افتتح أعمال ملتقى الاستثمار السياحي العربي الثاني.. رئيس الوزراء:
د. مجور يلقي كلمة في افتتاح الملتقى
صنعاء/ سبأ:بدأت بصنعاء أمس أعمال ملتقى الاستثمار السياحي العربي الثاني الذي تنظمه على مدى ثلاثة أيام وزارة السياحة بالتعاون مع مجلس وزراء السياحة العرب، والمنظمة العربية للسياحة.وفي الجلسة الافتتاحية للملتقى أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور أن الحكومة وضعت ضمن أولوياتها الملحة تطوير القطاع السياحي وإحداث تنمية سياحية متطورة وقابلة للاستدامة باستغلال عناصر المنتج السياحي لليمن على قاعدة الشراكة الكاملة مع القطاع الخاص وقاعدة المسئولية الحكومية في توفير الخدمات العامة الأساسية للمواقع المستهدفة في خطة التنمية السياحية.وقال « إن في مناخ اليمن وتضاريسه، وأقاليمه الجغرافية، وإرثه الحضاري والثقافي فضاءٌ يتسعُ لفرص استثمارية سياحية لا حدود لها، في وقت نعول في الحكومة على قطاع السياحة ونضع عليه آمالاً عريضة باعتباره أكثر القطاعات الاقتصادية الواعدة قابلية للنمو والتطور والاستدامة وتحقيق طموحاتنا الاقتصادية».وأضاف الدكتور مجور « ان اليمن عمل خلال الفترة الماضية على توفير أوسع قدر من الحوافز الاستثمارية والتسهيلات الضامنة مؤسسية وتشريعية وإجرائية بغية توفير بيئة استثمارية جاذبة،تدفع راغبي الاستثمار في اليمن إلى الاستثمار في مجالات عديدة بما فيها المجال السياحي» .وتابع قائلاً « ان جزءاً من هذه البنية التشريعية يتعلق بالقطاع السياحي حيث تم إصدار قانون السياحة رقم (22) لسنة 2009م، ولائحته التنفيذية، إضافة إلى اللوائح الناظمة للمهن والأنشطة السياحية المختلفة وأصبحنا نمتلك رؤية واضحة المعالم لتطوير القطاع السياحي من خلال ما تم اعتماده من استراتيجيات وخطط تتوافق والرؤية الإستراتيجية لليمن عام 2025م».وأعرب عن أمله في أن يشكل ذلك محفزاً إضافياً للمستثمرين للقبول بإقامة شراكة استثمارية حقيقية في القطاع السياحي الذي يعد بخير كثير.وأشار رئيس مجلس الوزراء إلى أن هذا الملتقى يأتي في إطار عزم الحكومة وحرصها الشديد على إنجاح المؤتمرات والملتقيات الاستثمارية في القطاعات كافة ليقينها بأن الاستثمار أولوية وطنية واقتصادية ملحة ومحرك مهم لكل الأنشطة الاقتصادية وعامل أساسي في تعزيز الثقة بالاقتصاد الوطني.
