عيدروس أحمد الخليفيشدني كثيراً الخبر الذي قرأته في أحدي الصحف قبل نحو أسبوع , الذي أنتقد خلاله رئيس الوزراء الأوكراني / فيكتور يانكوفيتش , شرطة المرور في بلاده متهماً إياها بإزعاج سيارات السائحين بهدف ابتزاز أصحابها للحصول منهم على المال , ومؤكداً أن هؤلاء الناس – يقصد السواح – الذين تقوم شرطة المرور بإيقافهم وباستمرار العمل على ابتزازهم بهدف الحصول منهم على المال هم ضيوف يأتون “ لزيارتنا ويتعين علينا الترحيب بهم “ أعتقد ومعي الكثيرون ممن طالعوا وقرأوا هذا الخبر أن / فيكتور يانكوفيتش عندما قال هذا الكلام خلال مؤتمر صحفيـ عقده لهذه المشكلة لن يسمح لرجال شرطة المرور ببلاده العودة لمثل هذه الأعمال المسيئة لبلاده – حسب وصفه – كما أنه وبقوله هذا قد لامس معظم دول العالم وليست أوكرانيا وحدها فالمشهد ليس ببعيد عنا وهو يتكرر للأسف الشديد هنا في بلادنا الحبيبة اليمن , ففصل الصيف وكما هو معلوم تشهد فيه الحركة السياحية في بلادنا نشاطاً كبيراً وقد يبلغ ذروته بالمقارنة مع فصول السنة الأخرى , حيث أن بلادنا أضحت والحمد لله قبلة الزائرين والسياح من مختلف البلدان العربية والأجنبية مما يتطلب جهوداً جبارة تقوم بها الجهات المعنية كوزارة السياحة وفروعها في المحافظات وذلك للعمل على تهيئة الأجواء والمناخات الملائمة لضيوف اليمن , كما أنه وبدون أدنى شك فإن أياً من الأعمال المخلة أو التصرفات اللامسؤولة قد تتسبب في الإساءة لبلدنا وفي عزوف الكثير من السياح الراغبين قضاء الصيف مع أسرهم في المرات القادمة وقد يضطرون في أحايين كثيرة إلى العودة إلى ديارهم بسبب تلك التصرفات .من بين هذه التصرفات هو ما جاء على لسان / يانكوفيتش بالفعل فتصرفات بعض رجال المرور الذين لا هم لهم سوى ترقب السيارات التي تحمل أرقاماً أجنبية والدخول مع سائقيها في مد وجزر قد يهدف من إقافها للحصول على المال كما قال / يانكوفيتش .إننا لا نقصد بكلامنا هذا أحد بعينه من رجال مرور بلادنا أو غيرهم , كما لا نطالب بفتح الباب على مصراعيه لأصحاب اللوحات الأجنبية وعدم إيقافها حال الاشتباه أو المخالفة كقطع الطريق أو الإشارة وعكس السير خلال المشي , قطعاً .. لا .فنحن مع رجال المرور لضبط حركة السير والعمل على التخفيف من الازدحامات خصوصاً في المدن الرئيسية ومعاقبة كل المخالفين لذلك بالطرق القانونية , بالإضافة إلى أننا نقدر جهودهم الكبيرة التي يبذلونها خلال تأديتهم لهذه الأعمال وما يلاقونه من متاعب خصوصاً خلال فصل الصيف , لكن وكما ذكرت آنفاً فإن أياً من التصرفات التي قد يقوم بها بعض من الأشخاص سواء أكانوا يعملون في أجهزة الدولة أو من عامة المواطنين قد تؤثر وبشدة على نفسية وعقلية هؤلاء الزوار والسياح الذين نتفق في النهاية على أنهم “ ضيوف “ .ولست بحاجة في هذا المقام لسرد واجب المضيف على الضيف وما توجبه علينا عاداتنا وتقاليدنا الأصلية التي توارثناها منذ القدم هنا في بلادنا , فضلاً عن أن هؤلاء الضيوف تستفيد منهم بلادنا من خلال تنشيط الاقتصاد والدخل والمردود الكبير الذي يعود بالمصلحة للوطن والمواطن أيضاً .فلماذا إذاً نعمل على الإساءة إلى أنفسنا .. إلى تراثنا .. إلى عاداتنا وتقاليدنا الأصلية , بل إننا نسيء إلى وطننا سواء بقصد أو بغيره .. بتصرفات نظن وقتها بأنها سهلة وبسيطة ونكتشف في النهاية بأن عواقبها وخيمة .إن ما يتوجب علينا فعله اليوم تجاه كل زوار بلادنا , هو عكس الصورة المشرفة لبلادنا ولوطننا هذا .. لماضينا العريق .. ولحضارتنا المشرفة .. ومستقبلنا المزدهر إن شاء الله .. ولضيوف اليمن نقول : “ نتمنى لكم طيب وحسن الإقامة بين أهلكم وأصدقائكم , شرفتونا والبيت بينكم “ .والله من وراء القصد ,,,
|
آراء حرة
يانكوفيتش .. والمسيئون للسياحة
أخبار متعلقة