة اليمامة لما صدق في ذلك لأن الحبيلين في ردفان وكرش في القبيطة وبينهما طريق يقارب طوله مئتي كيلومتر يمر بين وهاد وجبال فالمحرر هنا خدع القراء أو كذب عليهم وغشهم.- نشرت صحيفة تقريراً يقول : “انتقد سياسيون مشروع التعديلات الدستورية التي ينوي المؤتمر الشعبي إجراءها على الدستور اليمني الذي شهد خمسة تعديلات منذ قيام الوحدة عام 1995م”. ومعلوم هنا أن التعديلات لا علاقة لها بنوايا المؤتمر وليس صحيحاً أن الدستور قد عدل خمس مرات, كما أن الوحدة أعلنت عام 1990م وليس عام 1995م.- ومن هذا القبيل تقرأ في صحيفة حكومية استطلاعاً نشر قبل يومين يقول رأسه : “بمناسبة احتفالات شعبنا بالعيد السابع عشر لانتخاب فخامة الرئيس رئيساً للجمهورية ...”. ويوم 21 أغسطس صدرت صحيفة وفيها خبر يقول : “العملية الانتحارية التي قام بتنفيذها تنظيم القاعدة بتاريخ 25 أغسطس 2008 “أي قام بها بعد أربعة أيام من نشر الخبر . وأمس نشر كاتب كبير وأستاذ قانون معروف يقول إن القانون يقرر أن أمر النيابة بإلقاء القبض على متهم يصبح باطلاً إذا لم ينفذ خلال ثلاثة أشهر .. ثم استدل بواقعة القبض على المتهمين في 31 مارس بناء على أمر صدر في 31يناير وقال : لقد مضى على الأمر أربعة أشهر.. فلم يحسن حساب المدة الممتدة من 31يناير إلى 31 مارس وهي قطعاً ليست أربعة أشهر ولا حتى ثلاثة ولا شهرين ونصف .. مع ذلك فعلها الدكتور وخدع القراء.- هذه أمثلة قليلة لشيء كثير يحدث .. ويقول بعضهم: هذا عادي .. بينما الأمر يتعلق بأخطاء جوهرية .. أنت تزود القارئ بمعلومات خاطئة عن أسماء أماكن وأشخاص وعن وقائع ونصوص قانونية.. وأنت تزود القارئ بهذه المعلومات تهدف إلى التأثير فيه ودفعه إلى دعم وجهة نظر وإصدار أحكام وتبني مواقف . فكيف سيكون رأيه وحكمه وموقفه عندما يستند إلى وقائع ومعلومات وحيثيات خاطئة ؟..