الفنان اليمني الكبير فيصل علوي لــصحيفة ( 14اكتوبر )
لقاء/ عيدروس نورجي - تصوير/ محمد عوض:في أحد أيام عيد الفطر المبارك توجهنا أنا وزميلي المصور محمد عوض الساعة الثانية عشرة ظهراً إلى منزل الفنان الكبير محبوب الجماهير فيصل علوي حيث كان في استقبالنا الزميل جعفر السقاف أخو الصحفي الإذاعي علوي السقاف، وأوصلنا إلى غرفة الفنان فيصل الذي كان مسترخياً على فراشه .وبدأنا حديثنا معه بالاطمئنان على صحته حتى أنه استغرب من زيارتنا كونها شخصية إلا أننا أصررنا على أن نستغلها لتلمس همومه وحالته الصحية حيث رحب بنا ترحيباً حاراً شاكراً الله على نعمه حامداً إياه على الصحة والعافية مهنئاً شعبنا والقيادة السياسية بهذه المناسبة العظيمة متمنياً من الله تعالى أن يشفي جميع خلقه وأن يجعل كل أيامهم أفراحاً وأعياداً.أما عن صحته فيقول فيصل: الحمد لله على ما أصابني فهذا مكتوب ونحن مؤمنون بما يبتلينا به وهي سنة الحياة وماهو إلا ابتلاء وربما يكون هذا التعب نتيجة للعطاء فأنا أطرب منذ أربعين عاماً، غنيت للأرض وللوطن والإنسان وقدمت عصارة جهدي للوطن، وأنا راضٍ عما قدمته، والفن في عروقي منذ طفولتي ولا يزال في داخلي براكين وأنهار ومازلت بصحة جيدة وأطمئن جمهوري على أنه مازال عندي الكثير لأقدمه فمنذ سنة وشهرين وأنا في فترة استراحة لكني لم أنسكم ولم أنس عودي، فالفن إحساس ومشاعر.وأنا عندي الجديد لكثير من الشعراء منهم نصيب وعبدالله هادي سبيت والحجيري وعبدالله باجهل وأحمد عباد الحسيني أجمل ما قالوه من كلام. وسبق أن تعاملت معهم وأحسست بما يكتبون، وكل منهما له أسلوبه الخاص، فالشاعر نصيب يقول شيئاً وعبدالله باجهل يقول شيئاً آخر وكل منهم له مفهومه الخاص في ما يستطيع إيصاله وكلهم عمالقة وكبار ولكن الحجيري أكبرهم فقد كان يرحمه الله يفهمني تماماً كفنان قريب من جمهوري وقد تقاربنا أكثر منذ بدأنا نشكل ثنائياً وكان ذلك في السبعينات عندما تم التقارب بيننا في أول عمل قدمه لي وكان في المستوى المطلوب وهي أغنية:يالذي في الحسن آيهفيك للهاوي هوايةولهذا القلب غايةبالرضى كان البدايةيا ترى كيف النهايةهذه كانت البداية بيني وبين (أبو صلاح) ومن هنا انطلق سالم معي وشكلنا ثنائياً جميلاً وتوالت الأعمال بيننا، وهذه الأغنية تغنى بها الكثير من الفنانين، وغنيت له الكثير من الأعمال وكلها كانت ناجحة ومنها:( الصبر مفتاح الفرج/ وخماسي الحروف ومهم قلنا مهم) وكثير من الأعمال.. والحجيري أنا أعتبره سيلاً دفاقاً ليس له نهاية.