إيران تطلب من دول عدم الانحياز التصدي “لانحياز” الأمم المتحدة
الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد
طهران / 14 أكتوبر / رويترز:دعا الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الدول النامية أمس الثلاثاء للاتحاد ضد ما وصفه بتحيز مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والأجهزة الدولية الأخرى التي تخدم فقط مصالح القوى الكبرى. وتسعى إيران لكسب التأييد الدولي في المواجهة التي تخوضها بسبب برنامجها النووي مع العواصم الغربية التي يقول أحمدي نجاد أنها تتلاعب بمجلس الأمن والأجهزة الأخرى حتى تعمل ضد الجمهورية الإسلامية. واتهم أحمدي نجاد القوى العالمية بمحاولة حرمان الآخرين من الطاقة النووية السلمية في الوقت الذي تخزن فيه تلك القوى الأسلحة النووية في ترساناتها. وقال أحمدي نجاد في اجتماع وزاري لحركة عدم الانحياز في طهران “القوى الكبرى في مسار هابط. نفوذها يقل يوما بعد يوم. أنها تقترب من نهاية حقبتها.” وتشكلت حركة عدم الانحياز التي تضم الآن 118 عضواً، بالإضافة إلى المراقبين عام 1961 لتجمع عدداً كبيراً من الدول المستقلة حديثاً، التي كانت ترفض الانخراط في الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي السابق. وتحاول الحركة جاهدة الآن أن تواكب تغيرات العصر بعد سقوط الاتحاد السوفيتي. وقال أحمدي نجاد في كلمته “أي إجراء لتغيير أحوال العالم وتحقيق المصالح المشتركة للدول الأعضاء لن يكون ممكناً إلا من خلال جهود فعالة وتعاون جماعي بين الدول الأعضاء.” ودعا أحمدي نجاد إلى تشكيل “مجلس تحكيم” للتوسط في النزاعات وتأسيس صندوق لتمويل التنمية في دول الحركة. وقال إن مجلس الأمن لن يصدر أبدا قرارا ضد الولايات المتحدة خصم إيران اللدود مادامت واشنطن والدول الأربعة الكبرى الأخرى تشغل مقاعد دائمة في مجلس الأمن. وتتمتع الدول الخمس دائمة العضوية وهي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين بحق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن. وقال برنارد ميمبي وزير خارجية تنزانيا لرويترز على هامش الاجتماع “نصلي من أجل أن تجلس إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومع القوى الكبرى ليحلوا هذه المسألة وديا.” وقال دبلوماسيون في مجموعة العمل التي تقوم بإعداد بيان بشأن البرنامج النووي الإيراني إن إيران اقترحت أن تصف حركة عدم الانحياز عقوبات الأمم المتحدة المفروضة على طهران بأنها سياسية وأن تدعو إلى سرعة رفعها. وأضافوا أن تلك النقطة أسقطت. وقال دبلوماسي آسيوي “انه مخفف جداً”. وأضاف “الأعضاء لا يتحدثون بصوت واحد بشأن هذه المسألة.” وذكر دبلوماسيون أن الدول المعارضة للمسودة الإيرانية الأصلية تشمل المنافس الإقليمي السعودية ومصر التي لا ترتبط مع طهران بعلاقات كاملة. وعارضت المسودة أيضاً الإمارات العربية المتحدة التي تختلف مع إيران بشأن نزاع حدودي كما عارضتها بعض الدول غير العربية. وعرضت القوى الست الكبرى وهي الولايات المتحدة وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وروسيا والصين حوافز نووية وتجارية وحوافز أخرى على إيران إذا علقت تخصيب اليورانيوم وهي عملية تستخدم لأغراض سلمية وعسكرية. ورفضت إيران ذلك. كما لم تبد استعداداً لتجميد توسيع نشاطها النووي مقابل تجميد أي خطوات لفرض مزيد من العقوبات من مجلس الأمن على طهران وهو اقتراح يهدف للسماح بمحادثات تمهيدية قبل بدء المفاوضات الرسمية. وأعطت القوى الكبرى يوم 19 يوليو تموز إيران مهلة أسبوعين للرد على المقترحات لكن روسيا والصين أعربتا عن رفضهما لوضع مهل مفتعلة وأيضاً لأي مماطلة من جانب إيران. وقالت وزيرة خارجية جنوب أفريقيا نكوسازانا دلاميني زوما أن “المهل المفتعلة” لن تساعد في “الفترات الحرجة”. وأضافت “بالطبع من حق إيران أن تستخدم الطاقة النووية لكن في الوقت نفسه عليها التزامات مثلنا جميعا لضمان معرفة الوكالة الدولية للطاقة الذرية بما يجري.”