جانب من المشاركين
وقال « إنكم اليوم تبحثون في استكشاف الفرص الاستثمارية المتاحة في المجال السياحي وهو بحث موعود بالنجاح في بلد كان ولا يزال يتمتع بإمكانيات سياحية واعدة ويتمتع بتنافسية عالية».وأضاف الدكتور مجور «من هنا يأتي تقديرنا لهذا الملتقى ولما سيتوصل إليه من نتائج، لأننا ندرك جيداً أن الاستثمارات الحقيقية هي التي تؤسس لقاعدة ينمو ويتطور بفضلها قطاع السياحة وتتعزز فرص اليمن كوجهة سياحية قادرة على المنافسة وعلى استقطاب نسبة مهمة من حركة السياحة الداخلية والإقليمية والدولية»..مؤكدا ان المستثمرين في القطاع السياحي الواعد سيحصلون على كل تلك الحوافز والمزايا مضافا إليها الحوافز الكامنة في الاستثمار السياحي نفسه من عوائد مضمونة.وبين ان الحكومة تنظر إلى المستثمرين في القطاع السياحي كشركاء حقيقيين نعول عليهم النهوض بهذا القطاع كجزء من نظرتنا إلى الدور الجوهري والأساسي الذي يؤديه القطاع الخاص في قيادة العملية الاقتصادية.وعبر رئيس مجلس الوزراء عن ثقته بأن المستثمرين سيجدون في هذا الملتقى عروضاً تستحق الاهتمام وفرصاً للاستفادة منها لمواكبة مرحلة من العمل الجاد لتطوير القطاع السياحي ،حيث ستكون الاستثمارات مدخلاً مهماً لتطوير وتحسين قاعدة الخدمات السياحية في اليمن.وأشاد بالجهود التي بذلت للإعداد والتحضير لهذا الملتقى الذي يعنى بالاستثمار في القطاع السياحي تحت رعاية رئاسية واهتمام كبير من قبل الحكومة.ونقل رئيس مجلس الوزراء تحيات فخامة الأخ الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية راعي هذا الملتقى، وقائد مسيرة التنمية والاستثمار للمشاركين في أعمال هذا الملتقى وتقدير فخامته لهم وتمنياته لأعماله بالنجاح والتوفيق .من جانبه أكد وزير السياحة نبيل حسن الفقيه أن استضافة اليمن لهذا الملتقى الاستثماري، الذي يلتقي فيه المستثمرون العرب واليمنيون والأجانب، يعكس رغبة الحكومة في رسم ملامح أجواء استثمارية جديدة تتناسب مع الإصلاحات الاقتصادية التي ينجزها اليمن في إطار إصلاح المنظومة الاقتصادية وتعزيز قدراتها ومساهمتها في عملية التنمية بشكل فاعل.
د. مجور يفتتح المعرض
واشار إلى أن الملتقى يمثل فرصة كبيرة ومهمة لمناقشة القضايا التي تصب في خدمة الاستثمار السياحي في الوطن العربي، والتطرق المسؤول لأهم التحديات التي تواجه النهوض بقطاع السياحة كقطاع مهم وواعد، كما تعكس الرغبة الجادة لدى البلدان العربية في السعي نحو الارتقاء بقطاعاتها السياحية باعتبارها هماً عربياً مشتركاً.وقال وزير السياحة:» ان الاستثمار السياحي في اليمن يتحرك بخطى واثقة وحثيثة نحو إنشاء أرضية سياحية صلبة يعتمد عليها مستقبلا في خدمة التنمية السياحية المستدامة المنشودة»، لافتا إلى ان «الاستثمار السياحي لا يزال في بداية الطريق، حتى إن ما يندرج ضمن باب الاستثمارات السياحية من مشاريع على أهميتها، لم يرق إلى مستوى ما يمتلكه ويختزنه اليمن من مقومات سياحية فريدة ومتنوعة».ودعا المستثمرين اليمنيين والعرب إلى توجيه استثماراتهم في اليمن والاستفادة مما يمنحه قانون الاستثمار من مزايا مشجعة ومحفزة للاستثمار، خاصة في المجال السياحي، .. مستعرضا الجهود التي بذلتها الحكومة نحو تهيئة المناخات الاستثمارية وفتح الباب على مصراعيه أمام الاستثمارات المختلفة والسياحية منها على وجه الخصوص، وتبني الكثير من الفعاليات الوطنية والإقليمية والدولية الرامية إلى زيادة حجم الاستثمارات على اختلافها.وتابع الفقيه :» اليمن اثبت على أثر الأزمة المالية العالمية أنه البلد الأقل تأثرا بتداعياتها، وذلك بالنظر إلى بقاء معدل نمو الحركة السياحية الوافدة إليه ايجابيا بنسبة نمو بلغت 7 بالمائة، بالإضافة إلى عدد المشاريع الاستثمارية التي شهدتها الـ18 عاما الماضية».وبين بهذا الصدد ان اليمن سجل 953 مشروعا بـ 3 ,304 مليار ريال، وان المشاريع الاستثمارية السياحية احتلت المرتبة الثانية بين قائمة المشاريع المسجلة خلال النصف الأول من العام الجاري برأس مال استثماري يبلغ 9 مليارات و405ملايين و694 ألف ريال بنسبة 29.40 ,بالمائة من إجمالي رأس المال المستثمر خلال الفترة ذاتها.