أما عن آخر لحن فيقول الفنان فيصل: لا يوجد عندي آخر لحن، بل عندي ألحان وأعمال، وما قدمته لجمهوري هو أقل القليل ومازال في داخلي الكثير والكثير، وهناك أعمال جميلة ستسمعونها قريباً إن شاء الله عندما أشعر أني تعافيت، ومنها أغنية من كلمات الشاعر عبدالله سبيت وهي شبه جاهزة يقول مطلعها:جميل فيك كل شيء حتى خصامك ياروحيحتى ولو هو كم أدمع وعمق جروحيكم قلت للدمعة اجمدي لا تروحيلا تزعجي الخد بل ساني إلى القلب روحيلقد أحببت كل ما قدموه لي من كلام جميل وتعاملت معهم بنفس طويل لأن كلامهم جميل، وتعبتفي ألحانها، ولهذا الجمهور يطالبني بالجديدوأنا أعتز بهذا وأشعر أن الحمل ثقيل، لكني أعدهم بأنني قريباً سأكون بينهم بالجديد والجميل . وأضاف: أما عن ذكرياتي مع أبو صلاح (الخواجة) فهو رجل كبير ومقامه أكبر وله الفضل في تشجيعي ودعمي، فأنا أعرفه منذ أن بدأت أغني وأنا طفل فهو من قريتي (الشقعة) وقد تنبأ لي بمستقبل عندما كنت أغني في المدرسة والحواري بتشجيع من والدي الذي حببني في الفن فقد كان فناناً أيضاً، وجدي كان قاضياً، فأسرتي كانت مثقفة فلم يعارضوا أن أكون فناناً بل شجعوني لأن موهبتي ظهرت منذ الصغر، وأبو صلاح الله يرحمه.كان بالنسبة لي الهرم الذي ستمد منه قوتي في العزف عندما أعزف وهو أمامي وهذه حقيقة لأن أسلوبه في مناداتي يشعرني أنه يحثني على أن أتغنى بكل الألوان أراه أمامي كأني أرى سيل تبن.. وقد تألمت كثيراً عندما مات وأنا في أمريكا ولازلت أتذكر صدى صوته خاصة في المخادر التي أطرب فيها.فالفنان الكبير يظل كبيراً وهناك عدد من الفنانين الذين غنوا للوطن معي وأنا سعيد بتعاملي معهم فالفن رسالة فمن حافظ عليها وتعامل معها بصدق فسيجد نفسه محبوباً عند من يقدر قيمة هذه الرسالة.كما أني سعيد جداً أن الدولة تقدر الفن والفنان وقيمة عطائه وما قدمه فمنذ أن مرضت والاتصالات والزيارات لم تنقطع وأنا أشكر كل من واساني واطمأن على صحتي وفي مقدمتهم الرئيس علي عبدالله صالح رئيس الجمهورية حفظه الله، الذي دائماً ما يسأل عني ويقدم الدعم لي مادياً ومعنوياً، والأستاذ علي مجور رئيس الوزراء، ورئيس مجلس الشورى عبدالعزيز عبدالغني و محافظ لحج والوكلاء والدكتور عدنان عمر الجفري محافظ عدن وكثير من الشخصيات والمواطنين.. كما لا أنسى أن أهنئ صديقي الفنان أيوب طارش بالعيد وأتمنى من الله أن، يشفيه من الأزمة الصحية التي ألمت به وأدخلته إلى المستشفى ولا ننسى أن نشكر الرئيس علي عبدالله صالح راعي الفن والفنانين الذي كما علمت تبنى علاجه، وهذه لفتة كريمة منه... ونسأل الله أن يوفقه في دحر المتآمرين والحاقدين على هذا الوطن ونقول له نحن صامدون معك صمود الشرف فالوحدة باقية في عروقنا والوطن كبير بوجودكم وحبكم، وحب الشعب لكم.كما لا أنسى أيضاً أن أشكر الأستاذ/ أحمد محمد الحبيشي رئيس تحرير صحيفة (14أكتوبر) الرجل الذي عودنا دائماً أن يكون عوناً وسنداً لنا في إيصال رسالتنا إلى الوطن وإلى جمهورنا الحبيب فألف تحية وسلام لهذا المثقف العظيم وكل عام وأنتم بخير.