الشاعره السعودية عيدة الجهني
تحولت الشاعرة السعودية عيدة الجهني الى ظاهرة لافتة في المشهد الثقافي الخليجي بعد ان تقدمت المنافسين من الرجال للوصول الى المرحلة الثالثة من مسابقة “شاعر المليون” التي تنظمها هيئة ابوظبي للثقافة والتراث وتعرض على قناة ابوظبي.وعلى الرغم من الضغوط الكبيرة التي تعرضت لها الشاعرة الجهني من افراد في عائلتها وقبيلتها لترك السباق لانها امرأة، الا انها اصرت على الاستمرار مؤيدة بموقف مساند من زوجها الذي يحرص على حضور المسابقات مقدما لها دعما ملحوظا. وشكرت عيدة زوجها مشيدة بموقفه الذي لم يهتز رغم الضغوط.وتمكنت الشاعرة الموهوبة التي تكنى بـ “وحيدة السعودية”، من ان تحافظ على موقعها المتقدم في منافسة حامية مع الشعراء الرجال بحصولها على ثناء الجمهور وسيل لا ينقطع من التصويت المساند لها يتدفق من انحاء الخليج عموما، ومن بلدها السعودية بشكل خاص.وحصلت الجهني على 59% من تصويت الجمهور مما حجز لها موقعا في المرحلة الثالثة من اهم مسابقات الشعر النبطي.وتقول عيدة الجهني “انا فخورة بوصولي الى المرحلة الثالثة لاكون اول شاعرة تحقق هذا الانجاز وهذا يجعلني حريصة على الفوز.”وتستقطب قصائد عيدة المئات من الحضور في مسرح شاطئ الراحة في ابوظبي حيث تقام المسابقات، وتلهب ابياتها حماسة العديد من الحاضرات، في حين يحرص الملايين من المشاهدين عبر قناة ابوظبي الفضائية وقناة شاعر المليون على متابعتها وهي تتغنى بعائلتها وقبيلتها وبلدها السعودية.وأطلقت الشاعرة موقعها الخاص على الانترنت “وحيدة السعودية” www.wahedaalsaudiah.com لتعزز حضورها الشعبي والأدبي.وعيدة الجهني واحدة من ثلاثة متسابقات ترشحن للمسابقة، لكن حظوظ سهام العدوان وحنين العجارمة (من الاردن) لم تسعفهما امام سيل الملايين من رسائل الهاتف النقال القصيرة التي تشير الى مدى شعبية المتسابق لدى الجمهور.وركزت الجهني في قصائدها على صراع المرأة في اثبات حقها في الحضور الثقافي وان بامكان المرأة ان تكتب شعرا وادبا لا يقل روعة عما يكتبه الرجل.وتتنافس عيدة مع 19 شاعرا في الدورة الثالثة التي تبدأ في 19 فبراير مما يقربها خطوة لكي تصبح “شاعرة المليون”.واصبحت عيدة الجهني مثالا يقتدى به في منطقة الخليج ويدفع اصرارها على التأهل العديدات من بنات جلدتها ان يتقدمن لخوض غمار سباق الشعر في الموسم القادم.وتقول الاعلامية نشوة الرويني المنتجة المنفذة لبرنامج “شاعر المليون” ان صعود عيدة “اثار الفخر في نفسي. انها مثال للمرأة الحريصة على احتلال موقعا تستحقه في عالم الادب متجاوزة كل الصعاب.”وتحول برنامج “شاعر المليون” الى اهم برنامج ثقافي عربي وخليجي يستقطب الملايين من المشاهدين ويسجل اعلى ارقام المتابعة متفوقا حتى على مباريات كرة القدم الاكثر شعبية في منطقة الخليج.ويهدف البرنامج الى بث روح الادب والاحساس بالاصالة والتراث لدى جيل من الشباب العربي والخليجي ظل لعقود مشتتا بين الادب والثقافة المحليين اللذين يعانيان من تردي المستوى، والاجنبي المبهر لكن الغريب عن عادات وتقاليد المنطقة.واثار البرنامج حفيظة بعض الاوساط المتشددة التي رأت فيه تهديدا لنمطية العلاقات الثقافية السائدة، في حين يصر النقاد والمثقفين على انه حرك مياها راكدة واطلق مواهب شابة كانت بعيدة عن الاضواء.واستحث نجاح “شاعر المليون” عددا من الدول الخليجية الى اعادة النظر بمهرجاناتها الشعرية ومسابقات شعرائها.وقررت السعودية بث دماء جديدة في مهرجانها الشعري السنوي “الجنادرية” بدعوة شعراء ومثقفين من خارج حلقة المدعوين التقليدية التي تتكرر منذ عقود.وتبعت قطر والكويت ودبي خطى السعودية وتحاول تحديث مهرجاناتها ورفدها بالشباب الذي وجد ضالته في برنامج “شاعر المليون”.وينتظر المراقبون ردود فعل المؤسسة الدينية السعودية التقليدية على الشكل المحدث من مهرجان الجنادرية بعد سيل من الانتقادات وجهها رجال دين نافذون لمهرجانات الشعر في دول خليجية اخرى.وليس من المعروف ان كان للنساء فرصة الدخول في منافسات الشعر النبطي او التقليدي بشكل مباشر في حلبة تسيدها الرجال كما حدث مع عيدة الجهني.ويفخر الادب العربي بشاعرات الجزيرة العربية من اللواتي عاصرن الاسلام وحاربن التقاليد السائدة في حينها وكن جنديات في جيوش الفتح، باليد والابن.. والشعر.