استهداف مؤسسة الجيش إعلاميا وعبر العديد من الكتابات والتناولات الصحفية يعكس خفايا توجهات بعض الكتاب والصحفيين ومن يقفون وراءهم ، وكذلك الوسائل ومالكيها وناشريها ، الرامية إلى الانتقاص من الوطن والإضعاف من شأن وحدته الوطنية ، وتماسك نسيجه الاجتماعي ...المسالة أكبر من مجرد تبني موقف كيدي ضد المؤسسة الأمنية والعسكرية ، وتحقق كون الجيش يعكس في تنوع منتسبيه وتوليفة أفراده ، وما ينطوي عليه من تمثيل كامل لمختلف مناطق اليمن من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه .. إن تحقق هذا التنوع بين أبناء القوات المسلحة يعني أن هذه المؤسسة هي النموذج الصادق على الوحدة الوطنية ، وفيها التمثيل الحقيقي لكل اليمنيين بمختلف تبايناتهم الجغرافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية ، إذ أن ذوبان كل الفوارق وفق التمثيل المتساوي لمختلف مناطق اليمن غير متحقق بشكل دقيق إلا في المؤسسة الأمنية والعسكرية ، ومن هنا فإن استهدافها يعني بكل بساطة استهداف الوحدة الوطنية بكل ما تنطوي عليه الكلمة من معان .وفي السياق تجدر الإشارة إلى أن الأبعاد التمييزية التي تصاحب الاشتغال الحزبي في ظل التعددية ، بمعنى وضع كل حزب مقومات خاصة من خلالها يتم تمييز المنتسبين لهذا الحزب عن الآخر .. إن غياب هذه الأبعاد عن أبناء القوات المسلحة والأمن يؤكد أن هذه المؤسسة هي وحدها حزب الأحزاب ، وفي الانتماء إليها تتلاشى كل الفوارق بحيث يصبح الوطن ولا شيء سواه مرجعية الجميع ، ويكون التوجه صوب المجتمع بمنظور العدل بعيدا عن أية اعتبارات هو الاشتغال الصحيح والهاجس الأول الذي ينطلق في ضوءه أبناء القوات المسلحة والأمن خدمة للوطن وحفاظا على وحدته وأمنه واستقراره .وعلى هذا الأساس يبدو جلياً كم هو مخزِ في حق البعض اشتغالهم الرامي للانتقاص من شأن مؤسسة الجيش والتقليل من أدوارها الوطنية وجهودهما والأمنية والدفاعية ، فارتباط أبناء القوات المسلحة والأمن بالنسيج الاجتماعي الشامل وتجسيدهم الدقيق لتجليات الوحدة الوطنية يكفي للتأكيد على كيد اشتغال البعض إعلاميا ليس عداءً للمؤسسة الأمنية والعسكرية فحسب ، وإنما الوطن على اتساعه شمالاً وجنوباً وغرباً وشرقاً ، كون أبناء القوات المسلحة والأمن يمثلون النسيج الاجتماعي اصدق تمثيل . يبقى التأكيد إذاً على أنه بقدر ما تعنيه مؤسسة الجيش بوصفها حقيقة الوحدة الوطنية الكبرى فإن استهدافها أكبر من اشتغال فردي مؤقت ، ففي القصة خفايا ستتكشف عن عمل ممنهج ومدروس قوامه الانطلاق من أجل تحقيق غاياته الكيدية للوطن باستهداف البنية الوحدوية لليمن ، ومن ركبها الوثيق وقاعدتها الأساسية .. إنها مسألة وطن أولاً وأخيراً.
