واشنطن/14 أكتوبر/ستيف هولاند: تبتعد أحاديث الرئيس الأمريكي المنتخب باراك أوباما عن الغطرسة وهي أقرب إلى الاتزان مع اقترابه من تولي السلطة.. واقتصر الظهور العام لاوباما منذ انتخابه في الرابع من نوفمبر إلى حد بعيد على سلسلة من المؤتمرات الصحفية لإعلان أعضاء إدارته المقبلة. وفي هذه المؤتمرات أعلن سناتور ايلينوي السابق البالغ من العمر 47 عاما عن اختياراته لمن سيصبحون أعضاء في إدارته ووصف مهامهم بطريقة بارعة كما لو كان مثقلا بالتحديات الاقتصادية وتحديات الأمن القومي التي تنتظره. وكانت لهجة اوباما خلال حملته الانتخابية مليئة بالأمل والمثالية لكن منذ تغلبه على الجمهوري جون مكين يركز أوباما على المهمة المنوطة به وتجنب الابتعاد عن القضايا التي يريد أن يتحدث فيها. وقالت ليندا فولر المتخصصة في العلوم السياسية بجامعة دارتماوث كوليدج «شدة ما تواجهه البلاد يهدئ من لغة الجميع. «اعتقد أن القضية برمتها هي وجوب عدم إثارة توقعات ليس بوسع الإدارة الوفاء بها.» ويتمتع اوباما حتى الآن بشعبية كبيرة بين الأمريكيين فقد بلغت نسبة تأييده في مسح نشرت نتيجته يوم الأربعاء 65 في المائة وهو ما يعني انه انتزع تأييد كثيرين ممن لم يصوتوا له. وخلال حملته الانتخابية تمسك المرشح الديمقراطي وأعضاء حملته بأسلوب «أوباما غير الدرامي» فلم تأخذهم الاستثارة أو الغضب إلى أقصى حد بشأن المعركة اليومية وركزوا تفكيرهم بدلا من ذلك على المستقبل. والمرة الوحيدة التي فقد فيها اوباما هدوءه كانت عندما سأله مراسل لصحيفة (شيكاجو تريبيون) عن الفضيحة المتورط فيها حاكم ايلينوي رود بلاجوجيفيتش والخاصة ببيع مقعد اوباما في مجلس الشيوخ الذي أصبح شاغرا بعد فوزه في السباق إلى البيت الأبيض. وقال الرئيس المنتخب «دعني أوقفك عند هذا الحد لأني لا أريد أن تضيع عليك فرصة طرح سؤال.» وبالمقارنة ربما كان الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون سيستثار غضبا بينما كان الرئيس جورج بوش سيحتفظ بهدوئه. وقال ستيفين هيس المتخصص في الشؤون الرئاسية بجامعة جورج واشنطن عن أوباما « يتحلى بقدر كبير من ضبط النفس... هو عكس كلينتون في بعض النواحي.» وفي مقابلة مع مجلة (تايم) قال اوباما انه يغضب أحيانا لكن صوته لا يعلو. وأضاف أنه عندما يكون في نفسه شيء من طاقم العاملين معه فهو يحاول أن يجعلهم يشعرون بالذنب. وقال «الصياح في الناس ليس فعالا عادة. الآن هناك توقعات. هناك أوقات لا يفيد فيها الشعور بالذنب ويتعين عليك حينئذ أن تستخدم الخوف.» وشكل اوباما بطريقة منهجية ما يعتبره معظم الخبراء أقوى فريق اقتصادي وآخر للسياسة الخارجية لمواجهة الركود الأخذ في الزيادة وتحديات الأمن القومي التي تشمل خوض حربي العراق وأفغانستان. وشدد اوباما خلال فعله ذلك على أن بوش لا يزال في السلطة. وقال جيم دافي واضع الاستراتيجيات للحزب الديمقراطي «ما يحاول فعله هو أن يضع الأساس.. استغل هذه الفترة ليحاول التأكيد للناس أن بوسعه فعل شيء عندما يمتلك السلطة.»
أخبار متعلقة