بقعة البترول لامست مساء الخميس السواحل قرب مصب نهر مسيسيبي
ولاية لويزيانا/ متابعات: بدأت بقعة النفط المتسربة من منصة نفط غرقت في عرض خليج المكسيك قبل أيام تصل مساء الخميس إلى سواحل ولاية لويزيانا جنوبي الولايات المتحدة الأميركية التي أعلنت حالة الطوارئ. وفي الأثناء تكثفت الجهود لتطويق اتساع البقعة وسط مخاوف من تأثيراتها «الكارثية» على البيئة. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس مقاطعة بالكمين باريش في لويزيانا بيلي نونغيسير قوله إن «بقعة لماعة من البترول لامست الأراضي الساحلية قرب مصب نهر مسيسيبي مدفوعة برياح قوية من الجنوب الشرقي». ويعد وصول أولى دفعات البقعة السوداء للساحل بداية لما يمكن أن يتحول -حسب حماة البيئة- إلى أسوأ كارثة بيئية تضرب الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة. وبينما أعلنت وزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو أن الأزمة «كارثة وطنية» تقتضي تجنيد وسائل من كل البلاد، ووعد الرئيس الأميركي باراك أوباما بتعبئة «كافة الموارد» لمواجهتها بما في ذلك الجيش. وأكدت نابوليتانو أن شركة بريتش بتروليوم (بي بي) البريطانية، التي تستغل منصة ديبووتر هورايزون التي انفجرت وغرقت قبل أسبوع، تتحمل «مسؤولية» التسرب، مطالبة «برد فعل أقوى».من جهته قال أوباما إنه «إذا كانت (بي بي) في نهاية الأمر مسؤولة عن سداد فاتورة عمليات التدخل والتطهير، فإن حكومتي لن تتوانى في تسخير كافة الموارد المتوفرة بما فيها الجيش». وأكد أنه على اتصال مع حكام الولايات المطلة على خليج المكسيك للتشاور معهم.وكان حاكم لويزيانا بوبي غيندال الذي أعلن حالة الطوارئ بالولاية، طلب أمس الأول الخميس من وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الحصول على تمويل خاص لنشر أكثر من ستة آلاف من قوات الحرس الوطني لمواجهة البقعة النفطية.وقال السكرتير الصحفي للبنتاغون جيف موريل «إننا الآن نقوم بعملية تقييم للقدرات التي قد يمكننا تسخيرها والتي قد تكون مفيدة، لكننا لم نصل إلى نتائج بعد بشأن ما ستكون عليه هذه القدرات وما إذا كانت ستفيد بالقدر الكافي هناك» أم لا. في هذه الأثناء قال مسؤول كبير في إدارة أوباما إن الأمر قد يستغرق تسعين يوما لتركيب صمام لوقف التسرب النفطي المقدر بنحو خمسة آلاف برميل يوميا. وردت الإدارة الأميركية على الانتقادات الموجهة إليها وتتهمها بالتباطؤ في التعامل مع هذه الكارثة البيئية بالقول إنها «مستعدة للأسوأ». وكانت فرق تدخل أضرمت الأربعاء الماضي النيران في جزء من البقعة كما نشرت حواجز عائمة على مسافة عشرين ميلا بحريا في محاولة لاحتواء توسع البقعة، لكن غيندال قال إن ذلك غير كاف لأن الأمر يقتضي فعل المزيد. من جانبها أعلنت (بي بي) أمي الأول الخميس أنها ستجرب تقنية جديدة تتمثل في «حقن» مواد خاصة بواسطة أنابيب تصل حتى مصادر التسرب لتقليص كمية البترول الصاعدة إلى السطح.وتؤكد المعلومات المخاوف من أن انفجار المنصة -التي كانت تحوي 2.6 مليون لتر من البترول الخام- وغرقها في الـ22 من الشهر الماضي يمكن أن يسفر عن كارثة بيئية للخط الساحلي على امتداد خليج المكسيك. وتمثل السباخ الساحلية في لويزيانا ملاذا للحياة البرية وخاصة للطيور البحرية. وتخشى الولايات الأخرى المحاذية وخاصة فلوريدا وألاباما ومسيسيبي أن تصل البقعة بداية من نهاية الأسبوع إلى شواطئها وتلوث أحواض تربية الأسماك، القطاع الإستراتيجي لاقتصادها المحلي.