بعض خطباء المساجد
أديب قاسم :في موقف التصدي والتضامن مع الإعلامي والمفكر الصحفي الأستاذ” احمد الحبيشي” رئيس مجلس الإدارة/ ورئيس تحرير صحيفة 14 أكتوبر الغراء، ومع رجل الدين المفضال الصادق الدعوة الشيخ”أنيس الحبيشي” رئيس إدارة الوعظ والإرشاد بمكتب الأوقاف والإرشاد في عدن.. وغيرهما من أصحاب الكلمة الشريفة يجيئ هذا المقال –على محك الرأي، والرأي الآخر- في الرد على(المتأسلمين) التكفيريين من أئمة المساجد في عدن، المتشدقين بألفاظ ليست من الدين في شيء! ولاهي من بين الطرق التي اقتفتها سبل الحضارة وما نريد بهذا غير وجه الله: إذا عملت فاذكر نظر الله إليك وإذا تكلمت فاذكر سمع الله إليك إذا سكت فاذكر علم الله فيك...لما سمعته وراء كل مئذنةيصيح كالنوائح المعربنةلما وجدته مشرحةيدبح في ضجيجها كل هدوء الامكنهوخاتماً تضيق أصبع بهوإصبع مستحسنةوراية منصوبةيدار حولها الشقاق والنفاقوالعبادة المعينة لما رايته وظيفة وعملة مقبولةوغاية مقصودةعلى يد الكثير ممكنهعلمت من يمشي ينادون هدىً أو بينهوان من نمنحه الصلاة والهوىيعيش وحدهخلف القلوب المؤمنةهذا هو الشاعر الرقيق الحاشية، العذب اللسان، الصادق القول والكلمة”محمد الشرفي” وقد أبصر مثلما أبصر الشاعران “ محمد الفيتوري” و”نزار قباني” رسالة المسجد وهي تتردى وتنحدر لتغدو مجرد ظاهرة صوتية!.. ومن حضارة علم إلى حضارة قول! (وفرق بين ألفاظ الحضارة وألفاظ الحجارة)..فأي حضارة في قول الدعاة:“اللهم اهلك اليهود والنصارى وأهل الشرك... اللهم أحصهم عددا، واقتلهم بددا، ولاتغادر منهم أحدا، ... واجعلهم غنيمة لنا... وإنا هنا لقاعدون، نأكل مايزرعون ونلبس مايصنعون!؟” أدوات مطابخنا، ومكنات الخياطة، ومكيفات الهواء أو التهوية، ووسائل الراحة في السفر، وحتى هذه الميكروفونات ومكبرات الصوت التي نؤذن بها في الناس ليأتون من كل فجً عميق.. نطحن بها الهواء بدلاً من أن نتخذها وسيلة حضارية!وهذه الأنوار المنبعثة من الطاقة الكهربائية لتنير لنا ظلمات المساجد فنستضيء بها في الصلاة.. كلها من صنع أيديهم وعقولهم النيرة ثم : “ اللهم فالعنهم”!.. شقوا لنا الطرقات وكسوها بالإسفلت وشجروها لم نعد نعرف وعثاء الطريق.. ومدوا لنا خطوط البرق فصرنا نتصل بالأهل ولوكانوا يطلبون العلم في الصين دون مشقة اوحزن .. وجاءونا بأخبار الدنيا فصرنا نعرف أحوال المسلمين في شتى بقاع الأرض عبر الراديو والهاتف والتليفزيون ثم “اللهم فالعنهم”!أقاموا وحدة أوروبية عملاقة .. ونحن لازلنا نتناحر في خيمنا وكل منا يقول مقالة كليب: “ حدود بيتي نباح الكلاب”! .. كل يريد أن يكسب لنفسه الأنصار والأتباع من المريدين.. ويجتذب لحزبه الأعوان!... وكل هذا عبر المساجد حتى شرعنا نوزع : صكوك الغفران!أي حضارة قول هذه وقد تعدت حدود المنطق والعقل.. تماري الغرب فتتجافي عن الأدب؟بل تتجافى حتى عن آداب الإسلام فلا تقبل النصح في الدين.. فان بصرتهم بعيوبهم(وجل من لايخطئ) راوا أنفسهم أخير وأحق واشد الناس في دين الله من عمر بن الخطاب( رضي الله عنه) ثاني الخلفاء الراشدين واعدل أهل زمانه.. وهو القائل :” أحب الناس إلي من أهدى إلى عيوبي”.