صباح الخير
نزعة التوحد نزعة يمنية أصيلة منذ القدم ، وإعادة لملمة الشمل اليمني كان اليوم مقدمة لإعادة الاعتبار للتاريخ والجغرافيا على مستوى الجزيرة العربية ، التي كانت ولا زالت وحدة جغرافية متداخلة في تقاليدها وعاداتها وفي نمط حياتها ، ومتجانسة في نظامها الأخلاقي والقيمي على مدى التاريخ كله .. وبالرغم من الفجوة الاقتصادية والاجتماعية التي طرأت على هذه المنطقة في العقود القليلة الماضية ، إلاّ أن هذه الفجوة قابلة للردم .تأهيل اليمن للاندماج في اقتصاديات الخليج العربي وعلى مستوى الجزيرة العربية بوجه عام مشروع تأجل كثيراً ، وصار اليوم أكثر الحاحاً بالنسبة لمجتمع المنطقة برمتها ، وسيأخذ شكل التكامل والتعاون والمساعدة المتبادلة لصالح الجميع ، ولصالح الأجيال المتعاقبة في المنطقة عموماً، فهذا هو زمان الكيانات الاقتصادية الكبيرة ، ومنطقة الجزيرة باقتصادها ومواردها الطبيعية، قادرة أن تقدم النموذج للوحدة العربية والاسلامية المنشودة والمؤجلة.فالأنانية والانغلاق على الذات وضعف الطموح كان دائماً وراء تأجيل مثل هذه الأحلام وجعلها حقيقة واقعة في الممارسة العملية ، وبروح الاقتحام والمبادرة الابداعية كانت فكرة انضمام اليمن إلى مجلس التعاون الخليجي ، فكرة استراتيجية تاريخية تبناها اليمنيون والخليجيون معاً في الوقت المناسب ، ودعم هذه الفكرة من قبل الدول الكبرى ، جاء استجابة للحاجة الموضوعية المشتركة وكذا للأهداف والمصالح المشتركة للجميع .لقد تحددت فترة زمنية لا تتجاوز العقد من الزمن لإحداث هذه الانتقالة في الجوانب الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية ، لانجاز مشروع حضاري متميز في هذه المنطقة من العالم ، ولابد أن يستشعر هذه المهمة التاريخية كل مواطن من مواطني الجزيرة العربية ، بما فيها اليمن ، ليصبح الحلم حقيقة .وحتماً ستكون نتيجة تنفيذ هذه الخطوة الاستراتيجية مهّمة ونشطة في بداية النهاية ،للفقر والجوع والمرض والبطالة في هذه المنطقة ، وخطوة متقدمة للارتقاء بانسانية الانسان ووعيه وفاعليته الاجتماعية والسياسية والدفاعية ، ليكون مجلس التعاون نواة للوحدة العربية والاسلامية فعلاً لا قولاً ، فهل نحن جادون ومهيّؤون لهذه الانتقالة التاريخية .. نرجو ذلك .
