في الوقت الذي تراجعت فيه وتيرة العنف بشدة في العراق
بغداد / 14 أكتوبر / رويترز :قالت الشرطة العراقية إن ست سيارات ملغومة انفجرت في أنحاء مختلفة من بغداد يوم أمس الاثنين ما أدى إلى مقتل 34 شخصا على الأقل وإصابة العشرات بعدما أثارت سلسلة من الاعتقالات استهدفت مقاتلين سنة توترات في العاصمة العراقية. ووقع أحد هذه الانفجارات في سوق بحي مدينة الصدر بشرق بغداد وأسفر عن مقتل عشرة أشخاص على الأقل وإصابة 65. وانفجرت سيارة أخرى بالقرب من مجموعة من العمال يقفون في صف ما أدى إلى مقتل ستة وإصابة 16 آخرين. وهز انفجار منطقة تسوق في الحسينية بالضواحي الشمالية لبغداد مما تسبب في سقوط أربعة قتلى. كما وقع انفجار رابع في شارع بشرق بغداد مستهدفا فيما يبدو قافلة مسؤول بوزارة الداخلية مما أسفر عن مقتل أحد حرسه وأحد المارة. وفي السياق نفسه قال صاحب متجر ويدعى عبد الجبار سعد عن ذلك الهجوم الذي رآه : «أحدث الانفجار أضرارا كبيرة بمبان بل أنه أصاب بعض الأطفال ... لعن الله أولئك الأشخاص.» ووقع انفجاران منفصلان في سوق واحد بحي أم المعالف بجنوب بغداد بعد ساعات من الانفجارات الأربعة ما أسفر عن مقتل 12 من المارة وإصابة 25 آخرين. وجاءت سلسلة الهجمات المميتة بعد أسبوع من الاعتقالات في بغداد ألقت خلاله الحكومة العراقية التي يقودها الشيعة القبض على مقاتلين سنة في مجالس الصحوة. وبهذا الصدد لم يعلق مسؤولو وزارة الداخلية العراقية على ما إذا كانت الهجمات منسقة أو أنها رد فعل على الاعتقالات التي تسبب إحداها في اشتباكات يوم السبت الماضي بين قوات عراقية وأنصار أحد قادة مجالس الصحوة المحتجزين. وما زالت الحكومة العراقية تصر على أنها لا تعتقل سوى المطلوبين في جرائم خطيرة لكن المقاتلين وغالبيتهم من المسلحين السابقين يخشون أن تكون الحكومة تصفي حسابات طائفية. وعلى الصعيد نفسه قال المحلل كاظم المقدادي وهو أستاذ في جامعة بغداد إن مثل هذا الربط ليس مستبعدا. وأضاف لرويترز أن أي عمل أمني يحتمل أن يكون رد فعل. وتابع أن الانفجارات قد تكون فعلا من أفعال الصحوة أو أشخاص يستغلون الوضع. وانضمت قوات الصحوة للقوات الأمريكية التي تحارب متشددي تنظيم القاعدة في العراق في أواخر 2006 وتولوا حراسة نقاط التفتيش وشنوا غارات في أنحاء مختلفة من العراق. ومن ناحيتها بدأت الحكومة العراقية السيطرة على مجالس الصحوة بنهاية العام الماضي 2008م لكن انعدام الثقة بين الجانبين لا يزال كبيرا. ويشكو بعض مقاتلي الصحوة من أنهم لم يتلقوا أجورهم منذ شهرين لكن مسؤولين عراقيين يقولون إن الأمر لا يتعدى خطأ إداريا جرى إصلاحه الآن. وذكر مسؤولون أمريكيون وعراقيون أن القاعدة وجماعات متمردة أخرى اخترقت عددا قليلا من مقاتلي الصحوة الذين يصل قوامهم إلى 90 ألف شخص. وذكرت مصادرة مقربة من الحكومة العراقية أنّ وتيرة العنف تراجعت بشدة في العراق إلى مستويات لم تحدث منذ أواخر عام 2003 لكن المسلحين ما زالوا ينفذون تفجيرات كبرى وبخاصة في العاصمة ومحافظتي ديالى ونينوى الشماليتين.