إن التصميم البديع لأذن الذبابة قد يتيح عمل تطوير ثوري في مجال تصميم وتصنيع الأجهزة التعويضية والمسابر والمجسات..كان هذا خلاصة البحث الذي نشر على صفحات مجلة "نيتشر" العلمية في أبريل 2001م.. وبعد 3 سنوات يتحقق الحلم، وعن طريق استلهام آلية السمع والتصميم المتقن المبدع لأذن الذبابة تمكن العلماء من تصنيع جهاز ميكروفون جديد، وللمرة الأولى تعتمد هذه التقنية في بداية فبراير 2004م.يعد هذا الجهاز اللبنة الأولى لبداية تطوير جيل جديد من الأجهزة التي تساعد ضعاف السمع، فضلاً عن تصنيع أجهزة بحثية وتحليلية فائقة الدقة. كما يتجه تفكير العلماء والمصممين حالياً إلى محاكاة التصميم البديع للذباب في تصميم أجهزة حديثة دقيقة، تتراوح التطبيقات ما بين إنتاج طائرات تحاكي الذباب في طيرانه، وأجهزة تعويضية لا تزيد عن رأس الدبوس، تعتمد التقنية نفسها التي وهبها الله للذباب.الذبابة الاستثنائية! وعلى الرغم من أن معظم الذباب لا يمتلك حاسة سمع جيدة فإن ذبابة " أورميا أوكراسيا" ضيئلة الحجم التي لا يتعدى طولها سنتيمتراً واحداً تتميز بأن لها قدرة سمعية استثنائية، وسمعها مرهف وحاد للغاية، وبإمكانها تحديد اتجاه الصوت بدقة عالية، وتقوم آذان الذبابة بدور الميكروفون الاتجاهي الدقيق، عالي الحساسية، بارع التصميم.ويؤكد "روي هوي" عالم بيولوجيا الأعصاب في جامعة "كورنيل" على أن هذا النوع من الذباب يتميز بقدرة عالية على تحديد اتجاه الصوت، عن طريق أذن دقيقة لا تزيد عن نصف المليمتر، لا يماثلها في البراعة إي جهاز سمعي في أي حيوان آخر. كما أكد على أنه هناك سبب وجيه لوجود قدرة السمع المتطورة في هذه الذبابة بالذات؛ فهي تحتاج لإيجاد نوع من حشرات صرصور الليل "الكريكت" لتتطفل عليه، ويتميز هذا العائل بإصدار أصوات تشبه الغناء، ويجب أن تعثر الذبابة المتطفلة عليه لكي تضع بيضها، وتخترق اليرقات الصراصير، ثم تأكلها وهي تنمو.ويذكر أن العلماء كانوا يعتقدون أن كائنات حية مثل الوعول والقطط والإنسان تمتلك هذه الحاسة السمعية الإتجاهية الخاصة، ذبابة الأورميا تتسلل لتضع بيضها داخل صرصور الكريكت.ولكن الأبحاث الأخيرة أكدت توافر هذه الحاسة عند الكائنات الدنيا في التطور؛ مثل هذا النوع من الذباب الطفيلي الذي ينافس الإنسان في هذ الهبة الإلهية؛ حيث يحتاجها هذا الذباب لتحديد موقع الفريسة بسهولة، كما تحتاجها إناث هذا النوع من الذباب للبحث عن مكان مناسب لوضع بيضها. كما أكدت الدراسات أن هذا النوع من الذباب له القدرة على تحديد الإتجاه الصحيح للصوت في غضون مدة زمنية ضئيلة تبلغ 50نانو/ ثانية، بينما يحتاج الإنسان إلى مدة تصل إلى ألف ضعف المدة الزمنية التي تحتاجها الذبابة لتحديد المصدر الصوتي نفسه.والذبابة ماهي إلا مثل من الأمثلة الكثيرة للكائنات الحية المخلوقة التي لا حصر لها والتي خلقها الله سبحانه وتعالى وكل واحدة من هذه المخلوقات هي آية للمؤمنين (إن في السماوات والأرض لآيات للمؤمنين > وفي خلقكم وما يبث من دابة آيات لقوم يوقنون). (سورةالجاثية :3 - 4).* إعداد الطالبة : فاطمة أحمد طه مكيثانوية عبد الباري قاسم
خذ الحكمة من أذن الذبابة
أخبار متعلقة