.. ويطلع على مجسمات من المشاريع الاستثمارية السياحية
وأكد الوزير الفقيه إدراك الجانب الحكومي لأهمية القطاعين الاستثماري والاقتصادي كقطاعين مهمين في العملية الاقتصادية، مشيرا إلى أن ذلك هو ما دفع باليمن نحو تبني كل الجهود التي تدعم تسريع خطى الاستثمار السياحي.وقال :« إن استضافة اليمن لفعاليات ملتقى الاستثمار السياحي العربي، يندرج ضمن التوجه نفسه، وإن كان الحدث نفسه يكتسب أهميته من كونه يعد إضافة نوعية لسلسلة من المؤتمرات والملتقيات التي تناولت قضية الاستثمار في اليمن بمختلف مجالاته، التي كان لها بالغ الأثر في توجيه الأنظار نحو مجالات الاستثمار المختلفة».وأضاف « ان ملتقى الاستثمار السياحي العربي تزداد أهميته من تركيزه على الاستثمارات السياحية بوجه خاص، وبالتزامن مع طرح الحكومة المزيد من المشاريع للاستثمار السياحي في إطار توجه جديد يقوم على عرض مناطق إضافية للاستثمار على الساحل اليمني في عدة مناطق، والعمل على مضاعفة عدد الفنادق في اليمن لاستيعاب أعداد السياح القادمين إليه».وأشار إلى دور المجلس الأعلى للسياحة في تحفيز المستثمرين اليمنيين المغتربين والعرب في منطقة الخليج العربية على الاستثمار في اليمن وفتح باب الاستثمار على مصراعيه أمامهم .. مركزا على أهمية الاستفادة من منح مزايا تفضيلية لهم للاستثمار في هذا الجانب بدلا من ترك أرصدتهم في الخارج عرضة لتقلبات السوق والأزمات المالية العالمية.من جانبه أشار رئيس المنظمة العربية للسياحة الدكتور بندر بن فهد ال فهيد إلى أن القطاع السياحي في الوطن العربي يشهد تطورا ملحوظا حيث وصلت نسبة النمو في السياحة العربية إلى 45بالمائة وقال :« وما زلنا نطمح إلى جذب الاستثمارات وعودة رؤوس الاموال العربية المهاجرة».وأشار آلـ فهيد إلى أن العمل على استعادة هذه الاموال يندرج ضمن توجهات المنظمة وأن قرارات القمم العربية تؤكد اهتمامات الحكومات العربية بالسياحة باعتبارها من أهم الصناعات القادرة على الحد من البطالة والفقر وايجاد تنمية سياحية مستدامة .وقال رئيس المنظمة العربية للسياحة :» نسعى إلى تطوير سياحة عربية بينية تأخذ في الاعتبار الشراكة المستدامة بين جميع القطاعات ودعمها وتقديم كل التسهيلات التي يتطلع إليها القطاع الخاص» معربا عن أمله في هذا الصدد ان يخرج الملتقى بتوصيات تلبي طموحات العاملين في القطاع السياحي العربي.وكان رئيس الوزراء الدكتور علي مجور ومعه نائب رئيس الوزراء لشؤون الدفاع والأمن وزير الادارة المحلية الدكتور رشاد العليمي افتتح المعرض المصاحب لأعمال الملتقى والمكون من جناحين الاول يضم الفرص الاستثمارية السياحية المعروضة والمقدمة من وزارة السياحة والبالغ عددها 60 فرصة استثمارية سياحية برأس مال استثماري يقدر بمليار ونصف مليار دولار .واستمع رئيس الوزراء من وزير السياحة إلى شرح عن المشاريع المعروضة التي تشمل سبعة مشاريع استثمارية سياحية مختلفة منها ستة مشاريع استثمارية سياحية شاطئية رائدة موزعة على 5 محافظات، ومشروع موزع على 44 موقعاً تشمل مختلف محافظات الجمهورية.وتشمل المشاريع ستة منتجعات وقرى سياحية متكاملة في كل من ميدي شاطىء الدويمة حجة بكلفة تقديرية ما بين (150 - 200)مليون دولار وجزيرة المرك محافظة الحديدة بكلفة (200 - 250) مليون دولار،وجزيرة حنيش بكلفة(150 - 200) مليون دولار، ورأس العارة خور عميرة محافظة لحج بكلفة(150 - 200) مليون دولار، وشاطئ ضبضب الشحر محافظة حضرموت بكلفة (150 - 200)مليون دولار ، وشاطىء قازليت بمحافظة المهرة بكلفة(150 - 200) مليون دولار.