في ختام الحملة التوعوية بمحافظة حجة حول مخاطر الإيدز
جانب من الحضور في الحفل الرسمي في ختام الحملة التوعوية حول الايدز بحجة
متابعة / أمين عبدالله إبراهيم :أكد الأخ / فريد احمد مجور .. محافظ محافظة حجة رئيس المجلس المحلي رئيس لجنة تنسيق الأنشطة السكانية بالمحافظة أن مشكلة الإيدز من أكثر المشاكل الصحية والاجتماعية التي باتت تؤثر في مجتمعنا تأثيراً سلبياً وأن الإصابة بفيروس الإيدز - في الحالة الاجتماعية - له تأثيراته السلبية الكبيرة على الشخص المصاب وعلى أسرته ومجتمعه الذي يعيش فيه ، الأمر الذي يحتم على الجميع التعامل مع المتعايشين مع هذا المرض تعاملاً إنسانياً سليماً سواء في محيط الأسرة والمجتمع ككل أو في المرافق الصحية حتى لا يشعروا بأنهم غرباء عن هذا المجتمع باعتبار أن التعامل السليم مع هؤلاء الأشخاص له مردوداته وانعكاساته الإيجابية على صحتهم وإمكانية العيش لفترة أطول وكذا تأثيره الإيجابي في حماية أفراد أسرته ومجتمعه من خطر انتقال هذا المرض الخطير ، في الوقت الذي نجد أن التعامل غير الجيد أو غير السليم مع الشخص المصاب بالإيدز والتصاقه بالعيب أو الوصمة المجتمعية له انعكاساته السلبية الواضحة على صحة هذا الشخص وإمكانية تعايشه ومقاومته للفيروس ورعايته ، كما قد يؤدي ذلك إلى تحويله إلى شخص عدواني منتقم من كافة أفراد المجتمع وبالتالي إلحاق أضرار كبيرة على مستوى الفرد والأسرة والمجتمع الأمر الذي يترتب عليه تفاقم الأعباء الاجتماعية والاقتصادية لدى الجميع. وقال في حفل اختتام فعاليات الحملة الإعلامية التوعوية حول مخاطر مرض الإيدز التي نفذتها - على مدى ستة أيام - الأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان ( وحدة مشروع مكافحة الايدز) بالتعاون والتنسيق مع مكتب الصحة والسكان بالمحافظة خلال الفترة من 24 - 29/ 6 / 2010م وبدعم من صندوق الأمم المتحدة للسكان والصندوق العالمي لمكافحة الايدز والسل والملاريا وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ، إن السلطة المحلية بالمحافظة تولي قضية الايدز اهتماماً خاصاً من خلال تقديم الرعاية الصحية والتثقيفية والتوعوية حول هذا المرض ، ودعم مستشفيات المحافظة بالتجهيزات والتقنيات الطبية اللازمة للفحص والتشخيص لقطع الطريق أمام احد أهم أسباب انتشار المرض والمتمثل بنقل الدم غير الآمن والملوث بالفيروس. ولفت إلى ما تحظى به لجنة تنسيق الأنشطة السكانية بالمحافظة من اهتمام ورعاية كبيرة من قبل السلطة المحلية وقيادة المحافظة حيث تم اعتماد ميزانية تنفيذية لهذه اللجنة ابتداءً من هذا العام 2010م من اجل تنسيق الجهود وتنفيذ الأنشطة والفعاليات التثقيفية والتوعوية بالقضايا السكانية الخاصة بالمحافظة ومنها نشر وتعزيز أهمية التعامل السليم والإنساني مع مشكلة المتعايشين مع مرض فيروس الايدز. وقال إن نعمة الإسلام التي من الله بها علينا والمحافظة على التعاليم الإسلامية قد جعلت مجتمعنا اليمني يتمتع بالصفات والأخلاقيات والسلوكيات الحميدة ومنها الحفاظ على العلاقة الزوجية في إطارها الشرعي الأمر الذي ساعد كثيراً على حماية بلادنا من انتشار مرض الايدز بشكل كبير إلا أن ذلك لا يجعلها في مأمن من هذا المرض الخبيث كون العلاقات الجنسية خارج إطار الزواج موجودة وان كانت بنسبة ضئيلة ومحدودة وهو الأمر الذي يؤدي إلى ظهور بعض الحالات المصابة سنوياً، كما إن وجود طرق أخرى لانتشار الفيروس من شخص لآخر يجعل الخطر مستمراً لهذا يجب أن تكون اليقظة والحيطة حاضرة كما يجب تكثيف الجهود وبرامج التوعية لمواجهة عملية انتشار المرض ومعالجة الآثار الصحية والاجتماعية المترتبة على هذا المرض الخطير. من جهته أوضح الأخ الدكتور احمد علي بورجي - الأمين العام للمجلس الوطني للسكان أن مرض الايدز أصبح مشكلة إنسانية حقيقية موجودة حيثما حل الإنسان ومشكلة عالمية قبل أن تكون محلية خالصة كونها تعبر جميع الحدود دون استئذان كما أنها لا تعترف بأي حواجز أو موانع أو نقاط تفتيشية رسمية محلية كانت أم إقليمية ودولية.
