أتمّ حفظ كتاب الله في (19) شهراً
في ليالي شهر رمضان بالكويت يتتبع المصلون المساجد التي يتميز قراؤها بحسن الصوت في مساجد الدولة الكبرى، ويحظى “قراء كتاب الله” باهتمام كبير، ويبرزون جميعاً من خلال أدائهم لصلاتي التراويح والتهجد في الشهر الكريم.القارئ فهد الكندري، الذي أكمل العقد الثالث من عمره لتوه، لكن حفظ وتلاوة كتاب الله جعل الناس ينظرون إليه كأنه هامة كبرى؛ هو أحد أهم قراء القرآن بالكويت حسب ما يصنفه البعض خليجياً وعربياً،و هو أحد من يشارك في إمامة المصلين في صلاتي التراويح والقيام بالعشر الأواخر من الشهر الكريم بمسجد الدولة الكبير.وهو إمام معين في مسجد سليمان العمر بمنطقة اليرموك، متزوج ولديه ابن وبنت، ويعيل أسرته عقب وفاة والده قبل 7 سنوات، تمتلئ قصة حفظه للقرآن الكريم بالعجب، إذ تتجلى فيها قدرة الله في كيفية تحويل مسار أي إنسان، وكان فهد في المرحلة المتوسطة كأقرانه الصغار يمارس كرة القدم وأحياناً “يغني” لجمال صوته.وفجأة طلب مدرس التربية الإسلامية منه الاستفادة من جمال صوته في ترتيل آيات من كتاب الله، ثم عرض على والده أن يبدأ في الحفظ لأنه يرى استعداده الجيد لذلك، فتردد والده في البداية إلى أن اقتنع بالفكرة وأرسله إلى إمام المسجد فتعهده وحفظه كتاب الله في عام وسبعة أشهر فقط.وكان وقتها لم يبلغ السادسة عشرة من عمره، لكنه بمجرد أن أتم الحفظ تغيرت حياته وحياة كل أفراد أسرته، واتجه بقية إخوانه للحفظ. ويدين الكندري بالفضل في تغير حياته إلى مدرسه سليمان الشريدة صاحب النظرة الثاقبة، الذي صدق حدسه في تلميذه وأصابت فراسته أنه يمكن لذلك الطالب أن يكون من أمهر الحفظة وأعذب القراء، ثم يدين بالفضل لوالده بالطبع، وأستاذه الشيخ رشاد علام.[c1]إخوته يتبعون طريقته[/c]عقب وفاة والده صار الكندري كبير إخوته وعائلهم وهو لم يتجاوز الحادية والعشرين من عمره، فحرص على أن يسير بقية إخوته على نفس دربه، ووجههم إلى حفظ كتاب الله، لأنه ذاق حلاوة الحفظ ونال شرفه، فرغب أن يناله إخوته، لأنه يرى أن القرآن هو سبيل النجاة في الدنيا والآخرة.أخوه الأصغر محمد حافظ لكتاب الله، ويشارك فهد في صلاة التراويح أثناء شهر رمضان، وأخوه عبد الرحمن أتم حفظ نصف كتاب الله ويباشر تمامه، وأخوه الأصغر خليفة يباشر الحفظ في إحدى الحلقات بالمدينة المنورة.وعلاقة الكندري بزملائه القراء بالكويت يقول عنها إنها تخضع للآية الكريمة “وفي ذلك فليتنافس المتنافسون”، ويؤكد أن أجمل ما يتنافس عليه المسلم هو القرآن الكريم ونطمع جميعاً أن نكون من المهرة وبيننا غيرة محمودة تدفع القارئ إلى الارتقاء بمستواه، ويهدفون جميعاً لنشر كتاب الله بشكل يليق بمنزلته العالية.[c1]إلى دبي والبحرين وأمريكا[/c]وذكر أنه يتمتع بعلاقة قوية مع كل زملائه القراء وخاصة المشايخ صلاح الهاشم وياسر الفيلكاوي وماجد العنزي وخالد السعيدي ومشاري العفاسي. وقد سافر كثيراً خارج الكويت لأداء صلاة التراويح في شهر رمضان، منها إمارة دبي ومملكة البحرين والولايات المتحدة الأمريكية. ويقول إن ذلك يسعده لأن فيه نشر لكتاب الله، و”مهمة عظيمة أسأل الله أن أكون قادراً على الاضطلاع بها”.الشيخ الكندري له إصدارات عديدة “كليبات” تحاكي الأجواء الإيمانية والاجتماعية في شهر رمضان يحث فيها على صلة الأرحام والعطف على الفقير وتقارب الناس وتسامحهم وكذلك كليب عن الحج بعنوان مشتاق لك يا أم القرى، ولقد لقي هذان العملان تجاوباً لدى الجميع بالخليج.حلمه الكبير أن يصل صوته بالقرآن إلى كل بيت في العالم، وتتوق نفسه إلى تلاوة القرآن في بيت الله الحرام، ويعيش أجمل اللحظات حينما يتلو من كتاب الله بين يدي أمه ويستشعر السعادة في عينيها.
آلاف يحتشدون خلف الكندري