نيروبي / 14 أكتوبر / رويترز:قال وزير الخارجية الصومالي محمد عبد الله عمر يوم أمس الثلاثاء إن الحكومة الصومالية الجديدة تعطي الأولوية لتحقيق الاستقرار في مقديشو ومساعدة المشردين والبناء على هدوء في أعمال العنف بين الفصائل المحلية في البلاد الواقعة بمنطقة القرن الأفريقي.وفي أول مقابلة له منذ تعيينه أبلغ عمر رويترز أن الهجوم الذي شنه متمردون إسلاميون في مطلع الأسبوع وأسفر عن مقتل 11 من قوات حفظ السلام الإفريقية يجب ألا يشتت أنظار العالم عن التقدم المشجع الذي تحقق بالنسبة للصومال.وتابع في حديث هاتفي من جيبوتي المجاورة «النقطة الوحيدة المتبقية التي يتحجج بها المتشددون هي قضية قوات الاتحاد الأفريقي. هذه الأحداث مأسوية ولكنها لم تعد العوامل المحددة الآن في الصومال.»وتابع «خلال الأيام العشرة الماضية اختفت قضية الصراع الصومالي الصومالي. هذا تحول كبير» مشيرا إلى أن وسائل الإعلام لا تجاري العملية الجارية في الصومال.وعمر (55 عاما) رجل أعمال من منطقة أرض الصومال بشمال غرب البلاد وتلقى تعليمه وأقام في بريطانيا. واختير للانضمام لحكومة الوحدة الجديدة بقيادة الرئيس الصومالي شيخ شريف أحمد يوم الجمعة خلال عملية مصالحة توسطت فيها الأمم المتحدة في جيبوتي.واختار أحمد وهو إسلامي معتدل كان يرأس من قبل حركة المحاكم الإسلامية شخصيات تقيم في الشتات من عائلات صومالية بارزة مثل عمر في محاولة لتوسيع كل من شعبية الحكومة وشرعيتها الدولية.وقال عمر وهو أب لثلاثة أبناء «أنا سعيد للغاية بهذه الفرصة.. إنها لحظة تاريخية إذا نجحنا في انتهازها.»وأشار إلى أن أهم أولويات الحكومة سيكون تحقيق الاستقرار في مقديشو التي تحملت عبء قتال شنه المتمردون الإسلاميون لمدة عامين ثم تحقيق الاستقرار في البلاد بأكملها.وتسعى الحكومة لدمج ميليشيات الجماعات الإسلامية المعتدلة المعارضة السابقة والإدارة السابقة في قوة أمنية وطنية.وقال عمر انه يأمل أن تتمركز الحكومة من جديد في مقديشو قريبا.وتابع «بنهاية الشهر الحالي أو بداية الشهر المقبل أتوقع أن تتمركز الحكومة هناك. ربما بنهاية مارس سيكون البرلمان أيضا هناك.»والعديد من السياسيين يتمركزون في جيبوتي في الوقت الحالي بعد أن سيطرت حركة الشباب الإسلامية المتشددة على بيدوة مقر البرلمان في يناير كانون الثاني في أعقاب انسحاب القوات الإثيوبية التي كانت تساند الحكومة الصومالية السابقة.وقال عمر إن ثاني عنصر ستعطيه الحكومة الأولوية سيكون مساعدة مئات الآلاف من النازحين داخل البلاد على العودة بعد أن فروا من جراء القتال في مقديشو.واستطرد «ما يريده الصوماليون ليس أمرا معقدا. إنهم يريدون الحياة بشكل طبيعي .. اصطحاب أطفالهم إلى المدارس .. التسوق والنوم في سلام ليلا.«ولكن عودة الحياة الطبيعية الآن ينظر إليها على أنها معجزة.»وأسفر القتال الذي اندلع منذ بداية عام 2007 عن مقتل 16 ألف مدني على الأقل كما أدى إلى نزوح أكثر من مليون عن ديارهم.ويحتاج أكثر من ثلاثة ملايين صومالي إلى مساعدات إنسانية عاجلة.ويزور عمر بشكل منتظم أرض الصومال التي أعلنت عن استقلالها ولكنه لم يزر مقديشو منذ أن ترك وظيفة هناك عام 1985 .وقال عمر الذي يحمل الجنسيتين البريطانية والصومالية «سأذهب إلى مقديشو. ليس هناك تردد أو شك.»وبمجرد عودتها يأمل عمر أن تشجع الحكومة الجماعات المتشددة مثل حركة الشباب على الحوار.وتوعد زعماء بعض المتمردين بمواصلة الجهاد ونظموا مظاهرات مناهضة للحكومة في بعض البلدات التي يسيطرون عليها ولكن الهجمات في الأيام الأخيرة ركزت على قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي.وقال عمر «هناك دعوة مفتوحة للمتشددين للانضمام إلى الركب... يمكن إدراج أي قضية في جدول الأعمال. ولكن الصوماليين لن يقبلوا أن تتحول المطالب إلى أعمال عنف. 99.9 في المائة من السكان يريدون انتهاء الحرب.»
أخبار متعلقة