جندي باكستاني يتخذ موقعا في وادي سوات حيث شن الجيش حملة على المتشددين
كوتا (باكستان)/14 أكتوبر/جنيد خان:اجتاحت قوات باكستانية محمولة جوا أمس الثلاثاء معقلا لطالبان في منطقة نائية من وادي سوات في الوقت الذي طلبت فيه الأمم المتحدة مساعدة مئات الآلاف من النازحين بسبب القتال.وينظر إلى الهجوم في وادي سوات الذي يبعد 130 كيلومترا شمال غربي العاصمة إسلام أباد على انه اختبار لعزم الحكومة على التصدي لتمرد طالبان المتصاعد ويأتي بعد أن اتهمتها الولايات المتحدة «بالتخلي عن سلطاتها» للمتشددين.وأدى القتال إلى نزوح المدنيين عن الوادي الذي كان من قبل مقصدا سياحيا مما أثار مخاوف بشأن احتمال وقوع أزمة إنسانية.وذكر ضابط رفيع في الجيش يشرف على مساعدة النازحين أن نحو 800 ألف مدني فروا من المعارك الأخيرة وإنهم انضموا إلى نحو 500 ألف آخرين نزحوا بسبب معارك سابقة في شمال غرب البلاد.وأثارت عمليات النزوح المخاوف بشأن إمكان أن يسبب ذلك مشكلة طويلة الأمد في البلاد التي احتاجت بالفعل إلى دعم على شكل قرض قيمته 7.6 مليار دولار من صندوق النقد الدولي.وأفاد متحدث باسم الجيش الباكستاني في بيان أن طائرات الهليكوبتر نقلت الجنود إلى وادي بيوشار النائي حيث يوجد مقر لقيادة طالبان.وأوضح الميجر جنرال أطهر عباس المتحدث باسم الجيش الباكستاني في إفادة صحفية «مهمتهم هي القيام بعمليات بحث وتدمير. المتشددون يفرون.»وذكر سكان أنهم شاهدوا القوات تتحرك برا أيضا صوب بيوشار وهو واد جانبي إلى الشمال الغربي من وادي سوات الرئيسي.ونوه نواز خان وهو احد القرويين «يبدو انه سيحدث هجوم كبير لأننا شاهدنا الكثير من طائرات الهليكوبتر تتجه إلى بيوشار كما تتحرك هناك أيضا قوات برية.»وبدأ الجيش هجوما شاملا في سوات يوم الخميس بعد أن انهار اتفاق للسلام وأمرت الحكومة القوات بالقضاء على المتشددين. وكان وقتها الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري أرمل رئيسة الوزراء الباكستانية الراحلة بينظير بوتو يزور واشنطن ويطمئن الإدارة الأمريكية على أن حكومته ليست على وشك الانهيار وإنها ملتزمة بقتال المتشددين.وسلم اتفاق السلام المبرم في فبراير شباط بهدف إنهاء العنف في سوات السلطة فعليا للمتشددين وأثار مخاوف من سيطرة طالبان تدريجيا على مزيد من المناطق في دولة باكستان المسلحة نوويا التي تلعب دورا محوريا في جهود الولايات المتحدة لهزيمة القاعدة وإعادة الاستقرار إلى دولة أفغانستان المجاورة.وصرح عباس المتحدث باسم الجيش بأن 751 من مقاتلي طالبان قتلوا في الهجوم بالإضافة إلى 29 جنديا وجرح 77 .وغادر معظم الصحفيين سوات ولم يتسن التأكد من جهة مستقلة من صحة هذه التقديرات عن الخسائر في الأرواح، كما لم يتسن الوصول إلى متحدثين باسم طالبان للتعليق.وذكر سكان ومسؤول عسكري أخر أن هناك أيضا اشتباكات في بلدة هي مسقط رأس فضل الله قائد طالبان في سوات. وصرح عباس بأن أربعة متشددين قتلوا هناك.وأعلن الجيش الباكستاني انه بشكل إجمالي يواجه نحو 15 ألفا من القوات الحكومية نحو 5000 متشدد في المنطقة.وتؤيد غالبية الأحزاب السياسية ومعظم الباكستانيين الهجوم لكن هذا قد يتغير إذا عانى النازحون المدنيون أكثر فيما تصفه الحكومة الباكستانية بأكبر نزوح تشهده البلاد أو قتل كثيرون بلا مبرر.وقام زعيم المعارضة ورئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي أبدى تأييده لهجوم الحكومة على المتشددين بزيارة مخيم للنازحين وقال أن المسؤولية عن مساعدتهم تقع على عاتق الجميع.وحذرت الأمم المتحدة من أزمة طويلة الأمد وقال يوم الاثنين مانويل بيسلر رئيس مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «لن تنتهي المشكلة في الأسبوع القادم أو في غضون أسبوعين. إننا نشهد أزمة نزوح طويلة الأمد.»وطالب انتونيو جوتيريس مفوض الأمم المتحدة السامي لشؤون اللاجئين بمساندة دولية للجهود الإنسانية.وقال في بيان «هذه حالة طوارئ هائلة أخذة في التكشف سريعا ستتطلب موارد كبيرة تفوق تلك الموجودة حاليا في المنطقة.»وأشار رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني أمام البرلمان يوم الاثنين إلى أن الحكومة ستنظم مؤتمرا للمانحين لجمع أموال للنازحين.في غضون ذلك قال الجيش ومسئولو مخابرات أن ما يشتبه بأنه طائرة أمريكية بلا طيار أطلقت صواريخ في منطقة باكستانية على الحدود الأفغانية أمس الثلاثاء فقتلت ثمانية أشخاص على الأقل.وأعلن المسؤولون أن الهجوم وقع في منطقة جنوب وزيرستان الجبلية وهي معقل معروف للقاعدة وطالبان.وأشار مسؤول عسكري باكستاني طلب عدم نشر اسمه «لدينا ثمانية قتلى على الأقل في الهجوم.»وأضاف انه لم يعرف على الفور هدف الهجوم.وبدأت الولايات ا لمتحدة في تصعيد الهجمات التي تشنها طائرات بلا طيار في باكستان العام الماضي. ولم يحدث تراجع منذ تولي إدارة الرئيس باراك اوباما السلطة في يناير على الرغم من شكاوى الحكومة الباكستانية.