في اجابته عن السؤال التاسع عشر في المقابلة التي أجراها المحاور/ سامي كليب في قناة الجزيرة.. قال الشيخ / عبدالمجيد الزنداني انه كان ( شبلاً)عندما بدأ يتعرف على الاخوان المسلمين في مصر؟!.. وانهم أي الاخوان كانوا يعتبرونه من صف الاشبال اوصف الناس الذين لايبنى عليهم اعمال في ذلك الوقت !.. فلا غرابة ان يخرج الشبل ( الصبي) من اليمن - البلد المغلق - الى ارض الكنانة وتسهل له هذه الفرصة التي كان يحلم بها كل شاب قد تعدى وتخطى مرحلة الاشبال ؟! .. ثم كانت المفاجأة التي الجمت الالسن وفرضت على كل مشاهد ومستمع لتلك المقابلة العجيبة حالة الانبهار والتعجب من موقف شيخنا الجليل وهو يتحدث عن ( الشوكلاته)!.. تلك ( الشوكلاته) التي اشتراها ( الزنداني) وهو صغير بمبلغ مئة شلن.. وبطريقة الممثل الذي لم يحسن دوره في المسرحية الهزلية راح شيخنا الوقور يسرد قصة مفبركة ابتدأها بالشك الذي لازمه بعد حصوله على (الشوكلاته) ودفع المبلغ ( مئة شلن) .. وظل يسأل نفسه .. هل دفع لزيد قيمة ( الشوكلاته بمئة شلن)؟.. وظل شكه القاتل يلازمه حتى مثل امام والده ( رحمه الله) .. حتى ان والده نهره ( وكاد يبطش به ) .. ثم قال له .. هل تريد ان تأكل حرام ؟ّ! هذه القصة للاسف يمكن لها ان تنطلي على من لم يعش في عدن .. ويعرف حياة ابناء عدن في تلك الحقبة الزمنية التي كان فيها ( الزنداني) صبياً او شبلاً؟!.. فأي نوع في ذلك الزمن قد عرف بالشوكلاته ؟! .. ومن هو ذلك الصبي الذي يبعثر المال ليشتري ( شوكلاته بمئة شلن) ؟!.. نحن نعرف في ذلك الزمن وفي عدن تحديداً ان الواحد منا كصبيان عندما تجود عليه اسرته بحق (العواف) يذهب الى دكان الشحاري ليشتري (نعنع او شكليت) .. وكانت قيمة الحبة النعنع او الشكليت لاتزيد على (العانة) واذا زادت الاسعار (رغم انها لاتزيد كما هي عليه في هذا الزمن) كانت القيمة لاتتعدى (الست بيس)؟!.. فلربما ان الزمن والاحداث قد طوت شريط الذكريات لدى شيخنا الجليل فلم يعد يذكر شيئاً من ذلك الماضي الجميل الذي عاشته عدن ومعها ابناؤها الطيبون والذي كان الشيخ / عبدالمجيد واحداً منهم ؟!.. وقبل هذه العصرات واللويات التي تهنا وضعنا ونحن نحاول ملاحقة الشيخ / عبدالمجيد في تلك المقابلة !.. فقد بلغت في حالة الاستغراب حدها الأبعد عندما سأل ( شيخنا) المحاور/ سامي كليب عن الحب؟.. فهرب (الشيخ) من ذلك السؤال كانت اجابته مبعث على الاستغراب فقد كان رده على سؤال الحب بقوله .. حب الثورة رغم ان شيخنا قد اعترف بأنه كان ينوي الزواج من مصرية لكن ( لم يتيسر له ذلك) ؟! وكلنا يعرف معنى الاقدام على الزواج في ذلك الزمن وشيخنا في ريعان الشباب!!.. وان جاز لنا ان (نفوت) للشيخ هذه الكبوة التي وقع فيها .. فنقبل اجابته بأنه الشاب او الصبي الجاد الذي تفتقت مكنونات واحاسيس طفرة