أثمار هاشم يتميز فصل الصيف غالباً بتنوع وتعدد المحاصيل الزراعية من الخضار والفواكه التي قلما نجدها في باقي فصول السنة ولكن في السنوات الأخيرة ارتفت أصوات التذمر من قبل كثير من الناس بسبب تغير مذاق أنواع كثيرة من الخضار والفواكه الأمر الذي يؤكد أن هناك اسباباً لهذا التغير الحاصل لعل من أبرزها الاستخدام المبالغ فيه للمبيدات الزراعية والتي هي في الأساس مواد كيميائية كانت تستخدم في البدء للقضاء على الحشرات والطفيليات وغيرها من الآفات التي تفتك بالمزروعات والتي مثلت في وقت ما حلاً لمشاكل كثيرة كان يعاني منها المزارعون .ولكن في مقابل النجاح الذي حققته تلك المبيدات واسهامها في القضاء على الآفات الزراعية وزيادة غلة المحاصيل فإن الجشع قد توغل في نفوس الكثيرين من الذين يقومون بإنتاج تلك المبيدات وكذا المزارعين فأصبح استخدام تلك المبيدات يتم بشكل مفرط ولاعقلاني مما نجم عن ذلك اختلالات بيئية كثيرة فقد تضررت التربة نتيجة رشها بتلك المبيدات التي تحتوي في تركيبها على مواد غاية في الخطورة كذلك حدث تلوث للمياه المستخدمة في ري المحاصيل الزراعية والتي تنتقل من مكان إلى آخر حاملة معها تلك الكميات الكبيرة من السموم إلى اماكن اخرى .ومع هذا فإن التلوث لم يقتصر عند هذا الحد فقد حدث أن تشبعت أنسجة المحاصيل الزراعية للخضار والفواكه بهذه المبيدات الامر الذي سبب معه تغيراً كبيراً في مذاق تلك المحاصيل الزراعية .وقد اثبتت الدراسات والبحوث العلمية التي اجريت في دول كثيرة من العالم أن لهذه المبيدات تأثيرات كبيرة على صحة الإنسان مسببة له العديد من الأمراض من أبرزها السرطان الذي أصبح بمثابة شبح يهدد حياة أناس كثيرين نتيجة انتشاره الواسع كما بينت الدراسات كذلك أن الأطفال أكثر عرضة للإصابة بمرض السرطان من الكبار وذلك نتيجة لعدم اكتمال نموهم وحساسية أجهزتهم حيث أن المواد المسرطنة الموجودة في بعض أنواع المبيدات تعمل على تدمير الحمض النووي للخلايا وبالتالي تهيئ لبدء النمو السرطاني واحتمال الإصابة به الأمر الذي يعني أن تلك الأمراض السرطانية قد تكون في حالة كمون داخل أجسام الأطفال دون أن ندري بينما يظهر المرض في سنوات متأخرة من عمر الإنسان .لذا فإن الحل لايكون باستصدار القوانين وإنما بتطبيقها وفرض الرقابة على المعابر الحدودية التي تعد منفذاً لدخول تلك المبيدات غير المرخصة.. فمتى يدرك تجار تلك المبيدات وأصحاب المزارع أن أرواح الناس ليست للمتاجرة؟!
|
ابوواب
غذاؤنا .. والأمراض
أخبار متعلقة