الرئيس يلتقي علماء صعدة ويشدد على أهمية الاضطلاع بواجبهم الديني والوطني لإخماد الفتنة.. ويؤكد:
[c1]شعبنا يعتز بانتهاج الشورى والديمقراطية عن قناعة راسخة[/c] صنعاء/سبأ: التقى فخامة الأخ الرئيس /علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية أمس بالأخوة أصحاب الفضيلة العلماء من محافظة صعدة، حيث تحدث اليهم مهنئا اياهم ومن خلالهم كافة أبناء شعبنا بيوم الـ 27 من إبريل يوم الديمقراطية، مشيرا الى اعتزاز شعبنا بنهج الشورى والديمقراطية الذي انتهجه عن قناعة راسخة، متواصلا بذلك مع تاريخه العريق الذي كان فيه اليمنيون من أوائل من جسدوا (الشورى) نهجا صائبا لتسيير شؤون حياتهم .وقال فخامة الأخ الرئيس " لقد قامت الثورة في الـ26 من سبتمبر 1962 م من أجل إنهاء عهود من الطغيان والاستبداد والكهنوت الإمامي، ومن أجل ان يتولى الشعب تسيير شؤون حياته وحكم نفسه بنفسه بعيدا عن الوصاية أو الادعاء بالحق الإلهي في حكمه والتسلط عليه، وقدم في سبيل الانتصار لإرادته في الثورة والحرية والانعتاق من حكم الطغيان الامامي قوافل من الشهداء والتضحيات الغالية الجسيمة، وأضاف ( وفي ظل نهج الحرية والديمقراطية حقق شعبنا تطلعاته في البناء والنهوض والتقدم، ولكنه من المؤسف أنه وبعد حوالي 45 عاما على قيام الثورة، فإن هناك من لا يزال يحلم ويسعى لإعادة عجلة التاريخ للوراء عبر الدعوة لإعادة النظام الإمامي الكهنوتي، وفي إطار رؤية عنصرية ضالة ومتحجرة تحاول النيل من حق الشعب في اختيار حكامه بإرادته الحرة وعبر صناديق الاقتراع ).واشار فخامته الى ما تقوم به تلك العناصر الإرهابية الضالة في بعض مناطق محافظة صعدة من أعمال تخريبية من أجل تحقيق ذلك الهدف البائس، موضحا أنهم في سبيل ذلك يرتكبون الجرائم ويمارسون القتل بحق الوطن وأفراد القوات المسلحة والأمن ويقطعون الطرقات الآمنة ويخربون المنشآت العامة والخاصة.وقال الأخ الرئيس " ورغم ما بذلته الدولة من جهود من أجل احتواء الفتنة التي اشعلوها, وماتم إعلانه من قرارا العفو العام وإطلاق سراح المعتلقين على ذمة تلك الفتنة، وتعويض المتضررين منها تجنبا لإراقة الدماء وحقنا لها، إلا أن هؤلاء أستمروا في غيهم وضلالهم ولم يرتدعوا أو يستجيبوا لنداء العقل والمنطق وظلوا فيما هم عليه من الضلال والتعصب في زعزعة الأمن والإستقرار ورفع السلاح في وجه المؤسسات الدستورية والخروج على النظام والقانون. وأضاف :"إن اللجوء إلى القوة والحرب قد فرضت على الدولة فرضا لمواجهة تلك الأعمال الإجرامية .. حيث يقتضي الواجب ان تضطلع الدولة بمسؤوليتها في مواجهة هذه العناصر وإجبارهم على الكف عن اعمالهم الارهابية والتخريبية والخضوع للنظام والقانون".