من انشطة الحملة التوعوية حول الايدز المنفذة بمحافظة حجة
وقال : إن تراجع وانحسار مشكلة انتشار فيروس الايدز في أي مجتمع مرهون بمدى تمتع هذه المجتمعات بدرجة جيدة من الوعي والثقافة الجنسية والإنجابية السليمة وخاصة حول طرق انتقال الايدز وكيفية الوقاية منه ومكافحته وتجنبه وكذا كيفية التعامل الجيد والايجابي مع الأشخاص المتعايشين مع هذا المرض الذي يستهدف بالدرجة الأولى الشباب ذكوراً واناثاً. وأضاف : كثير من المجتمعات الإسلامية استطاعت أن تتغلب على المشاكل الاجتماعية وخاصة مشكلة زواج الصغيرات والقاصرات ومشكلة انتشار الايدز في أوساط أفراد المجتمع بالوعي والمعرفة والعفة وإتباع تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف الذي يأمر بأن لا نضيع من نعول ، وضياع من نعول ليس مرتبطاً فقط بتوفير لقمة العيش بل بالاهتمام بتربية الأبناء وتعليمهم تعليماً نوعياً جيداً ومفيداً ومراقبة تصرفاتهم وسلوكياتهم ومع من يلعبون وأين يلعبون ويذهبون ، وكذا الاهتمام بالفقراء والمهمشين غير القادرين على توفير لقمة العيش لأننا إذا لم نقم بهذا العمل فان البديل الآخر سيكون تهريب أطفالنا عبر الحدود وتشريدهم واتجاه بناتنا وأبنائنا لارتكاب الفاحشة. من جانبه أوضح الأخ الدكتور عادل إبراهيم المؤيد مدير عام مكتب الصحة والسكان بحجة بأن مشكلة الإصابة بالايدز أصبحت تمثل مشكلة صحية واجتماعية تتزايد يوماً بعد يوم الأمر الذي يتطلب من الجميع الوقوف حيالها والتعامل معها بشكل جاد ومسؤل للتخفيف والحد من تفاقمها ومعالجة الآثار السلبية الناتجة عنها في الجانبين الصحي والاجتماعي سواء للمصاب أو لعامة المجتمع. وأشار الدكتور المؤيد إلى أن ارتباط مصاب الايدز بالوصمة الاجتماعية يجعل المسئولية أكثر صعوبة مما يحتم على الجميع مضاعفة الجهود أكثر في هذا الأمر حماية لأفراد المجتمع كافة بمن فيهم المصابون بالفيروس من الآثار السلبية الكبيرة حتى لا يتحول هؤلاء المصابون إلى أداة انتقام من المحيطين في المجتمع كافة جراء تصرفاتهم وسلوكهم اللامسؤول هنا وهناك. وقال : إن الطرق المختلفة لانتشار الفيروس تجعل من مكافحته ومحاربته امراً ليس بالسهل ولكنه ليس مستحيلاً ابداً وذلك لان طرق انتشاره واضحة ومعروفة وكذا طرق الوقاية منه لذا فالمسؤولية تقع على الفرد اولاً والمجتمع والمؤسسات الصحية والجهات المعنية ثانياً للوقاية من الإصابة بالمرض عن طريق توجيه المجتمع بالتمسك والالتزام بالعفة وصون العلاقة الزوجية في النطاق الشرعي وعبر توسيع الخدمات الصحية ذات الجودة العالية التي توفر سلامة ومأمونية نقل الدم والتدخل الجراحي الآمن وتعزيز وتحسين الأوضاع التشخيصية المبكرة في المرافق الصحية. وأكد أن محافظة حجة كغيرها من محافظات الجمهورية قد شهدت انتشاراً لمرض الايدز ، حيث بلغ عدد الحالات المسجلة في هذه المحافظة منذ اكتشاف أول حالة في عام 1996م 105 حالات منها 11 حالة فقط تم اكتشافها عام 2009م وهو الأمر الذي يدق ناقوس الخطر بضرورة التعامل مع هذه القضية بمسؤولية كبيرة للحد من تفشيها وفي الوقت نفسه مراعاة الجانب الإنساني فيها حيال المصابين كونهم جزءاً من نسيج هذا المجتمع وليسوا اعداءً له وبالتالي يتوجب على الجميع الحرص على أن لا ندفع بهم صوب ذلك متمنيناً