عبدالناصر والرئيس العراقي عبدالسلام عارف والرئيس الجزائري بن بله
احمد بن جدو عندما يقوم جراح تجميل بجراحة تجميلية ,دائما يحتفظ بصورة مريضه قبل وبعد عملية التجميل , ليتباهى بكفاءته وعبقريته ولكن قد تكون نتائج هذه العمليات بشعة ,حين يكون الجراح دون المستوى وهذا ماحدث مع جمهورية مصر العربية, حيث أن الجراح الذي قام بتغيير صورتها كان ضعيف الخبرة, فأفقدها كل ملامحها وحولها الى مجرد مسخ فمصر اليوم هي صورة مشوهة لمصر الأمس . كنا نعرف مصر من خلال أدوارها المتعددة فهي قائدة التنوير والتحرر في العالم العربي وإفريقيا وبلد الانجازات فمصر في عهد الزعيم جمال عبد الناصر كان لها دور جبار في دعم حركات التحرر في إفريقيا ,فقد دعمت الثورة الجزائرية بالمال والسلاح والعلاقات ولم تبخل بالغالي والنفيس في سبيل ذلك .[c1]1 - الدعم العسكري و المادي:[/c]قامت مصر بدور جبار في تدعيم الثورة الجزائرية عسكريا و ماديا منذ انطلاقتها حيث تم صرف كميات من الأسلحة الخفيفة (بنادق، رشاشات،قنابل يدوية) كما تسلم قادة الثورة مبلغ 5000 جنيه لتوفير اكبر كمية من السلاح وإعداد أسلحة للتهريب إلى الجزائر مباشرة،وقدرت أول شحنة أسلحة مصرية بـ 8000جنيه وقد دخلت عن طريق برقة (ليبيا)كما أن أول صفقة أسلحة من أوروبا الشرقية كانت بتحويل مصري بحوالي مليون دولار هذا فضلا عن مساهمات الجامعة العربية التي كانت تأتي عبر مصر كما قامت الحكومة المصرية بشراء المراكب(دفاكس) من اليونان في 20 مارس 1956م بغرض نقل الأسلحة إلى الجزائر، وقامت هذه السفينة بنقل الشحنة التاسعة إلى منطقة الأوراس و قسنطينة عبر تونس وعقب المؤتمر الأول للمجلس الوطني للثورة في 1957م تم إعداد دراسة كاملة للموقف العام للثورة وتطوراتها قامت مصر بتسليم مندوب الجزائر بالقاهرة احمد سليم أربع دفعات(3) بلغت 53طن من الأسلحة و الذخيرة [c1]2 - الدعم السياسي و الدبلوماسي:[/c]لعبت مصر دورا مهماً في تدعيم مشاركة الجزائر و تمثيلها في مؤتمر باندونغ لنصرة الشعب الجزائري ما أعطى للقضية الجزائرية دفعا نحو التدويل حيث تضامنت معها شعوب آسيا و إفريقيا و أوروبا وكانت كلها عوامل لاستمرار الكفاح المسلح لاسترجاع السيادة الوطنية، كما كان لمصر دور مهم وفعال في تمكين الجزائريين من التأثير في منظمة الشعوب الآفروآسيوية منذ نشأتها بالقاهرة ديسمبر 1957م.وما ميز مؤتمر باندونغ هو ليس تدويل القضية الجزائرية ومساندتها ماديا ومعنويا فقط بل أكثر من ذلك حيث التزم أعضاؤه بتقديم المساعدة المادية لحرب التحرير الجزائرية و تأييد المطالب الجزائرية و شرعية الوسائل المستعملة (الكفاح المسلح)من اجل الحرية ومصركانت رائدة التنوير فكتاب مصر وعلماؤها وأطباؤها وأساتذتها كان لهم بالغ الأثر في تكوين وعي الشعب العربي فكانت مصر هي نجيب محفوظ وطه حسين ومحمد حسنين هيكل ومتولي الشعر اوي و إحسان عبد القدوس.وقد عرفت مصر بلدا للإنجازات بتأميم قناة السويس , وبناء الهرم الرابع أضخم مشاريع القرن العشرين السد العالي.وعرفناها القلب النابض للعروبة حاضنة العرب وأختهم الكبرى. لكن دوام الحال من المحال فمصر اليوم نعرفها بتمزيق الصف العربي وبجدار العار وبخنق وتجويع الفلسطينيين والـتآمر عليهم ونعرفها الحامي الأول لأمن الكيان الصهيوني ونعرفها برئيسها العاشق للحكم، مصر اليوم نعرفها بقوتها الناعمة الرديئة, مصر اليوم هي سعد الصغير وشعبان عبد الرحيم وروبي;ونعرفها بنخبتها التي تسب الشهداء بسبب جلد منفوخ, فمصر تخلت عن ثوب العروبة وأصبحت عارية فلا يليق بها غيره.فيمكن القول إن مصر اليوم هي تقليد صيني لمصر الأمس وفي النهاية يمكن القول إن الشعب الذي أنجب رجلاً مثل الزعيم جمال عبد الناصر لايمكن أن يظل ساكتا قانعا راضخا بما يفعل بوطنه العظيم وأن يلطخ تاريخه المجيد فلابد أن يأتي يوم وتعود مصر إلى وضعيتها الطبيعية وتعود مصر قلبا للعروبة وتتطهر من كل خطاياها فلابد أن يخرج جراح تجميل كفؤ ويعيد اليها صورتها الجميلة.