أن ازدياد عدد الرجال الذين يعانون من البطالة دفع بالكثير من المفكرين والاقتصاديين إلى مطالبة المرأة بالعودة إلى البيت حتى تتوفر الوظائف للرجال- فالزوج الذي يجد زوجته تخرج إلى العمل صباحاًَ وهو قابع في البيت يشعر بالإحباط والتعاسة وقد يدفعه هذا إلى أنواع من المشاكل النفسية أو الاندفاع إلى ارتكاب الجرائم فالمرأة العاملة أذن لا تتعرض للشعور بالذنب تجاه أولادها فقط ولكن حيال زوجها أولاً.المرأة أذن في موقع الدفاع عن نفسها سواء بقيت في البيت أو خرجت منه.. فإذا بقيت في البيت من دون عمل اعتبرت عبئاً على اقتصاد الأسرة وإذا خرجت اعتبرت عبئاً على سوق العمل وإذا أنجبت قالوا إنها لا تهتم بأطفالها وإذا لم تنجب اعتبرت سبباً في تراجع عدد السكان وإذا وقعت جريمة أياً كان نوعها يقولون إن وراءها امرأة تسيء عجيب أن تكون المرأة هي المتهمة دائماً لكن هذا يثبت أن دور المرأة في الحياة دور عظيم فهي تستطيع أن تؤثر في المجتمع سلباً أو إيجابا تأثيراً عميقاً ولعلنا لا ننسى أن المجتمعات الإنسانية الأولى كانت مجتمعات أمومية أي كانت تقوم فيها المرأة بالدور الذي ما زال يقوم به الرجل الآن فقد كانت القائدة والعاملة والمقاتلة وكانت مهمة الرجل هي تربية الأولاد لا أكثر ولا أقل حيث لم يكن للرجل أي دور في الإنجاب كما تصوروا في تلك المجتمعات وأن دور القوة العضلية التي كانت تميز الرجل عن المرأة قد انتهت أو لم تعد مهمة مع تزايد الاعتماد على التكنولوجيا ومع وجود شبكة الاتصالات الواسعة وحتى في المجال الذي كانت عضلات الرجل تجعله متميزاً مثل الرياضة أصبحت المرأة تزاحمه في كل أنواع الرياضات وتتفوق عليه في بعضها أن المجتمع البشري أصبح يشهد الآن تطوراً ملحوظاً يتضح في قسمات جديدة أخذت فيها المرأة تنتزع المزيد من الحقوق بحيث يمكن أن يقال أن المرأة أعادت اكتشاف نفسها وأدركت أن في أمكانها تغيير الثوابت التي ظلت لآلاف السنين تحكم العلاقة بين الرجل والمرأة وبين المرأة ودورها في المجتمع.والموقف الآن أن المرأة قد خرجت إلى العمل من الصعب أعادتها بعد أن ذاقت طعم الحرية والاستقلال في العمل وستمكنها التقنيات الحديثة من ذلك، وبقي أن تدرك المرأة أن دورها الطبيعي في الإنجاب وفي التربية والرعاية وهو دورها الأساسي الذي خلقها الله من أجله وحتى لا يصبح متهمة طول الوقت، إذا ما قصرت في ذلك.داليا عدنان الصادق
|
الناس
المرأة المتهمة دائماً!
أخبار متعلقة