الشباب عنده على حبه للثورة .. فأي ثورة كان يقصدها الشيخ/ عبدالمجيد ؟! هل هي الثورة المصرية؟! ام الثورة اليمنية؟! فإذا كان حبك للثورة اليمنية فإننا لم نجد لك أي ذكر في سجل تاريخ هذه الثورة العظيمة .. ولم نسمع بأن واحداً من رجال سبتمبر الخالد قد ذكر اسمك في استعراض ادوار الرجال الذين صنعوا الثورة وانطلقوا بها من مصر عبدالناصر ؟! باستثناء ماقلته ورددته عن قطع الدراسة من اجل الثورة!..لكني اجزم بان حبك للثورة المصرية الذي لم يكن واضحاً لارتباطك بالاخوان المسلمين الذين كانت لهم مواقفهم العدائية للثورة المصرية ولاننا نحب قراءة التاريخ وصناع ذلك التاريخ فإنني في حيرة ايها الشيخ الجليل من أمرك ؟! فأنت تقول انك (شبل) وان الاخوان كانوا لايبنون عليك .. ولكنك تشارك العلماء ومنهم ( الشيخ الغزالي- رحمه الله) في تقييم وانتقاد الميثاق الوطني للثورة المصرية ؟ وسجلت رايك في زعيم الأمة وقائدها الرمز / جمال عبدالناصر (رحمه الله) دعماً منك ومشاركة جادة وفعلية مع الاخوان فكيف يحدث هذا وكيف يمكن لنا تمرير و(تفويت) هذه التوليفات العجيبة! فأنت باعترافك لاتشارك الاخوان إلا في رحلاتهم ولاتشاركهم في اعمالهم لانك( لسه) شبل ولايبنى عليك .. لكن فجأة ( تطلع) لنا بحكاوى وقصص بطولاتك في تقييم ونقد الميثاق الوطني وزعيم مصر والامة ( جمال عبدالناصر) والغريبة ان الثورة اليمنية - صاحبة الحق عليك ولم تركب لها قصص مثلما حضيت به مصر والاخوان فيها؟!.. اما الطامة الكبرى ايها الشيخ الجليل فهي قصة الحماية التي جاءت اليك من احد القساوسة وشعرت بخيبة أمل شديدة وانت ( تستفز) أخوتك واهلك في اليمن وتهددهم بأن هناك حماية منتظرة لك لو ان اليمن واهل اليمن والحكومة اليمنية لن يوفروا لك الحماية المطلوبة من الامريكان؟! والمصيبة الكبرى ان من شاهد تقاسيم وجهك وانت تعلن (عرض) ودعوة القسيس لك ليأويك في احد ديرهم سيعرف ماتضمره في دواخلك من عدم ثقة في اهلك!.. وفرحتك الماثلة في وجهك التلفزيوني الذي كان يملىء الشاشة وانت تعلن فرحتك الكبرى بهذه الدعوة و(العرض) فهل نسيت ايها الشيخ الجليل ان زعيم الدولة والنظام الذي يصدر الدمار والهلاك للعرب والمسلمين هو الذي يعلن ان كل اعماله وافعاله وخططه يستمدها من الكنيسة التي سيأويك احد ديرها؟!.. وامستغرب ان تقف وقفتك الشديدة امام (زلة) لسان الرئيس الامريكي الذي قال انها (حرب صليبية) ثم تبتهج لدعوة من يبارك للزعيم الامريكي كل سياساته الجنونية التي جاءت بالخراب والدمار للأمة العربية والإسلامية وأود ان اطرح سؤالاً بسيطاً هنا.. لوان هذا العرض او الدعوة للحماية قد قدمت لغيرك.. فما هي الفتوى التي ستصدرها بحقه ومبعث سؤالي البسيط هذا الهروب العجيب الذي سجله (الشيخ) عندما سأله المحاور/ سامي كليب عن العرب من غير