هذا هو عمر الذي قال فيه رسول الله “ صلى الله عليه وسلم”:....” اشد امتى في دين الله عمر”... وقال ايضاً:” أول من يصافحه الحق عمر”.. وقال ايضاً:” أن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه”.. ولم يتحرج من أن يبصره الناس بعيوبه.. أوكان ليغلظ لهم القول فيصفهم في زمرة الكافرين!.. أو يتهددهم ملوحاً بالسيف بالرغم من سلطانه حيث كانت كلمة الموت والحياة بين شفتيه!.. فأين هؤلاء الأشقياء المتمسحين بالدين- اليوم- من عمر الفاروق الذي كان يضع نفسه بين يدي اضعف خلق الله.. ويبكي حيث سمع امرأة من حولها صبية يتضاغون من الجوع وهي تغلي لهم ماءً حتى يهجعوا إلى النوم:” وكيف يتولى أمرنا- أي عمر- ويغفل عنا؟” .. وأين هؤلاء الدعاة” المفلسين” اليوم من أعلام هذا الدين الذي تنزل رحمة للعالمين؟ من فلسفة القدوة؟ ومن جهابذة الدين القويم وأساطين المعرفة الحصيفة بأمور الحياة ممن تنورت بهم مساجدنا في عدن، وأشرقت علومهم على جزيرة العرب؟حتى إذا كان القول الشريف الناقد: لكم من مصل ليس له من صلاته إلا الركوع والسجود ولكم من صائم ليس له من صيامه إلا الجوع والعطش إذا كان قد غدا واقعاً مدمراً لأحوال المسلمين أفما نرى أن ليس لنا من حديث الدعاة اليوم إلا الضجيج!.. (النواح.. والزعيق ودور غناء، ودور بكاء!.. ودعاء العجزة)؟ ضجة ولامثلها ضجة الحرب!.. والضحايا هم أطفالنا الذين يفزعون من نومهم.. وعجزتنا الذين لايجدون راحة في السويعات الأخيرة من أعمارهم ونساؤنا المكدودات حتى العظم ومرضانا وهم غير مرضى الغرب وقد صدرت القوانين عندهم بحضر استخدام النفير (الهون) قرب المستشفيات وأماكن العبادة وملاجئ انتجاع المرضى المسنين وحيثما تكون مدرسة لطلاب العلم والمعرفة.وأعجب من كل ذلك أن بعض مساجدنا، بل هم (الدعاة ممن اتخذ المسجد وظيفة للحرابة لادار عبادة) قد اتخذوا من قومهم : الأعداء! .. فيدعون عليهم بالليل والنهار باوحش الكلمات ليهلكهم الله “ أن يجمد الدماء في عروقهم وان ييبس الطعام في أمعائهم ناسيين انه لا توجد شربة في الصيدليات وان يجعلهم مجانين يرجمهم الصبية بالحجارة ففي هذا حرب على المسلمين إلا الكفار وغير هذا يرى علماء إلا انثرو بولوجية ان الوحشي من الكلام مثل قلته وقف على الأجناس المتوحشة وهو من أهم الأسباب لتوحشهم وما الداعي لكل ذلك إلا أن الشرفاء من قومهم الذين وجدوا الله الدرع الحصين من كل مأدبة للشر يبسط سكينة رحمة للعاملين فوقفوا في وجه طواحين الهواء بعد وقفة الشاعر(الإنساني) الكبير محمد الشرفي في قصيدته الرائعة البديعة:” المآذن وبكاء الأطفال” التي استهل بها مقالنا وتشرب بموضوعها وتمضي القصيدة:(ا)قلت لهم النائمين كل دهرهموالقائمين بعض حينقلت لهم السائرين في النهارفي ركاب الخاملين المفلسينالسارقين أعين الأطفال والمرضى وأحلام الشيوخ العاجزينقلت لهممن يطحنون الأمسيات والسماءعلى رؤوس العاملين المتعبينويشرحون كل ليلةحكاية الفراغ والضياعفي صفوف المسلمين العاطلينقلت لهمعرفت صوت الله هادئاً وطيباًعرفته سلامةورحمة للعالميناحسة يجول داخلينبعاً من الهوى على مدى السنينوجدتهيكتب كل ليلة حكايتييأخذنييضمني فيء موضع الحنينوجدته يجلس في نومي معييهزني كالطفل في ذراعه الأمين(3)ولم أجده غارةً موزعةتقتحم الجدران والبيوتولم أجده حملةً موسعةتخترق الضلوع والهدوء والسكوتولم أجده خلف كل مسجدٍيثير زوبعةعلى يد اللاهوتماذا أرى من كهنوت؟ماذا أرى؟بطولة.. يا سادتييديرها الموكلون بالليالي المحزنةمعركة على اسم الله تبتديوباسمة تصطخب المعارك المستوطنةعنترة بخيلة ورجلهيذود عن ديار عبلةيحمي عرين محصنةقبائل” البسوس” تمتطيعلى الرماح والقنامطهمات الأحصنةماذا أرى ياسادتي؟كل طواحين الهواءفي الهواءتستعرض الدماء والجراح المثخنةتقتحم المعاقل المحصنةحسب الذين دخلوا غمارهاوانتصرواتلك الشجاعة المطمئنة