وواصل الاخ الرئيس القول :" لقد اكدنا مرارا بأنه لاسبيل أمام تلك العناصر سوى تسليم نفسها وأسلحتها للسلطات المعنية في الدولة إذا ارادت النجاة بنفسها وحقنا للدماء التي تسيل والتي نحن حريصون على إيقافها لأنها دماء يمينة . وتابع " إن الشعارات التي يرفعها هؤلاء شعارات مضللة وخادعة يغررون بها على بعض العناصر الجاهلة التي يزجون بها للهلاك وهم يقصدون بشعاراتهم الموت للثورة والجمهورية, ويقومون بقتل المواطنيين وأفراد القوات المسلحة والأمن . وأردف الأخ الرئيس قائلا" إن الديمقراطية والتعددية السياسية والحزبية في بلادنا قد أتاحت لكل مواطن يمني ومواطنة يمنية التعبير عن نفسه بكل حرية ودون خوف، وهناك العديد من المنابر الحزبية والإعلامية ومنظمات المجتمع المدني التي بامكان أي شخص أن ينضوى في إطارها للتعبير عن أفكاره ورؤاه، في إطار الالتزام بالدستور والقوانين النافذة في البلاد والثوابت الوطنية. وقال :"لامجال لأي تعصب فئوي أو مذهبي أو طائفي أو مناطقي أوغيره ينال من وحدتنا الوطنية والسلام الاجتماعي في مجتمعنا، فهذا أمر محرم والدستور والقانون يجرمان ذلك". وشدد الأخ الرئيس على أهمية الدور الذي ينبغي أن يضطلع به الإخوة أصحاب الفضيلة العلماء وعلى وجه الخصوص في صعدة وتوعية العناصر المغرر بها من قبل مشعلي الفتنة ونصحها وارشادها إلي جادة الحق والصواب ليدركوا خطأهم وفداحة ما يرتكبونه من أعمال ضارة بوطنهم ومنافية للدين والمبادئ والأخلاق. ومضى قائلا " الفتنة نائمة لعن الله من أيقضها .. وعلى عاتق العلماء قبل غيرهم تقع مسؤولية التصدي للفتن وإخمادها وهذا واجب ديني ووطني وإخلاقي لأن الفتنة يكتوي بنيرانها الجميع ولا أحد ذا ضمير حي يمكن أن يكون راضيا عن سفك قطرة دم واحدة ". ودعا فخامته العلماء إلى توضيح الحقائق للناس وتبصيرهم وتحمل مسؤوليتهم الوطنية من اجل أن يسود الأمن والاستقرار والسكينة العامة في المجتمع وحشد الجهود والطاقات في مجالات البناء والتنمية لما فيه خير ومصلحة الوطن والمواطنين. وخاطب فخامة الأخ الرئيس العلماء قائلا" إن واجبكم كعلماء النصح وقول كلمة الحق من أجل الصالح العام واينما كان هناك خطأ أو اعوجاج، فالواجب تقويمه، وعليكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر". وتابع قائلا :" إن ما تقوم به تلك العناصر الإرهابية منكر يجب إنهائه لأنه شر يلحق الضرر بالوطن ومصالح المواطنين وفي مقدمتهم المواطنون في محافظة صعدة , حيث تعيق العناصر الارهابية عملية التنمية فيها من خلال ما ترتكبه من أعمال وما تمارسه من تخريب للمشاريع والمصالح العامة" .وأكد فخامته عزم الدولة القضاء على تلك الفتنة وإخمادها انطلاقا من واجبها ومسؤوليتها ولتجنب المزيد من الضرر الذي سيلحق بالوطن والمواطنين إذا ما تركت مثل هذه العناصر الإرهابية تمارس أعمالها التخريبية وتسعى لتنفيذ مخططاتها الهدامة.وتمنى فخامة الأخ الرئيس للجميع التوفيق والنجاح ولما فيه خدمة الوطن وترسيخ أمنه واستقراره.في اللقاء تحدث عدد من الإخوة العلماء، حيث أكدوا وقوفهم إلى جانب الدولة من أجل إخماد تلك الفتنة وقطع دابر مشعليها إنطلاقا من واجبهم ومسؤولياتهم الدينية والوطنية ولتفويت الفرصة على كل من يريدون إلحاق الضرر بالوطن ومصالحه ووحدته الوطنية. حضر اللقاء الإخوة القاضي محمد إسماعيل الحجي مستشار رئيس الجمهورية لشؤون القضاء - رئيس جمعية علماء اليمن، والشيخ عبد المجيد الزنداني عضو جمعية علماء اليمن، والدكتور رشاد العليمي نائب رئيس الوزراء وزير الداخلية، وعلى محمد الآنسي مدير مكتب رئاسة الجمهورية.