المسلمين الذين يتصدون ويقفون بشجاعة مع أخوتهم من العرب والمسلمين في مواجهة المخططات المضرة والمهلكة في بلدانهم الآمنة وضرب مثلاً ( سامي كليب) في سؤاله هذا بعزمي بشارة والاب ميشيل الصباح.. فكانت اجابة (الشيخ) الغامضة (انا لا أتكلم عن اسماء)؟!.. وهنا الغرابة كل الغرابة.. فهو لايتكلم عن هؤلاء الذين يسطرون ملاحم بطولية بحق الارض والناس ولكنه يتكلم بكل ابتهاج وفرح لايوصف عن القسيس اللبناني الذي سيحميه ويأويه في دير يحميه من الملاحقات والمطالبات الأمريكية له؟! للعلم لقد دخلنا في مناقشات حادة هنا في عدن بشأن الأعمال الإنسانية التي تقدمها إحدى الكنائس في عدن.. هل تعلم ايها الشيخ ان من تلامذتك وحملة افكارك يناهضون هذا العمل الانساني.. وحجة تلامذتك ان هذه الاعمال التي في ظاهرها الخير والمصلحة الانسانية الخيرية هي تحوي في باطنها السم القاتل لان ذلك حسب قول تلامذتك .. اسلوب المبشرين الذين يدخلون على الناس برداء الخير والمساعدة وفي بواطن أعمالهم الشر والضرر للناس في دينهم ..وان اسلوب غسيل الأدمغة تأتي من خلال هذه الاعمال طبعاً انا أتوقع نفي هذه الفتاوى والآراء الحازمة مثلما نفيت قضية الخمور ( والعياذ بالله) والاعمال اللا اخلاقية التي انتشرت في عدن وقلت انه لا علم لك بذلك!.. عجيب هذا الامر الم تكن مادتك التحريضية في المعسكرات قبل الحرب اللعينة بوصفك لعدن بأنها وكر للخمور والاعمال المشينة؟! !فماذا يحدث اليوم في معظم محافظات الجمهورية وعدن وأنت لاتعلم عن ذلك شيء.. ام انه كان ادعاء بالحق الذي يراد به باطل؟ لقد شعرت بحالة شديده من الغبن والقهر والندم عليك وعلى ماكنت عليه وأنت الشيخ صاحب المقام العالي الذي كنا نرتكن اليه في حالة العجز الذي يصيبنا ونحن منغمسون في هموم الدنيا التي تشغلنا ( آسفين) عن بعض واجباتنا الدينية رغم اننا (بحمد الله) كنا ولازلنا وسنظل (بأذنه تعالى) حتى يوم البعث والنشور على دين سيدنا ورسول الله (صلى الله عليه وسلم) محمد ابن عبدالله النبي المختار وآخر الانبياء والمرسلين.. وعلى شدتنا وقوة عزيمتنا وتمسكنا بدين محمد (صلوات الله عليه) ولسنا بحاجة لمن يذهب بنا نحو التوهان بعيداً عن امور دين الحق الاسلام السمح!.. فهل لي رجاء ياشيخنا العزيز ان تحفظ صورتك التي اصبحت تملأ الصحف والقنوات الفضائية! فإنني لازلت اتذكر ذلك اللقاء الاول لي بك بعد الوحدة المباركة عندما كنت ساكناً في عمارة الرجل الطيب والانسان النبيل (الحاشدي) في طريق الجامعة ورايتك لاول مرة وانت خارج من منزل الشيخ / الحاشدي يوم جمعة وكنت في طريقي لاداء صلاة الجمعة .. وتلاقت نظراتنا سريعاً.. ورسخت في ذهني من ذلك اليوم انطباعات لم تتغير على الإطلاق .. بل انها تتعزز يوماً بعد يوم .. ولي لقاء؟!
|
آراء حرة
الشيخ الشبل؟!
أخبار متعلقة