أن يصبح شعار هذه الحملة ( حارب الايدز ولا تحارب المصابين به) تجسيداً واقعياً في حياتنا العملية واليومية. وتحدث الأخ . الدكتور عبدالله عبدالكريم العرشي المدير التنفيذي لوحدة مشروع مكافحة الايدز بالأمانة العامة للمجلس الوطني للسكان قائلاً : هناك أمراض عدة قد تصيب المجتمعات وتشكل خطراً على سكانها باعتبارها سريعة الانتقال منها ما ينتقل عبر الهواء وقد اوجد لها العلماء الدواء الشافي بخلاف مرض الايدز الذي لم يوجد له دواء حتى الآن ومع ذلك فإننا نقلل من خطورة الايدز ونتعامل معه كأي مرض آخر من خلال التعرف على طرق انتقال الفيروس ومن ثم العمل على تجنبها ولا يكون التعرف ناجحاً إلا من خلال تكثيف عملية التوعية بشتى وسائلها مع الإيمان بأن الايدز أصبح مرضاً واقعاً بيننا وحقيقة لا يمكن تكذيبها أو تجاهلها والسكوت عنها. وأضاف : لذا نحن في مشروع وحدة مكافحة الايدز بالأمانة العامة للمجلس تتركز أنشطتنا المختلفة في هذا الاتجاه باعتبارنا جهة مختصة بعملية التوعية بخطورة هذا المرض الذي يصيب المجتمعات ويلتهم عملية التنمية ، وهذا النشاط الذي نحتفل به هنا في محافظة حجة يندرج تحت ذلك . ولفت إلى أن وحدة المشروع تحاول جاهدة إيجاد تنوع وتناغم في عملية التوعية الإعلامية حول مخاطر الايدز حيث سبق هذا النشاط إقامة حملتين توعويتين مماثلتين في محافظتي الحديدة وتعز ، كما سيتم خلال الشهر القادم إقامة حملة أخرى مماثلة في محافظة المحويت لكن هذا الجهد بحاجة إلى دعم وتفاعل مجتمعي شامل يؤدي في النهاية إلى إنقاذ أشخاص أبرياء قد يقعون يوماً فريسة سهلة في مثالب هذا المرض الفتاك فكونوا عوناً وسنداً لحماية أبنائكم وإخوانكم وأخواتكم وحاربوا الايدز ولا تحاربوا المصابين به.. وأوضح الأخوان عبدالرحمن الشميري - المشرف على الحملة ، ونجيب الوتاري - منسق الحملة أن الهدف من هذه الحملة هو رفع مستوى الوعي المجتمعي بمخاطر مرض الايدز وطرق انتقاله والوقاية منه ومكافحته خصوصاً لدى الشباب وترسيخ مبدأ التعايش مع المصابين بهذا المرض. وأشار إلى أن هذه الحملة قد نفذت على ثلاث مراحل تمثلت الأولى في القاء محاضرات توعوية لطلاب كلية التربية بمديرية عبس بحجة ، كما استهدفت هذه المحاضرات مجاميع من النازحين في مخيم المزرق بمديرية حرض بالإضافة إلى بعض شرائح المجتمع بمدينة حجة ، فيما كانت المرحلة الثانية عبارة عن إعلام متنقل بين الأسواق المزدحمة والتجمعات السكانية ذات الكثافة العالية في مدينة حجة بهدف خلق حوار مباشر مع رجل الشارع وإيجاد تفاعل ايجابي مع الجمهور المستهدف من خلال استماعهم عبر مكبرات الصوت إلى شعار الحملة والعبارات التوعوية الواضحة والمركزة حول الايدز وكيفية التعامل الايجابي والإنساني مع المصابين بهذا المرض ، وقد تخلل الإعلام المتجول توجيه أسئلة مباشرة للجمهور المستهدف حول الايدز ومن ثم توزيع جوائز عينية تحفيزية للمارة الذين تواكبوا بشكل كبير على فريق عمل هذه الحملة أما المرحلة الثالثة للحملة فقد تم فيها إقامة حفل خطابي جرى خلاله عرض مسرحية بعنوان ( الانتقام المر) من تأليف وإخراج الأخ عبدالرحمن الشميري وأداء كشافة فرقة المدينة بحجة بالإضافة إلى توزيع الشهادات التقديرية على بعض من كان لهم دور فاعل في إنجاح فعاليات الحملة.