يقول العلماء إنه كلما كان المرء أكثر جوعا كلما كان أكثر إحساسا بمذاق الطعام الحلو منه واللاذع. ويشيرون إلى أن الامتناع عن تناول طعام الإفطار كاف لجعل المخ أكثر إحساسا بطعم الأغذية الحلوة واللاذعة وأن هذا ربما يفسر الصعوبة الشديدة في الالتزام بنظام في تناول الطعام. ويلمح الباحثون ، إلى أن أولئك الذين لا يأكلون بين الوجبات يستمتعون بالطعام بشكل أكبر من أولئك الذين يأكلون طوال الوقت. [c1]الحرارة [/c]لا شك أن الطعام يكون أشهى وألذ ويكون مذاقه وطعمه أفضل وهو ساخن، ويرجع جزء من السبب إلى أن الحرارة تستحضر رائحة أكثر وأقوى وأن حاسة التذوق تعتمد كثيراً على روائح الأطعمة. ولكن هناك مزيداً من الأسباب، فحسب دراسة علمية ، تعمل الحرارة على استثارة براعم التذوق في اللسان التي ترسل بدورها إشارات إحساس إلى الدماغ. فعلى سبيل المثال إذا وُضع طعام دافئ على الحافة الأمامية من اللسان سيشعر الإنسان بالحلاوة لأن الأعصاب التي تمت استثارتها هي التي تعرف فقط كيف ترسل رسالة واحدة إلى الدماغ وهي الإحساس بالحلاوة. وقال الباحثون، إن الدماغ لا يستطيع الحكم إذا كانت الأعصاب قد استثيرت بمادة كيميائية معينة كالسكر أو عامل حيوي آخر كالحرارة مثلا. أما الطعام البارد فيسبب طعماً مالحاً أو حامضاً، الأمر الذي يفسّر السبب في أن المشروبات المحلاة الدافئة تعطي إحساسا بحلاوة شديدة في حين تعطي إحساساً بالحلاوة الصحيحة عندما تكون باردة. [c1]التوابل والبهارات [/c]اكتشف الباحثون ، أن الفلفل الأحمر الحار يضعف قدرة الإنسان على تذوق النكهات الأخرى والاستمتاع بطعمها. وبينت التجارب التي تمثلت في وضع مادة "كابسيسين" الحارة الموجودة في الفلفل الأحمر، على أحد جانبي اللسان عند عدد من المتطوعين، ثم غسله بمحاليل مالحة وحلوة وحامضة ومرة ومحلول "جلوتاميت أحادي الصوديوم"، الذي يعطي طعما خاصا، أن هذه المادة أضعفت القدرة على الإحساس بالطعم الحلو والمر والطعم الخاص، فيما لم تؤثر على الإحساس بالملوحة والحموضة. وأوضح الباحثون أن هذه المذاقات التقليدية تصل للدماغ عبر طريق يختلف تماما عن النكهات مثل الفلفل الحار والمشروبات الغازية التي يعتبرها الجهاز العصبي مصدرا للألم، مشيرين إلى أن تناول الكاري الحار مثلا، يقلل الألم لأن مستقبلات الألم في اللسان تصبح أقل حساسية، والآثار المرتبطة للنكهة تكون منفصلة عن هذا الخدران. وفسّر العلماء أن الإحساس بالملوحة والحموضة لا يتأثر، لأن النكهات المالحة والحامضة عادة ما تتواجد في التوابل الحارة، بينما يضعف الإحساس بالحلاوة بوجود الفلفل الحار، لأن للسكر آثارا معادلة للنكهة الحارة التي يسببها "كابسيسين"، مشيرين إلى أن إضافة البهارات الحارة تقلل مرارة بعض الأطعمة ويجعلها أفضل للأكل.
كيف تتذوق الطعام بشكل أفضل؟!
أخبار متعلقة