قصة قصيرة
على حين غفلته من الوقت تزحلقت من لسان زقاق طويل إلى صدر الشارع المثخن بـ “التفاحيط” وقفت قدر نفس مستعجل النظرات اللهفى تلوك جسدها المتواري بسواد اللاشيء ألسنة سائقي الدراجات النارية تبتهل بتبتل:- ياليت لنا مثل هذا مرت وهي تتحسس حقيبتها اليدوية بشيء من الارتباك المبلوع الذي لم يتنبه له سوى الإسكافي الهرم بخبرته اليومية وهو يمارس قراءتها من أسفل عالياً..عالياً وهي بدورها تجر شهقات الشارع والبخور العدني قال الإسكافي وهو يطلب تنهيده بصوته المرقع.-دلا .. دلا التفتت إليه بغنج ونفضت عبادتها ومضت نسى الشارع نفسه وتداعى في إثرها .. يسترق الخطى جمعاً من الأشتات اللامكانية تفننت ألسنة سائقي الدراجات في التدلي بينما العيون تمارس تمرين عالياً / جانبا / أسفل انعطفت إلى “باب موسى” تتخطى شفة المدينة تسمرت لبرهة وهي تسمع خلفها الأنفاس المنهكة لمراهقين يتناوبون رشق مؤخرتها بالنظرات الشبقة تقدمت خطوة والتفتت بانتشاء نحوهم ثمة صفوفاً خلفها .. الشيوخ أولاً يليهم الشباب فالمراهقون .. قليلاً.. قليلاً .. تداعت وراءها أصواتهم صرخ عجوز مراهق وهو يمسد لحيته من اللعاب: - .. الله أكبريردد المراهقون - “الله أكبر .. جسد واحد فرش واحد..”صمت الجميع وهي تقف على درجات الباب الخارجية لمنزلها وتصوب زهوها نحو العيون التي تسترق النظر إليها من بين شقوق النوافذ العتيقة أشارت إلى الواقفين أمامها التفت الجميع إلى الخلف صوب اللهجة المتفرقعة فيهم بحدة عسكرية:“أي واحد يتحرك ما يلوم إلا نفسه إلى الطقم هيا”تقدم الجميع بهدوء إلى الاطقم مضوا معاً .. وابتلعهم الغبار فيما ظلت العيون الملتصقة بها خفية تمارس النميمة تقدم بهدوء إلى سيارة الشرطة الفارهة ليمارسها عنف التحقيق وهي ستدلي بهواها كل ليلة بسخاء.