“زلزلة”: الاقتصاديات الخليجية ترفع شعار “اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب”
الدوحة/ متابعات: شنَّ وزير كويتي سابق هجوماً شديداً على السياسات الاقتصادية في دول مجلس التعاون الخليجي، مشيراً إلى أنها «تسير بالبركة» وترفع شعار «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب». وقال وزير الاقتصاد والتجارة الكويتي السابق الدكتور يوسف زلزلة والذي كان يتحدث في ندوة «الأزمة المالية العالمية وتداعياتها على دول مجلس التعاون الخليجي»والتي عُقدت في الدوحة إنه لو تم الإعلان عن بعض الأرقام حول الخسائر التي تعرضت لها دول مجلس التعاون الخليجي من جراء الآثار السيئة والسلبية للأزمة والتي تحاول الحكومات إخفاءها فإن الخوف والهلع من هول هذه الأرقام سوف يطير النوم من أعين الجميع. وأكد «أن أغلب هذه الأرقام مخفية لأن لدينا إيراداً مستمراً من النفط والغاز يسد العجوزات، موضحاً «لو أننا دول لا تعتمد على هاتين السلعتين لرأيتم كيف كانت الآثار بينة وواضحة ليس على مستوى القطاع العام القادر على حماية نفسه، ولكن على مستوى القطاع الخاص الذي تأثر جملةً وتفصيلاً بالأزمة».وأوضح أن الأرباح التي نراها الآن في بعض الشركات هي أرباح دفترية وغير واقعية بدليل معاناتها من قلة السيولة لتسيير أعمالها.وقال الوزير الكويتي السابق إن جميع الشواهد والدلائل التي نراها الآن تؤكد أن السنوات القادمة ستكون سنوات عجافاً ليس على مستوى العالم ولكن على مستوى دول الخليج.وأشار إلى أن أول ما فعله الرئيس أوباما عندما شكَّل حكومته أنه أتى بوزير الطاقة وطلب منه إيجاد بدائل أمريكية للنفط والغاز.وأوضح أنه منذ سنوات يفكر العالم في إيجاد هذه البدائل وهناك بالفعل مجموعة من البدائل، ولكنها لم تصل حتى الآن إلى المستوى الذي يؤهلها لأن تكون بديلاً حقيقياً للنفط والغاز. وقال الدكتور يوسف زلزلة إذا كان النفط ظل على مدى عدة عقود مضت سلعة إستراتيجية تحكمت في سياسات بعض الدول فإن النفط لن يكون كذلك خلال السنوات العشر القادمة، وسينتهي مفعوله الاقتصادي والسياسي.وأكد أن اقتصاديات دول الخليج تسير «على البركة» وترفع شعار «اصرف ما في الجيب يأتيك ما في الغيب»، مضيفاً نحن في دول الخليج كالتاجر الذي لديه في خزائنه أموال ضخمة ولكنه لا يفكر في استثمارها لأنه يعتقد أنها ستكفيه طوال العمر، ولذلك لا يحرص على العمل والاجتهاد، وفجأةً تصدر السلطات النقدية قرارًا بإلغاء العمل بالأوراق المالية التي لديه، وقال سيأتي علينا في دول الخليج يوم خلال السنوات العشر..سنوات سنكون فيها مثل هذا التاجر إن لم نقف على مسئولياتنا ونضع خطة إستراتيجية مستقبلية لإدارة أموالنا.وأشار الدكتور زلزلة إلى أن العالم يوجد به حالياً ما يقارب الـ667 مفاعلاً نووياً وظيفتها توليد الطاقة كبديل عن النفط، وأن دولة الإمارات العربية المتحدة تريد إنشاء مفاعل نووي للطاقة الكهربائية وحتى ينفذ هذا المشروع الآن فإن دولة الإمارات تحتاج إلى نحو 15 سنة لأن جميع الشركات المتخصصة في هذا المجال لديها مشاريع ضخمة على مستوى العالم وليست متفرغة للمشاريع الجديدة القادمة.