و يتضمن المشروع السابع اقامة فنادق خمسة نجوم وفنادق فئة ثلاثة نجوم وقرى جبلية وطينية وبحرية واستراحات سياحية بكلفة أجمالية 78 مليون دولار موزعة على محافظات الجمهورية المختلفة.فيما يضم الجناح الثاني مشاريع وفرصاً استثمارية للدول المشاركة والعارضة لفرص الاستثمار السياحي وتضم المشاريع الاستثمارية لمجموعة الكندري ومجموعة بن لادن السعودية، ومشاريع سياحية عن الديوان الوطني التونسي للسياحة والوكالة العقارية السياحية التونسية، وشركة تشييد العقارية (الكويتية - اليمنية) وممثلين عن وزارة السياحة السورية ،وشركة الأوائل للتنمية العقارية ، وشركة الثريا للتنمية العقارية .وقد أبدى رئيس الوزراء إعجابه بمحتويات المعرض من الفرص الاستثمارية السياحية التي تم عرضها وفق احدث تقنيات العرض.تخلل افتتاح المعرض تقديم هدية تذكارية لرئيس مجلس الوزراء من قبل رئيس المنظمة العربية للسياحة الشيخ بندر بن فهد آل فهيد كما قام وزير السياحة ورئيس المنظمة بتكريم عدد من الشركات السياحية والمشاريع وعدد من الشركات والعارضين السياحيين المشاركين.بعد ذلك بدأت جلسة العمل الأولى للملتقى التي أدارها الدكتور أحمد عوض، تضمنت ورقة عمل عن محفزات الاستثمار في الوطن العربي عموما واليمن بوجه خاص لرئيس الهيئة العامة للاستثمار صلاح العطار،وورقة عمل عن الاستثمار السياحي وتوظيف المعالم التاريخية في المجال السياحي قدمها نائب رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار بالمملكة العربية السعودية الدكتور صلاح البخيت.كما تضمنت جلسة العمل الأولى، عرضاً عن دور بحوث السوق في دعم الاستثمار السياحي والترويج له وضمان استدامة الموارد السياحية قدمها الخبير الدولي الألماني كاي بارتيل ، وتجربة الطيران المنخفض الكلفة في الوطن العربي وأُثره على السياحة قدمها رئيس مجلس إدارة طيران السعيدة صالح العواجي، وكذا عرض حول رؤية مؤسسة التمويل الدولي في دعم الاستثمارات الفندقية قدمها ممثل البنك الدولي رايموند كونودي .ويناقش الملتقى في اليومين القادمين، دور القطاع الخاص في التنمية والاستثمار لرئيس الغرفة التجارية بحضرموت عمر باجرش، والنقل البري وأثره على السياحة البينية لرجل الأعمال الدكتور علي الناقور، وأفضل الممارسات لتسويق وترويج المنتج السياحي لوكيل وزارة السياحة لقطاع التنمية السياحية عمر عوض بابلغيث، والإصلاحات القانونية وتنظيم حيازة الأرض وتوظيفها في المشاريع السياحية لرئيس الهيئة العامة للأراضي والمساحة والتخطيط العمراني يحيى دويد، ورؤية القطاع الخاص للتدريب والتأهيل في المجال السياحي للمدير التنفيذي لأكاديمية الضيافة والفندقة الدكتور سعد الضامن.كما سيتم على هامش فعاليات المؤتمر عقد اجتماعات ثنائية ومناقشات مفتوحة مع المستثمرين والعارضين المشاركين في فعاليات الملتقى تتناول الرؤى المستقبلية للسياحة المستدامة وسبل وآليات تطوير وتحسين البيئة الاستثمارية وتوظيف المعالم التاريخية السياحية في خدمة الاستثمار وخلق الشراكة الاستثمارية بين القطاعين العام والخاص في العالم العربي.